مركز حصين: الغفلة مرض مستحكم.. عواقبها وخيمة وآثارها أليمة

  • جداريات Jedariiat
  • الخميس 24 أغسطس 2023, 4:12 مساءً
  • 172

قال مركز حصين، المختص في محاربة الإلحاد، والرد على الشبهات، إنه كما أن الجسد ينام ويزول شعوره، فلا يبصر ولا يسمع ولا يحس بما حوله، فإن القلب ينام، وذلك حين تستحكم عليه الغفلة، فيفقد شعوره، ولا يعود لصاحبه بصر بعينيه، ولا سمع بأذنيه، ولا إحساس بما يعنيه، من الاستعداد لمصيره، والاهتمام بأجله، وإن كان في ظاهر أمره يبدو واعيا، فيكون كأولئك الذين حكى الله عنهم: لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون.

 وذكر في موضوع خطبة الجمعة التي ينشرها أسبوعيا على موقعه الرسمي، أن الغفلة داء الأدواء، ومرض الأشقياء، كم حذر ربنا في كتابه منها، وحرص الأنبياء على إيقاظ الخلق من غمرتها.

وشدد على أن الغفلة مرض مستحكم، يصيب القلب فيغشاه، ويحجبه عن الله، فالغافل: لاه عما خلق لأجله، ساه سادر في دنياه وطول أمله، اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون * ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون * لاهية قلوبهم.

 

وبين أن الغافل: لا يفكر بلقاء الله ولا يستعد له، بل هو مشتغل بالدنيا، فقلبه سكران بخمرتها، يتتبع لذة تلو لذة، ويبحث عن متعة وراء متعة، همه الأموال والأولاد والعقارات، وشغله الطعام والسياحة والمشتريات، فهو في شهواته هائم، وعيشه عيش البهائم، مشيرا لقو الحق تبارك وتعالى: "إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون * أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون".

 

 

وأكد على أن عواقب الغفلة وخيمة، وآثارها أليمة، فهي في الدنيا سبب لوحشة القلب، وضيق الصدر، وتوارد الغم والهم، وعنها ينشأ الجهل والعمى، وتسد أبواب المعرفة والهدى، فمهما رأى الغافل لا يبصر، ومهما سمع لا ينتفع، لافتا لقول الله تعالى: "سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين".

 

وبين أن الغفلة سبب للبعد عن الله، والتمادي في العصيان، والحرمان من إجابة الدعاء، فإن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه، كما قال نبينا ﷺ. يقول ابن القيم رحمه الله: «على قدر غفلة العبد عن الذكر يكون بعده عن الله»، كما أنها سبب لوقوع العقوبات الدنيوية، فإن الله يمهل الغافلين ويمدهم، حتى إذا استحكمت غفلتهم، وتمت في الشهوات سكرتهم، أخذهم إخذة العزيز المقتدر.

كما شدد على أن حال الغافلين يوم الحساب شر حال، ومآلهم شر مآل، يعذبون في النار على ما اقترفت أيديهم، وهم يتمنون لو أنهم أبصروا وسمعوا ولم يغفلوا، وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير.

تعليقات