باحث في ملف الإلحاد يرد على شبهة الملاحدة: لماذا الألم في الكون خصوصا للعباد المؤمنين؟

  • جداريات Jedariiat
  • السبت 19 أغسطس 2023, 03:11 صباحا
  • 392
الحزن

الحزن

كثيرون هم الملاحدة في الوطن العربي الذين يدخلون للشباب، ممن تنقصهم المناعة الإيمانية، من باب إذا كان الله موجود ورحمته وسعت كل شيء، فلماذا يترك عباده يتألمون دون تدخل منه مباشرة لينهي معاناة عباده المؤمنين؟

وكان الجواب الأشمل من قبل، الغازي محمد، الباحث في ملف الإلحاد حيث يقول في صفحة "العلم يهدم الإلحاد ": إن هناك قصة بسيطة منها ستجد الإجابة.

 

وتابع: هناك سورة في القرآن اسمها سورة الأحزاب، والتي تحكي قصة غزوة من أصعب الغزوات التي مرت على النبي عليه أفضل الصلوات والسلام وأصحابه، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان معه تقريبا ألف صحابي، كل قبائل العرب (كلهم) قرروا يتحدوا ويأتوا ليستأصلوا المؤمنين هؤلاء عن بكرة أبيهم، من أولهم لآخرهم.

وبالتالي النبي استشار الصحابة، قالوا له نحفز خندق، من ناحية المشركين، ففعلوا كذلك بحفر الخندق، وهم حالتهم كالتالي: جائعين جدًا، ولا يجدون أكل، وتركوا اعمالهم وأهلهم، والنبي رابط حجر على بطنه من الجوع، والدنيا هواء وبرد شديد، والأرض صخرية جافة ليست تراب سهل، فيحفرون بفؤوس، الوضع كما قرأت.

ووسط هذا كله ماذا يقول الصحابة رضي الله عنهم؟ "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة"

وبعد ذلك حفروا الخندق في ظل كل هذا الكم من التعب، وما حدث بعدها أن الكفار وصلوا قرب المكان، وبالتالي وجب أن يبقوا في أماكنهم، في الخندق!

وهناك برد شديد، لدرجة أن النبي يقول لهم: من يأتيني بخبر القوم ويكون رفيقي في الجنة؟ ولم يقم منهم أحد "ولك أن تخيّل، الصحابة وليس نحن، من شدة البرد".

بعدها: يصلهم خبر أن اليهود، الموجودون في الناحية الأخرى في المدينة، خانوا العهد، متابعا: هنا القرآن يوصف المشهد، في قوله تعالى : إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا.

وأردف: لنا أن نتصور أن أناس وسطهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزلزلوا زلزالًا "شديدًا"، و"تظنون بالله الظنونا"، هذا والنبي معهم!

 

وأضاف: هناك أيضت قصة في غزوة أحد، النبي والصحابة كانوا منتصرين، وفي ظرف دقائق يقتل 70 من أصحابه ومنهم عمه حمزة، وتحول النصر لهزيمة، والنبي شج رأسه، وكسرت أسنانه والخوذة دخلت في جلد وجهه الشريف وجرحته!

وعاد المسلمون وقد هزموا! لماذا ربنا تركهم يتألمون؟ ولما لم يقولوا: لماذا يا رب تركت عبادك يتألمون؟

ألم يكن ربنا قادرا حاشاه ينقذ النبي بمعجزة؟،بدل أن يجرح في وجهه الشريف صلى الله عليه وسلم!

وأكمل: المشكلة في هذه الأسئلة مثل هذه إننا نفترض شيئين لًا: أنه ربنا يجب أن يرينا أنه تدخل مباشرة لحل مشاكلنا، وهذا قصور في فهمنا عن رب العالمين، وعن الدنيا، التي هي دار ابتلاء أصلًا، وعن حكمة الله تعالى، التي من ممكن يقدر الشر على "نبيه" حتى لحكمة يعملها! من قال لك أن هذا ليس خيرا لك؟، أسألك سؤال: لو يوم القيامة جئت ووجدت في ميزان حسناتك مليون حسنة، ومليون خطيئة أزيلت، تقول لما هذا؟، يقولوا لك: بالمرض الفلاني، ستشعر أن هذه أحسن صحيح؟ إذا لماذا نظرك لا يتجاوز حدود أنفك؟ أنظر للأمام، للآخرة، ستجد كل قدر الله خير.


ولهذا دعا النبي صلى الله عليه وسلم:  "اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء". 



تعليقات