باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
قال مركز حصين
المختص في الرد على الشبهات ومحاربة الإلحاد، إن الكَلَامُ عَنِ القُدُوَاتِ
وَأَهَمِّيَّتِهَا وَعَظِيمِ أَثَرِهَا يَجُرُّنَا لِلحَدِيثِ عَن خَيرِهَا
وَأَفضَلِهَا وَأَجمَلِهَا وَأَكمَلِهَا، فَيَأتِي الجَوَابُ حَاضِرًا شَاهِدًا
مُتَمَثِّلًا فِي قَولِ رَبِّنَا: لَقَد كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسوَةٌ
حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرجُو اللَّهَ وَاليَومَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا.
وبين في (خطبة الجمعة التي ينشرها أسبوعيا) أن اللَّهُ تَعَالَى جعل نَبِيَّهُ
قُدوَةً حَسَنَةً وَأُسوَةً مُتّبَعَةً، فَخَيرُ الهَديِ هَديُهُ، وَخَيرُ
السَّمْتِ سَـمْتُهُ، كَمّلَ اللَّهُ خُلُقَهُ، وَجَمَعَ فِيهِ مِن صِفَاتِ
الخَيرِ مَا أَقسَمَ بِهِ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ
عَظِيمٍ، فَكَانَ ﷺ قُدوَةً لَنَا فِي كُلِّ شَيءٍ،
فَسِيرَتُهُ العَطِرَةُ مَلِيئَةٌ بِالمَوَاقِفِ البَلِيغَةِ الدَّالَّةِ عَلَى
كَمَالِهِ ﷺ فِي أَعمَالِهِ، وَأَقوَالِهِ، وَأَخلَاقِهِ، وَفِي جَمِيعِ
تَفَاصِيلِ حَيَاتِهِـ فَهُوَ القُدوَةُ فِي صِلَةِ العَبدِ
بِرَبِّهِ، قَالَ ﷺ: «أَمَا وَاَللَّهِ، إِنِّي لَأَتقَاكُم لِلَّهِ، وَأَخشَاكُم
لَهُ» رَوَاهُ البُخَارِيُّ، وَلَمَّا سُئِلَ عَن كَثرَةِ عِبَادَتِهِ وَقَد
غَفَرَ اللَّهُ لَه مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِه وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ: «أَفَلَا
أَكُونُ عَبدًا شَكُورًا» رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
وشدد على أنع هُوَ القُدوَةُ فِي صِلَةِ العَبدِ بِنَفسِهِ، قَالَ ﷺ: «وَإِنَّ
لِنَفسِكَ عَلَيكَ حَقًّا، فَصُمْ وَأَفطِرْ، وَصَلِّ وَنَم». رَوَاهُ أَبُو
دَاوُدَ، وَهُوَ القُدوَةُ فِي صِلَةِ العَبدِ مَعَ مَنْ
حَولَهُ، فَفِي مُعَامَلَةِ الخَادِمِ قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ:
«خَدَمتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَشرَ سِنِينَ، وَاللَّهِ مَا قَالَ لِي: أُفًّا
قَطُّ، وَلَا قَالَ لِي لِشَيءٍ: لِمَ فَعَلتَ كَذَا؟ وَهَلَّا فَعَلتَ كَذَا؟».
رَوَاهُ مُسلِمٌ.
وتابع: وَفِي
مُعَامَلَةِ نِسَائِهِ كَانَ خَيرَ النَّاسِ لِأَهلِهِ، وَقَد قَالَ ﷺ: «خَيـرُكُم
خَيـرُكُم لِأَهلِهِ، وَأَنَا خَيـرُكُم لِأَهلِي». رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَابنُ
مَاجَه، وَعَن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، «كَانَ عِندَ
بَعضِ نِسَائِهِ، فَأَرسَلَت إِحدَى أُمَّهَاتِ المُؤمِنِينَ بِقَصْعَةٍ فِيهَا
طَعَامٌ، فَضَرَبَت الَّتِي النَّبِيُّ ﷺ فِي بَيتِهَا يَدَ الخَادِمِ، فَسَقَطَتِ
الصَّحْفَةُ، فَانفَلَقَتْ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ ﷺ فِلَقَ الصّحفَةِ، ثُمَّ جَعَلَ
يَجمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصّحْفَةِ، وَيَقُولُ: غَارَتْ
أُمُّكُم، ثُمَّ حَبَسَ الخَادِمَ حَتَّى أَتَى بِصَحْفَةٍ مِن عِندِ الَّتِي هُوَ
فِي بَيتِهَا، فَدَفَعَ الصّحفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَت صَحفَتُهَا،
وَأَمسَكَ المَكسُورَةَ فِي بَيتِ الَّتِي كَسَرَت». رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
وأردف: وَهُوَ
القُدوَةُ فِي الحِلمِ وَالتَّجَاوُزِ وَالعَفو عَن الجَاهِلِ، فعَن أَنَسٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنهُ، قَالَ: «كُنتُ أَمشِي مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، وَعَلَيهِ بُردٌ
نَجرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فَأَدرَكَهُ أَعرَابِيٌّ فَجَذَبَهُ جَذبَةً
شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرتُ إِلَى صَفحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّ ﷺ قَد أَثَّرَت بِهِ
حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِن شِدَّةِ جَذَبتِهِ، ثُمَّ قَالَ: مُرْ لِي مِن مَالِ
اللَّهِ الَّذِي عِندَكَ، فَالتَفَتَ إِلَيهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ».
مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
واستطرد: وَهُوَ القُدوَةُ فِي التَّربِيَةِ وَالتَّعلِيمِ، جَاءَ أَعرَابِيٌّ فَبَالَ فِي المَسجِدِ، فَنَهَرَهُ الصَّحَابَةُ، فَقَالَ ﷺ: «لَا تُزرِمُوهُ، دَعُوهُ» فَتَـرَكُوهُ حَتَّى بَالَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: «إِنَّ هَذِهِ المَسَاجِدَ لَا تَصلُحُ لِشَيءٍ مِن هَذَا البَولِ، وَلَا القَذَرِ، إِنَّمَا هِيَ لِذِكرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالصَّلَاةِ، وَقِرَاءَةِ القُرآنِ». مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
واختتم: لَمَّا
عَطَسَ رَجُلٌ فِي الصَّلَاةِ، وَشَمّتَهُ مُعَاوِيَةُ بنُ الحَكَمِ السُّلَمِيّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ رَمَاهُ الصَّحَابَةُ بِأَبصَارِهِم، قَالَ: فَقُلتُ:
وَاثُكلَ أُمِّيَاه! مَا شَأنُكُم تَنظُرُونَ إِلَيّ؟ فَجَعَلُوا يَضرِبُونَ
بِأَيدِيهِم عَلَى أَفخَاذِهِم، فَلَمَّا رَأَيتُهُم يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي
سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا
رَأَيتُ مُعَلّمًا قَبلَهُ وَلَا بَعدَهُ أَحسَنَ تَعلِيمًا مِنهُ، فَوَاللَّهِ،
مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي، قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ
لَا يَصلُحُ فِيهَا شَيءٌ مِن كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسبِيحُ
وَالتَّكبِيرُ وَقِرَاءَةُ القُرآنِ». رَوَاهُ مُسلِمٌ.