أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
هيثط طلعت
قال الدكتور هيثم طلعت، الباحث في ملف الإلحاد، إن العالم بدون الإيمان بالله سيصبح الإنسان فيه كائنًا ماديًا يعيش ويموت بلا معنى ولا قيمة، ولن يكون هناك فرق بينه وبين الأحجار أو الحيوانات، ولن يعرف معاني الصدق ولا الخير ولا الشر ولا الصواب ولا الخطأ.
وبين في كتابه "مناعة
إيمانية" أن ذلك؛ لأن هذه المعاني لا وجود لها في العالم المادي ولا في عالم
الحيوانات، فأنت إذا نظرت إلى الحائط الذي خلفك: هذا الحائط لا يعرف معاني الخير
والشر ولا معاني الصواب والخطأ، وكذلك الحيوانات لا تعرف هذه الأمور، وكذلك مخك
يتشكل من نفس الذرات التي يتشكل منها العالم من حولك، فما الذي يميزك عن الحائط
وعن الحيوان؟
وتابع: ربما
ستقول يميزني العقل؟ لكن لا وجود للعقل في العالم المادي، ولا يوجد عضو في الجسم
اسمه العقل.. إذن لن تستطيع الدفاع عن العقل ولا عن القيم ولا عن العدل أو الخير
أو الأخلاق من خلال النظرة المادية للعالم وستكون أنت نفسك عبارة عن ذرات ملتحمة
بلا معنى، فمعاني الأخلاق والقيم والعقل لا توجد في هذا العالم المادي ولا تنتمي
إلى عالم وذكر أن الطبيعة أو عالم الذرات أو عالم الحيوانات وإنما تنتمي فقط إلى
عالم التكليف الإلهي وعالم الوحي وعالم الدين، فلو ابتعد الإنسان عن الدين وأنكر
الله عز وجل سيعيش أشبه فعليًا بالحيوانات بل والجمادات في كل سلوكياته ولذلك قال
الله عز وجل {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ
ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ
بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ
هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} ﴿١٧٩﴾ سورة الأعراف.
وشدد على أنه لا
يعرف الإنسان مصدر الأخلاق ولا معنى التكليف ولا معنى العقل تلك الأمور التي يشعر
بها في داخله، إلا إذا كان يؤمن بالله والأنبياء والكتب واليوم الآخر، لذلك
فالإيمان بالله هو ضرورة لتعرف معنى وجودك وتعرف غاية حياتك، وتعرف لماذا أنت يجب
أن تكون على أخلاق، وتعرف مصدر الشعور بالتكليف بداخلك، وتعرف أنك عاقل.
وشدد على أن كل هذا
تفهمه وتعرفه فقط إذا آمنت بالله واتبعت الوحي والنبي محمد صلى الله عليه وسلم.