رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

هل الإلحــاد موقف عقلاني؟

  • جداريات Jedariiat
  • الأحد 27 أغسطس 2023, 04:44 صباحا
  • 297

 كتب: أحمد إبراهيم

يرى يوسف الغنميين، المفكر والباحث في ملف الإلحاد، أن معظم الملاحــدة، يرون بأن الإلحـاد موقفٌ فكري ناتج عن التفكير المنطقي، ولكن في الحقيقة هو موقف منغلق موغل في سطحية الطرح الساذج والعرض مشبوه ومشوش لمجموعة من الأفكار لا وزن ولا قيمة لها على ميزان العلم أو المنطق الصحيح، منوها في الوقت نفسه إلى أن فلو فحصتَ هؤلاء لوجدت طرحهم غارقٌ في السطحية يتشرب الجــهل حتى الثــمالة.

وتابع: حيث يرافق اعتناق الإلحـاد جهـل مفرط واضح بالعلم وفلسفته، ثم يبني الملـحد تلك الأبراج الهشة القائمة على أساس هش للغاية من الحجج السـاذجة، كون ظاهرة نقد الدين العنصر الثاني الذي يبني الملحــد عليها إلحــاده، حيث تختفي الموضوعية ويتم تجاهل تبعات الإلحـاد.

ولفت "الغنميين" إلى مقال كتبه الدكتور Will Gervais أستاذ علم النفس والوراثة السلوكية يناقش فيه إدعاءات الملاحـدين حول العقلانية المزعومة ويضع نرجسيـ،ـتهم حيث تنتمي على الحقيقة، ما الغريب وهو الذي درس علم نفس الإلحــاد لخمسة عشر عاما، في مقاله، ناقش جارفييه انتماء الإلحــاد للعقلانية، يقول فيه : ادعاء الملاحـدة للعقلانية فكرة لا تصمد أمام التحقيق العلمي، بل سلط جارفييه الضوء على ورقة شارك في تأليفها نشرتها مجلة العلوم سنة 2012 والتي أدعى فيها أن العقلانية تعزز الإلحاد، لكنه اعترف أن الورقة سقطت سنة 2018 عندما حاول علماء آخرون التأكد من صحة بيانات وطرق الدراسة، بعد هذا التدقيق أعلن جارفييه في نيتشر أن: « لم نعد نثق في الفكرة القائلة أن التفكير يُقلل من عقلانية المعتقد الديني

وراح يسأل كيف يكون عاقلا، من يؤمن بأن الكون والطبيعة نتيجة لعبة الاحتمالات التي ليس فيها ذكاء ولا عقل أو حتى وعي؟

وتابع قائلا: كما وصف دوكنز، « نحن البشر - جنبًا إلى جنب مع أي كائن حي آخر عاش على الإطلاق - جميعنا الفائزين المحظوظين في اليانصيب الكوني. من عدد مذهل من المخططات الجينية المحتملة ، تم اختيار رموزنا بالصدفة ليتم تحقيقها كنموذج حي أولي»

وأردف: تخيل، هؤلاء الذين يقدمون أنفسهم بصفتهم الناطقين الرسميين باسم العقلانية يؤمنون أن الصدفة خلقتهم كما خلقت أي حيوان أخر بحيث لا يمكن اعتبار الملحـد أفضل وأرقى من الحيوانات، فكيف يكون عاقلا من يؤمن بأن الطبيعة سبب نفسها وعلة غيرها بدلا من اعتبارها نتيجة إرادة منفصلة عن الطبيعة، كيف يكون عاقلا من ينفي التصميم الذكي للعقل والكون ثم يؤمن أن عقله نتاج العــبثية العشوائية ؟

وشدد على أن الملحـد - وبنسبة ساحقة منهم - ليس لديه أفكار يقدمها، بالطبع فالإلحاد فكرة مستحيلة، لكن كيف ينشرونه؟  وينتقد الدين ويستمر بنقد الدين، لا شيء لديه إلا نقد الدين تماما مثل الطُفـيليات التي تقـتـtـل لتعيش.

وبين أن الملحــد أبعد الناس عن العلم، ثق تماما، كل ما يستدل به الملحـد من "علم" لا يعدو مرتبة الأفكار النظرية التي إما أنها تكافح لإثبات تنبؤاتها مثل نظرية التطور أو أنها مجرد أفكار أولية تفضل على ميزان العلم، يندرج تحت هذا قائمة طويلة من اقتراحات الفيزياء النظرية.

واختتم: بغض النظر عن العلم الذي يعتمد عليه الملحـد لدعم إلحاده، يبقى عقله الذي نتج عن العبــثية اللاواعية والعــشوائية المحضة غير موثوق به وبكل ما يصفه بوصف علم.

تعليقات