أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتب: أحمد
إبراهيم
أمام التفاصيل
العظيمة التي تعيش بها وعليها الحيوانات والحشرات، تضرب كل معتقدات وخرافة قوانين
الصدفة والطبيعة التي يصدعوننا بها الملحدين حول العالم، فكل حشرة إذا ما رصدنا
ماذا تصنع سندرك أن هناك صانع وخالق عظيم لهذه الكائنات الصغيرة جدا.
ومؤخرا أجرى بيرت هولدوبلر وإدوارد أو ويلسون،
بحثا بعنوان "الكائنات الحية الفائقة: جمال وأناقة وغرابة مجتمعات
الحشرات"، يلفت النظر إلى أن النمل يعمل على بناء مدن كاملة تحت الأرض - من
شبكات من الأنفاق تربط بين حجرات متخصصة بعضها للصغار والأخر للملكة والآخر
للتخزين وللمزارع... إلخ، ولكنه لا يفعل ذلك بمجرد الحفر بل ببرنامج عمل يشير إلى
علم بأصول الهندسة والفيزياء .
وأوضح أنه حتى
بعض عائلات النمل التي تعتبر بدائية مثل ponerine والتي تبنى أعشاشا صغيرة تعتبر أعشاشها
مصممة بأناقة لتحتوي على غرف متعددة وتبطين للجدران للحماية من الأمطار وغرفة خاصة
للنفايات يأتي النمل بيرقات الذباب ويضعها فيها لتلهم البقايا وتساهم في التنظيف.
ونوه البحث إلى أن لغز بيوت النمل لا يكمن في
التصميم النهائي العبقري فقط ولكن أيضا في آلية الحفر والبناء للوصول إلى ذلك
التصميم، إذ وجدت أبحاث أجريت في معهد كالتك للتكنولوجيا أن عملية البناء والحفر
نفسها تتبع قواعد فيزيائية صارمة سماها الباحثون "فيزياء النمل" ant
physics لتضمن الوصول إلى النتيجة النهائية
المثالية مع تأمين النفق من الانهيار تحت تأثير الضغط وغيره من القوى المختلفة
أثناء الحفر.
كما وجدوا أن
خوارزميات البناء موزعة على النمل كله ليعمل في تناسق وكأنه كائن واحد عملاق، حيث يقوم
النمل بتقييم الموقع لانتقاء موضع الحفر الأفضل "فمثلا عند وضعه في حاويات
يفضل الحفر قرب جدار الحاوية ليحصل على جدار مجاني للنفق ويحفر النمل وفق ما يسمى
زاوية الاسترخاء
angle of repose وهي أكبر زاوية يمكن أن تحفر بها في
وسط مكون من حبيبات دون أن ينهار، وتختلف هذه الزاوية حسب نوع وظروف التربة ومع
ذلك يعدل النمل زاوية حفره وفقا لنوع التربة التي يحفر فيها أي أن هناك مخزن
معلومات في مكان ما يخبره بالزاوية الصحيحة لكل تربة حتى لا تنهار".
وبحسب البحث فأن
النمل يزيل حبيبات التربة بشكل يعيد توزيع قوى الضغط الفيزيائية حول جدران النفق
ليقوى الجدران من جهة ويرفع الضغط عن نهاية النفق فيسهل الحفر من جهة أخرى.
ويقر
الباحثون أنها خوارزمية عمل موزعة بين العقول الصغيرة للنمل (نموذج ال distributed
computing بل ويتمنون العمل على برنامج ذكاء صناعي
يقوم بتقليد هذه الخوارزمية لاستخدامه في أعمال الحفر "و لكننا نعلم يقينا أن
الذكاء الصناعي و شبكات معالجة المعلومات لا تنشأ بعمليات لا غائية غير موجهة
لمجرد أن علماء البيولوجيا التطورية يصرخون بذلك ليلا و نهارا".