أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
عبد الفتاح العواري
كتب: أحمد إبراهيم
وأشار الدكتور
العواري إلى أن سبب نزول قوله تعالى (لا إكراه في الدين) "البقرة:256"، يظهر
جانبا من احترام الإسلام لغيره من الأديان الأخرى، فقد ذكروا عن ابن عباس، قال :
كانت المرأة من الأنصار تكون مقلاتا- أي يموت ولدها- فتجعل على نفسها إن عاش لها
ولد أن تهوده-أي تجعله يهوديا – فلما أجليت بنو النضير، كان فيهم من أبناء الأنصار،
فقالوا: لا ندع أبناءنا – أي لانتركهم يعتنقون اليهودية، فأنز الله تعالى ( لا
إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) " البقرة: 256" موضحا أن هذه
الآية تكشف مدى حرية العقيدة في الإسلام ، فضلا عن أن المقرر عند الفقهاء أنه لو
أكره أحد على الدخول في الإسلام ، فإنه لا يصح إسلامه ، مشيرا إلى ما قاله ابن
قدامة في المغني :" وإذا أكره على الإسلام من لا يجوز إكراهه كالذمي
والمستأمن فأسلم لم يثبت له حكم الإسلام
حتى يوجد منه ما يدل على إسلامه طوعا .
وأضاف الدكتور
العواري أن الإسلام منح الحرية لغير المسلمين في البقاء على دينهم ، أباح لهم أيضا
ممارسة شعائرهم الدينية الخاصة بهم، مشيرا إلى وفد نجران وهم من النصارى فدخلوا
على رسول الله صلوات الله عليه وسلم المسجد عقب صلاة العصر، وأثناء حديثهم مع رسول
الله صلوات الله عليه وسلم حان وقت صلاتهم، فاندهشوا عندما سمح لهم الرسول صلى
الله عليه وسلم بتأدية صلاتهم داخل المسجد، وهذا القصة خير دليل على سماحة وعظمة
الإسلام في تعامله مع الأديان الأخرى.
وشدد على أن
الإسلام برئ من كافة حماقات الجماعات المتطرفة والإرهابية التي تقاتل المدنيين من
أي مجتمع تحت راية الإسلام، مؤكدا أن هؤلاء لم يفهموا الجهاد فهما صحيحا ونسوا أن
الجهاد الأكبر ليس في قتل المدنيين وتفجير المباني وبث الفزع والرعب في نفوس الناس
بل الجهاد الأكبر هو جهاد النفس عن المعاصي والذنوب والتحلي بأخلاق الإسلام وبرسول
الإسلام
وذكر أن الإسلام
لم يعرف يوما قتل المدنيين حتى في ذروة الحروب نهي النبي صلوات الله عليه سلم عن
قتل النساء والعزل والأطفال والرهبان ونهي عن التدمير والتمثيل بالجثث فإذا كانت
هذه وصية الرسول للجيش في الحروب فماذا عن علاقتنا بالأديان الأخرى في السلم .