نصوص الميراث لا تقبل الاجتهاد.. الأزهر: الطعن في أحكام الإسلام تحت ستار حقوق المرأة حيلةٌ مفضوحة لهدم الدين
- الأحد 20 أبريل 2025
تعبيرية
تقرير: أحمد
إبراهيم
تخضع ظاهرة
الإلحاد، مثل كل شيء من حولنا إلى التطوير والتجديد، ولأن الإلحاد يقف خلفه قوة
كبيرة، لانتشاره في نطاق أوسع من العالم لاسيما العالم العربي والإسلامي، يخترعون
الأسباب التي تدفع بعض شبابنا إلى الدخول في مرمى الإلحاد، من خلال تسليط الضوء
المستمر على جرائم جماعات متطرفة معظمها وقد تكون كلها صناعة غربية، من أجل تعزيز
ودعم أهدافهم المسمومة في عالمنا العربي والإسلامي، ولذلك نجد العديد من الصفحات
على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحاول أن تضرب الثوابت الدينية من أجل زعزعة
الإيمان لدى الشباب العربي والمسلم.
في دراسة
مهمة جاءت تحت عنوان "الإلحاد الجديد
في المجتمعات العربية والإسلامية"، للدكتور فلاح عبد محمد الدليمي، توضح بأن
ميلاد ما يسمى بالإلحاد الجديد، قد ظهر في أغسطس 2006م وهو العام الذي عمل فيه
الغرب على خلق تغيرا جوهريا وجديدا في الوقت نفسه، وقد أطلق عليه مصطلح:
"الإلحاد الجديد" وكان شعاره الرفض الشديد مبدأ التعايش بين الإلحاد
والدين معا، كونه ينكر وجود الإله من الأساس، وبالتالي ليس هناك ما يسمى بالدين
نهائيا، وقد عمل على خلق مزيد من السخرية والتهكم على كل ما يسمى بالأديان، بل وصل
الأمر أن الدين هو السبب وراء كل الحروب التي شاهدتها الأرض.
ويشير الدكتور "الدليمي" في دراسته، إلى أن هذه النزعة
العدائية الجديدة، التي تجسدت بما يسمى بالإلحاد الجديد هي امتداد واضح وصريح
للإلحاد الذي تطور في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، فقد اتفق المؤرخون على أن
تنامي ظاهرة الإلحاد هو ظاهرة غربية حديثة، بل وصل الأمر إلى أن أُولى المجتمعات
التي جاهرت ونادت إلى الرفض العام للألوهية، منوها إلى دراسة إحصائية كشفت إن
انتشار الإلحاد في العالم، بدء يتنامى بشكل واضح وخطير، لاسيما أن أكبر المؤسسات الإحصائية في أوروبا، وهي
"يوريا روميتر"، فقد ذكرت في سنة (2005م)، أن نسبة:(18%)، من سكان
أُوروبا ملحدين فلا يؤمنون بوجود الإله الخالق، وأن نسبة: (27%)، يؤمنون بقوة
روحانية، أو قوة وراء هذه الحياة.
ومن يتابع
الأحداث بعد سنة 2006، ويرصد ما حدث منذ ذلك التاريخ حتى الآن، سيدرك تمام وجود
نشاط واضح وصريح وخطير في الدعوة إلى
الإلحاد وعداءه الشديد، للأديان خاصة الدين الإسلامي، فمثلا قام الملحد، الشير،
ريتشارد دوكينز يعرض فلمًا وثائقيًا عن الإلحاد باللغة الإنكليزية، وآخر مترجم
للغة العربية بعنوان: (أصل
كل الشرورـــRoot
Or All Evils)،
والذي جاء مضمونه واضحا لكل من شاهده بأن الدين، هو السبب الأول في كل صراعات
البشر من حروب وخراب وجرائم وقتل ، بل جاء في الفيلم تجرأ صريحا في الذات الألهية
"سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا، سورة
الإسراء: الآية: 43.
وبعد هذا التاريخ بدأت حملة كبيرة للدعوة إلى الإلحاد وقد أخذت هذه
الدعوة اشكالًا متعددة بتأليف الكتب والنشرات والمقالات، والمجلات ومواقع التواصل
الاجتماعي، والموسيقى، الإلحادية والأفلام الوثائقية، والسينمائية، فهذا فلم
شاهدته بعنوان:
(الحافة_The Ledge )، أنتج في العام: (2011م)، ويدور الفلم
بين مؤمن وملحد، يقول الملحد: (الله لا دليل على وجودة)، ثم يستطرد الملحد في هذا
الفلم ويذكر بأن من أسباب إلحاده هو أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
من جانبه يقول
الباحث والمفكر عيد البنا، أحد علما الأزهر الشريف، إن ظاهرة الإلحاد يقف وراءها
قوة كبيرة، ويسعون لنشر الإلحاد من خلال بث خلافات بن علماء الدين، ويحاولون
إبرازها على أنها ضد الدين، ويبرزون الأكاذيب التي يروجها من في قلبه مرض، لكي
يعمل على زعزعة الشباب، للافتا إلى أن هذه القوة تسعى دوما على خلق مفاهيم جديدة
من شأنها تعزيز الإلحاد، ويبثون سمومهم من خلال صفحات على الفيس بوك فيقولون بأنه
لا يدعون أحد إلى الإلحاد بل نطالب الجميع بالتفكير المنطقي، على اعتبار المسلمين،
لا يفكرون، لكن الحقيقة الدين الإسلامي أمرنا بالتفكر والتدبر والتأمل في الكون
وأمرنا بالأخذ بالأسباب وبالعلم.
وأكد أن ظاهرة
الإلحاد في جوهرها ضعيفة ومع ذرات إيمانية صادقة في قلب المسلم، كفيلة أن تهدف
جبال من الأوهام التي يحاول أن ينشرها من يقفون وراء انتشار الإلحاد في عالمنا
العربي والإسلامي.
بينا يرى
الدكتور يسري عبد المجيد، الباحث في التراث الإسلامي، أن ظاهرة الإلحاد موجودة منذ
قرون طويلة وقد تنمو في زمنا وقد تنحصر في زمنا أخر وهذا يتوقف على مدى صحوة الأمة
العربية والإسلامية، منوها إلى أن الغرب، لديه أله إعلامية جبارة يجيد استغلاها
بشكل جيد، في تشويه صورة العرب والمسلمين، لدى الرأي العام، ولذلك نسمع ونشاهد من
حينا لأخر من يدعون لإحراق المصحف الشريف، وكأن ذلك يشفى غليله وكراهيته التي
غرسها فيه وسائل الإعلام الغربية، والحقيقة أن جرائم الغرب في حق العالم الثالث
كفيلة أن تنسف أي صورة جميلة عن الغرب، ولكن هم الآن يملكون الإعلام.
وبين أن الغرب نجح في أن يملك الاقتصاد والإعلام، العالمي، ومن يملكهم ملك العالم، فيعرضون الصور التي يريدون عرضها علينا، ولذلك هم يستغلون الضعف والهوان التي تغرق فيه الأمة الآن وبدأوا في رمي الحجة على الدين ، وأن الغرب تقدم لأنه لم يعتمد على الدين، رغم أن ديننا يأمرنا بالعلم ويأمرنا بالقراءة والأخذ بالأسباب، ولكن نحن من أوصلنا أنفسنا إلى هذا الوضع المؤسف الذي نعيشه اليوم.