باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
رد الدكتور هيثم
طلعت، الباحث في ملف الإلحاد، على سؤال: لماذا نعبد الله؟
وقال في كتابه
"مناعة إيمانية"، إننا نعبد الله، لأنه وحده هو الذي يستحق أن يُعبد، فلا يستحق العبادة إلا الله، فهو
الخالق الذي أوجدنا من العدم قال سبحانه {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا
رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
﴿٢١﴾ سورة البقرة، وهو الذي هدانا وهو الذي شرع وقدَّر وأمر ونهى
{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} ﴿٥٤﴾ سورة الأعراف، فليس له الخلق فقط، وإنما له الأمر
أيضًا ونحن نأتمر بأمره سبحانه.
وبين أن العبادة
هي حقُ الله على عباده، فهو سبحانه الذي فطرنا وأحيانا ورزقنا وهدانا وأرسل إلينا
رسله ليختبرنا وليبلونا مَن مِنّا أحسن عملاً، فالعبادة هي حق الله علينا {الَّذِي
خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} ﴿٢﴾ سورة الملك، لكن في نفس الوقت لابد أن نعلم أنَّ
الله سبحانه غنيٌ عنا وعن كل عبادتنا وعن العالمين، فمن عمِل خيرًا فلنفسه {وَمَن
جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَغَنِيٌّ عَنِ
الْعَالَمِينَ} ﴿٦﴾ سورة العنكبوت.
وتابع: الله غنيٌ عنّا وعن عبادتنا، لكن نحن
من نحتاج إلى العبادة، فهي تنفعنا نحن ولا تستقيم حياتنا وآخرتنا إلا بها، ولا
تنصلح أخلاقنا إلا بها، فالعبادة تنهى عن الفواحش والمنكرات وتصلح بها دنيا الناس،
قال ربنا تعالى { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ
الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} ﴿٤٥﴾ سورة العنكبوت، ولا نفوز بالجنة إلا بالعبادة فهي
النجاة في الآخرة والهناءة في الدنيا.
وشدد على أن العبادة
لنا نحن ولخيرنا نحن، وهي واجبة علينا تجاه الله عز وجل لأنه خالقنا، ونَفْعُها
يعود علينا نحن فقط والتقصير فيها يعود علينا نحن فقط، لذلك قال الله تعالى في
الحديث القدسي: "يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ
وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنكُمْ، ما زَادَ ذلكَ
في مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ
وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، ما نَقَصَ ذلكَ مِن
مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ
أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَن وَجَدَ
غيرَ ذلكَ، فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ".[34]
واختتم بالقول: الله
غنيٌ عنّا، لكن هي أعمالُنا وأجرُها لنا ووزرُها علينا، ..والجنة غالية، فمن يريد الجنة يعمل
لها، فنحن المحتاجون إليه سبحانه... المحتاجون لعبادته، وهو الغني عنَّا وعن كل
خلقه.