رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

الرد على شبهة تشبيه المرأة بالكلب والحمار في الإسلام

  • جداريات Jedariiat
  • الثلاثاء 29 أغسطس 2023, 04:23 صباحا
  • 424
تعبيرية

تعبيرية

رد الدكتور عبد الله محمد، وهو طبيب أسنان، وباحث في ملف الإلحاد، على شبهة تشبيه المرأة بالكلب والحمار في الإسلام.

وذكر أن الشبهة تقول "لقد شبه نبيكم المرأة بالحيوانات وذلك في الحديث القائل: يَقْطَعُ الصَّلاةَ المَرْأةُ، والكَلْبُ، والحِمارُ"، وهذا لا يليق بدين من المفترض انه من خالق المرأة.

وفي بداية رده تسائل: من أين جئتم أن الحديث يشبه المرأة بهذه الكائنات أين ذلك في الحديث أصلا؟ ألا تعرفون أسلوب التشبيه وأركانه؟  أين المشبه والمشبه به؟ أين أداة التشبيه؟ أين وجه الشبه؟

وأوضح أنه في الحقيقة لا يوجد لأن الحديث ليس فيه أسلوب تشبيه أصلا، مشيرا إلى مثل بسيط، قائلا: تخيل أنك وجدت لافتة مكتوب عليها (ممنوع عبور الإنسان والكلب فهذه المنطقة تحوي ألغام ومتفجرات)، فهل ستفهم من هذه اللافتة أنها تشبيه للإنسان بالكلب؟! قطعاً لا، لا توجد أركان تشبيه أصلا هنا، وإنما المعنى هو اشتراك الكلب والإنسان في التعرض للخطر من هذه المنطقة وليس تشبيها على الإطلاق.

وتابع: تخيل حين أقول الابن يخاف من أبيه ويخاف من الذئب، فهل تفهم من كلامي أن الابن يشبه أبيه بالذئب لأنه يخاف منهما؟! قطعاً لا، لا توجد أركان التشبيه هنا أيضاً وإنما المعنى هو اشتراك الأب والذئب في إحداث الخوف في نفس الابن بطريقة مختلفة فالابن يخاف من أبيه خوف مهابة ووقار، ويخاف من الذئب خوف الافتراس والهجوم، فالاشتراك في الحكم لا يعني التشبيه كما هو واضح من المثالين.

وأردف: لكن لماذا لم تكونوا منصفين وتقولوا أن هناك تشبيه للرجل بالشيطان أيضاً، أم أنكم تتصيدون للنساء فقط لتفتنوهن عن دين الله، فقال صلى الله عليه وسلم عن الرجل الذي يمر أمام المصلين "إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله، (فإنما هو شيطان) صحيح البخاري.

وبين أن هذا بالطبع خاص بوصف الرجل الذي يريد إفساد صلاة أخيه فهو كالشيطان الذي يكون حريصاً أيضا على إفساد صلاة المسلم (وننتبه هنا أن كلمة فليقاتله لا تعني يقتله ولكن تعني فليمنعه أو يضربه لأن القتل محرم إلا في ثلاث: القصاص، الزاني المحصن (المتزوج)، المرتد المجاهر).. فلماذا تركتم هذا الحديث الذي فيه تشبيه (نوعه بليغ) بالفعل وذهبتم للمرأة الذي يخلو الحديث عنها من أي وسيلة للتشبيه!

وحول  معنى الحديث، قال عبد الله محمد الباحث في ملف الإلحاد، إن الصلاة تُبطَل إذا مرت من أمام الرجل امرأة لأنها قد تفتنه وتشغل قلبه عن  ذكر الله وعن الخشوع  في الصلاة، والحمار فيبطل الصلاة لأنه ينهق بصوت مرتفع فيشتت المصلي عن تركيزه ولا يستطيع أن يذكر الله أو يركز في صلاته، والكلب لأنه يرهب الرجل ويخوفه فلعله يعضه أو يهاجمه ولا يجوز الصلاة بدون اطمئنان أو بوجود الخوف.

وأردف: يعني المرأة و الحمار والكلب  يبطلون الصلاة لأسباب مختلفة، فأين التشبيه ؟ ولا ننسى أن مرور الرجل أيضاً مكروه وذلك كما ذكرنا بالحديث (فليقاتله فإنما هو شيطان) .

وأشار إلى قول القرطبي في تفسير هذا الحديث: ذلك أن المرأة تفتن والحمار ينهق والكلب يروع، فيتشوش المتفكر في ذلك" (قوت المغتذي على جامع الترمذي ١/‏١٦٧ )

وفي ردع على سؤال: ماذا عن قول السيدة عائشة: أعدلتمونا(أي شبهتمونا) بالكلاب والحمير، قال إن عائشة رضي الله عنها ظنت أن هذا الكلام من كلام الرواة وليس من كلامه ﷺ ، وما كان لها أن ترد عليه حديثا قاله  ﷺ بل أو تقلل من مقامه، ويدل على ذلك قولها أعدلتمونا؟ ولم تقل قد عدلنا رسول الله، ثم إن جل اعتراضها كان لأجل مخالفة الحديث لفعله ﷺ فقد كان  ﷺ يصلي وهي مستلقية معترضة قبلته، ولم تقطع صلاته، ولم يأمرها بالتنحي، فاستغربَت المخالفة بين قوله وفعله، لذلك فرق العلماء بين المار والماكث؛ لأن المار يشغل النظر ويلهي القلب خلافا للماكث.

وأكد أنه لذلك قد ذهب جمهور أهل العلم في تأويل القطع المذكور في هذه الأحاديث، إلى أنه ليس المراد به إبطال الصلاة، وإلزام إعادتها، وإنما المراد به القطع عن الخشوع فيها بالاشتغال بها، والالتفات إليها .

وواصل الدكتور عبد الله محمد: سنحيل النص المتشابه إلى النص المحكم حتى نرى هل ينظر الإسلام للمرأة على أنها حيوان كالكلب والحمار أم أن هذا سوء فهم من طارح الشبهة؟

واستعرض عددًا من النصوص المحكمة التي تكرم الرجل والمرأة على السواء حيث عندنا في علوم التفسير إذا جاء النداء بالصيغة المطلقة فهو يشمل الرجال والنساء إلا إذا اقترن بمخصص للرجال فقط او النساء فقط، قال عز وجل " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم"  (التين ٤)، وقال عز وجل " ولقد كرمنا بني آدم " (الإسراء)، وقال عز وجل " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ولم يقل رجالكم أو نسائكم، وقال صلى الله عليه وسلم "النساء شقائق الرجال" (تخريج المسند بسند صحيح)، بل نجد أن الله عز وجل فضل بعض النساء على الرجال وجعهلن قدوة للرجال والنساء على السواء فقال عز وجل في سورة التحريم  " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ..... (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)"

وتسائل: كيف سيعتبرها كلبة وحمارة ثم يضرب بها المثل للأمة كلها بما فيها الصحابة الكرام رضوان الله عليهم خير البشر بعد الأنبياء والرسل، "إذاً الغلط هو في فهمكم أنتم فليست هذه نظرة الإسلام للمرأة".

وأشار إلى أقول بعض أعلام الملاحدة في حق المرأة، وأبرزها لداروين، فيقول "المرأة لا تصلح إلا لمهام المنزل واضفاء البهجة على البيت، فالمرأة في البيت أفضل من الكلب للأسباب السابقة"، ويقول الملحد ماركيز دي ساد" مصير المرأة أن تكون فاجرة مثل الكلبة والمستذئبة ويجب أن تنتمي لكل من يحصل عليها"، ويقول الأب الروحي للملاحدة فريدريش نيتشة "المرأة فخ نصبته الطبيعة...إذا كنت ذاهباً للقائها فخذ معك السوط".

تعليقات