أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
الحديد
كتب: أحمد إبراهيم
نشرت إحدى الصفحات
المنتسبة للملاحدة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، فيديو تكذب فيه الإعجاز
القرآني في مسألة "إنزال الحديد"، حيث أشارت إلى أن الحديد لم ينزل من
السماء، وإنما كون في بطن الأرض، على اعتبار أن 35% من كتلة الأرض حديد، وراح يكذب
ما قاله الإعجازيون، بأن قوله تعالى "وَأَنْزَلْنَا الحدِيد" ولم يقل
خلقنا الحديدَ.
وقدْ أثبتَ
العلماءُ أنَّ الحديدَ لم يَتَكَوَّنْ مِن داخلِ الأرضِ مثلَ بقيةِ المعادنِ وإنما
نزلَ مِنَ السماءِ بعدَ تكوينِ الأرض، فتكوينُ الحديدِ، عكسَ باقي المعادِنِ
يستلزمُ طاقةً غيرَ موجودةٍ على الأرضِ ولا حتى في المجموعةِ الشمسيةِ.
ويضيفُ الإعجازيون: الوزن الذري للحديد هو 57
وهو يطابق ترتيبَ السورةِ في المصحف، كما يطابق العدد الذري للحديد 26 رقمَ الآيةِ
في السورةِ.
ووصفت الصفحة
هذا الكلام بالدجل والشعوذة، وأن الحقيقة أن الحديدة كون من الأرض منذ الآلاف
السنين.
ومع ذلك فإن العلم
أكد أن ذرات الحديد تحتاج إلى درجه حرارة 4 ملايين درجه مئوية حتى تتكون بمعنى
تحتاج إلى انشطار نووي شديد جدا في حين درجه حرارة باطن الأرض ٦٠٠٠ درجه مئوية
ودرجة حرارة سطح الشمس ٦٠٠٠ درجه مئوية ونواه الشمس 20 مليون درجه مئوية معني ذلك
أن الحديد انزل من خارج المجموعة الشمسية.
ويقول العلماء في
هذا الصدد إن الحديد تم تصنيعه قبل مليارات السنين في أعماق النجوم المتفجرة، وهناك
إشارة قرآنية لذلك، وهو ما أكد عليه الباحث في ملف الإعجاز في القرآن المهندس عبد
الدائم الكحيل، حيث يقول إن ما تلفتنا حولنا نرى للحديد أثراً في كل شيء اخترعه
الإنسان في القرن العشرين، فجميع الآلات والأجهزة يدخل في تركيبها الحديد، جميع
وسائط النقل ووسائل الاتصال وغيرها حتى الطعام الذي نأكله واللباس الذي نلبسه وحتى
الماء الذي نشرب اليوم وغير ذلك "كل هذه الأشياء تم إعدادها بواسطة آلات
صُنعت أساساً من الحديد.
وتسائل: ما هو
سرّ هذا المعدن الذي يُعتبر سيد المعادن في القرن العشرين؟
وبين أن الملفت
للانتباه أننا عندما ندرس جميع المعادن نجد أن للحديد خواصاً ينفرد بها وحده، فهو
المعدن الوحيد الذي نستطيع أن نتحكَّم بصلابته ومتانته بحدود واسعة من خلال إضافة
بعض العناصر مثل الكربون.
وعن الذي يعطي
الحديد هذه الخواص الفريدة؟ قال إنها الطريقة التي تركبت فيها ذرات
الحديد، فبين هذه الذرات توجد قوى عظيمة تشدّ هذه الذرات إلى بعضها ضمن مجموعات
تسمى جزيئات الحديد.
وعندما يضاف
عنصر الكربون بنسبة ما فإن ذرات الكربون الأصغر حجماً تتوضع في أماكن محددة بين
هذه الذرات لتزيد من قوى الشدّ هذه مما يزيد في مرونة المعدن ومتانته معاً.
وتابع: يعتبر
الحديد من أقوى المواد في الطبيعة فهو يتمتع بخصائص كثيرة تجعله المعدن الأشد
والأقوى، ولذلك تعتمد حضارتنا اليوم على الحديد بشكل واسع ولولا هذا العنصر لم
يتمكن البشر من صنع المركبات الفضائية والطائرات وأجهزة الاتصال، ولم نكن لنتمتع
بهذه الاختراعات، مستعجب: ألا يدعونا ذلك أن نحمد الله تعالى ؟َ
ولفت إلى أنه من
الممكن القول: في ذرات الحديد وجزئياته بأس شديد، لأن كلمة (البأس) تجمع عدة صفات
كالمتانة والصلابة والمرونة، وهذه جميعها موجودة داخل الحديد، وهنا تتجلى عظمة
القرآن عندما يصف الحديد بأن فيه بأساً شديداً، يقول تعالى: (وأنزلنا الحديد فيه
بأس شديد) [الحديد: 25].
وفي الرد على
سؤال: هل نزل الحديد فعلاً إلى الأرض؟ قال: نحن نعلم منذ بداية خلق الكون أن
العنصر الأساسي الذي نشأ في بداية الخلق هو الهيدروجين (وهو أخف العناصر في
الطبيعة) ثم بدأت العناصر الأثقل بالتشكل نتيجة للاندماجات النووية والحرارة
المرتفعة والطاقة الجبارة التي خلَّفها الانفجار الكبير، وتدل النيازك الساقطة من الفضاء الخارجي
أن الحديد نزل من السماء منذ ملايين السنين أثناء تشكل الأرض.
وأردف: قد كان
يُظن سابقاً أن الحديد الذي على الأرض نشأ من تفاعلات تمت على الأرض، ولكن أحد
الباحثين قاس كمية الطاقة اللازمة لتشكل الحديد فوجدها كبيرة جداً، مثل هذه الطاقة
لا تتوفر إلا في النجوم الضخمة (التي هي أضخم بكثير من الشمس)، وقد قاده هذا الأمر إلى التصريح بأن عنصر الحديد
لا يمكن أن يتشكل داخل المجموعة الشمسية أو على الأرض، بل تشكل في الفضاء بدرجات
حرارة وطاقة عالية جداً ثم قُذِف به إلى الأرض على شكل نيازك، أي نزل إلى الأرض!
وقد ثبت علمياً أن الحديد الموجود في الأرض نزل نزولاً من السماء، كما ثبت علمياً أن القوى الموجودة في عنصر الحديد هي قوة شديدة جداً تجمع بين المتانة والمرونة والصلابة وهي ما سماه القرآن بالبأس الشديد.