ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
فتنة الغرب
من أبرز أسباب وقوع الشباب في بلادنا في مختلف زخارف الانحرافات الفكرية هو الافتتان بالحضارة الغربية المادية، والشغف بها، والانبهار بإنجازاتها العلمية والاقتصادية، بل والرياضية! مما يؤدي بهم إلى الشعور بالنقص تجاهها، وازدرائهم لبلادهم ومجتمعاتهم.
ورافق هذا الافتتان
تصورات ومفاهيم خاطئة، أوهمت هؤلاء الشباب بأن التقدم المادي الذي يرونه هو كل ما
يضمن سعادة الناس، في السلوك والأخلاق ونظم الأسرة والمجتمعات.
ومع غياب الحس النقدي،
وانبهار المغلوب بالغالب، وشعوره بالنقص تجاهه، واندفاعه للتقليد بدون بصيرة، تصير
هذه التصورات والمفاهيم الخاطئة هي المسيطرة على العقل والشعور.
فإذا تملكت من
عقل الشاب وإحساسه، صارت نفسه لا تقبل أي نقد أو تصحيح لها، يميز بين الحق
والباطل، والخير والشر، وما يناسب ديننا ومجتمعاتنا وما لا يناسبها، ويضع كل شيء
في موضعه.
هذه الفتنة
بالحضارة الغربية المادية، وما رافقها من انبهار بالمنجزات العلمية والتكنولوجية،
خلقت مناخًا ملائمًا تمامًا لزحف ما لدى هؤلاء الغربيين من مذاهب فكرية مخالفة
ومناقضة لدين الإسلام، ومفاهيمه وأخلاقه وشرائعه ونظمه وسائر تعاليمه الحقة، إلى
عقول ونفوس الشباب في بلادنا.
والحل في هذا
الوضع أن يكون لدى الشباب في بلادنا من الحس النقدي والتمحيص للأفكار والمذاهب ما
يقدرون بواسطته من تمييز الخبيث من الطيب، ومن الانتفاع بأوجه التقدم والازدهار
المادي دون الوقوع في براثن الانقياد وراء الفلسفات والمعتقدات المخالفة لدينهم،
وأن يدركوا أن ما هم فيه من تقدم وعلو ليس لأنهم نبذوا الدين والإيمان، واعتنقوا
العلمانية والليبرالية والإلحاد! وأن ما نحن فيه من تأخر وإخفاق ليس لأننا اتبعنا
الإسلام والإيمان! بل لأنهم اجتهدوا واتبعوا السنن الكونية التي شرعها الله في
الناس والأمم من تعب وكد وسعي، فأحرزوا النجاح المادي.
وعلى العكس نرى
ما نراه في بعض بلادنا من التأخر والتخلف عن هذه البلاد بسبب أننا تكاسلنا عن
السعي والاجتهاد، فكان نصيبنا الفشل والإخفاق. ولو أننا اجتهدنا وسعينا كما يأمرنا
ديننا لكنّا في مصاف هذه البلاد، بل لسبقناهم وتفوقنا عليهم، كما فعلنا في الماضي
عندما صنعنا حضارة عظيمة متفوقة أكبر من حضارات فارس والروم في عز مجدها!
أضف إلى هذا أن
التقدم في العلوم والصناعات والتكنولوجيا لا يلزم منه تقدمٌ موازٍ في عالم الأفكار
والمعتقدات، ومن الغلط التأثر بعالم أفكار الغرب وتصوراتهم عن الحياة والوجود لأجل
تقدمهم المادي، بل الصواب أن تظل العقيدة الصحيحة والدين القائم على الأدلة
والبراهين أعلى من كل الأفكار والمذاهب والتصورات مهما تزينت وتزخرفت.