الرد على شبهة وجود خطأ علمي في الآية الكريمة "فكسونا العظام لحماً"

  • جداريات Jedariiat
  • الثلاثاء 08 أغسطس 2023, 04:26 صباحا
  • 932

رد الباحث في ملف الإلحاد، وطبيب الأسنان عبدالله محمد، على شبهة وجود خطأ علمي في الآية الكريمة "فكسونا العظام لحماً".

وبين أن الملحد يقول لقد أخطأ قرآنكم في ذكر تخلق العضلات بعد العظام لأن كليهما ينشآن من طبقة الميزوديرم (mesoderm) وبالتالي يتكونا في نفس الوقت، فلا تسبق العظام تكون العضلات (اللحم) .

وقال في رده: اللحم هو العضلات وليس الجلد فحين تشتري لحما من الجزار يعطيك من العضلات وليس من الجلد.

وتحدث عن تكوين الجنين ، قائلا: تشارك ثلاث طبقات في تكوينه وهي : الاكتوديرم (ectoderm)و الميزوديرم (mesoderm) والاندوديرم (endoderm)، وما يهمنا في هذا الموضوع هي طبقة الميزوديرم التي تتكون منها العظام و العضلات.

وبين أن الملاحدة ادعوا أن العظام والعضلات يتكونان في نفس الوقت بحجة أنهما يتكونان من نفس الطبقة، ولكنه لم يدرك أننا لو تتبعنا نمو أنسجة الجسم سنجد: القلب والغدد التناسلية والغضاريف والعظام والعضلات وغيرها وغيرها من الأعضاء، وكل ذلك لا يتكون في نفس الوقت.

ووجه سؤال للملحد الذي يقول بالشبهة: ما رأيك الآن؟! هل القلب يتكون مع الاعضاء التناسلية؟ هل الغدد تتكون مع العظام؟! هل الغضاريف تتكون مع العظام؟!

وأوضح أن كل هذه الأنسجة تتكون من نفس طبقة الميزوديرم (mesoderm)، ولا تتكون في نفس الوقت  فهذه حجة سخيفة تدل سطحية تفكيرك و معلوماتك، فأنت تضع استنتاجا زائفا وأنت  لست أهلا للاستنتاج أصلا.

وذكر أنه على سبيل المثال، الغضاريف تتكون في منتصف الأسبوع الخامس بينما العظام يبدأ تكوينها عند السادس، والعضلات ما بين منتصف السادس حتى الثامن، وهذا يعني أن الغضاريف تتكون من نفس الطبقة ولكن لا تتكون في نفس الوقت، وإذا ما طلبت منهم مرجعا علميا لإثبات كلامهم هذا لا تجد إلا قولهم "يخرجان من نفس الطبقة، إذاً يخرجان في نفس الوقت".

وأكمل: لو سلمنا لكلامهم فهذا لا صلة له بمعنى الآية، فالآية تقول "فكسونا العظام لحما، "فكسونا" وبالتالي فالآية تتكلم عن مرحلة الكسو، أي مرحلة ارتباط العضلات بالعظام، وليس مرحلة تكون العضلات نفسها، لأن العضلات تتكون منفصلة وكذلك العظام منفصلة ثم بعد تكونهمها تقوم الأربطة بربط العضلات بالعظام فالآية تتحدث عن عميلة الربط هذه وليس عن تكون العضلات نفسها

وتابع: لاحظ أن الله عز وجل (لم) يقل "ثم كسونا العظام لحماً"، بل قال : فكسونا، والفاء في اللغة تدل على السرعة في الفعل الذي يليها، ولكن سنتنزل ونفترض أن الآية تتكلم عن تكوين العضلات.

هذا المرجع الواسع المتخصص في علم الأجنة (3) يذكر  أن بداية تكون العظام يحدث عند بداية الأسبوع السادس فيقول حرفيا "at sixth week : mesenchymal condensation for appendicular skeletal bone" فنلاحظ هنا أنه يتحدث عن عظم حقيقي "bone" بينما في الأسبوع السادس أيضا يحدث فقط بداية تكون الخلايا التي تشكل العضلات وليس العضلات نفسها فيقول حرفيا "segmental elaboration of somite myotome occurs at sixth week" بينما تشكل العضلات يظهر عند الأسبوع الثامن فيقول حرفيا  "at eighth week : individual muscles develop" فهنا يتحدث عن عضلات حقيقية "muscles". في الأسبوع الثامن . فاذهبوا وحاكموا العالم صاحب هذا المرجع الطبي! أو لا تصدعوا رؤوسنا، وعلى الرغم أن هذا ليس معنى الآية، ولكن لو اعتبرنا أنه معناها فنحن أيضا نمتلك الأدلة على أن خلايا العظام أسبق من حيث التمييز: يقول الباحث في ملف الإلحاد.

وأكد أنه إذا ما عدنا للمعنى الصحيح للآية نجدها تتكلم عن مرحلة الكسو أو مرحلة ارتباط العضلات بالعظام.

في موقع EHD ,  أحد المواقع المتخصصة في علم الأجنة، سنجده يقول أن تكون العظام يحدث ما بين الأسبوع السادس والأسبوع السابع فيقول حرفيا "Bone formation begins between 6 and 7 weeks, starting with the clavicle يعني قبل السادس لا يحدث تكامل للعظام.

 

 ولنرَ هذا الحديث الموافق لهذه المعلومة الطبية، يقول رسول الله ﷺ : "إذا مر بالنطفة اثنتان و أربعون ليلة بعث الله إليها ملكا، فصورها و خلق سمعها بصرها وجلدها ولحمها وعظمها"، وهذه الأعضاء كلها لا يكتمل نموها إلا بعد الأسبوع السادس، أي بعد الاثنتين وأربعين ليلة، وقبل ذلك لا يكتمل نموها، لدرجة أن الجلد يستمر في النمو  إلى ما بعد  الأسبوع  الحادي عشر و لا يكتمل تكوينه قبل الأسبوع السادس أبداً.

 وأكمل: بخصوص ارتباط العضلات بالعظام، نفس موقع يقول أنه بحلول منتصف الأسبوع السابع تقوم الأربطة بربط العضلات بالعظام فيقول حرفيا "From 7 to 7½ weeks, tendons attach leg muscles to bones....".

واختتم: بهذا يتبين لنا أن اللفظ القرآني دقيق جدا حين قال فكسونا، ولم يقل ثم كسونا "فكسونا" تدل على السرعة، وبالفعل كل الفرق بينهما أقل من نصف أسبوع، وهذا كله مثبت بأدلة علمية من مواقع طبية متخصصة في علم الأجنة، ومن ناحية أخرى، نجد أن العضلة لها مبدأ و منتهى، مبدأ العضلة يُسمى المبدأ العظمي (origin)، أي الطرف المتصل بالعظام. فكيف يكون للعضلة مبدأ و منتهى (أطراف) (insertion) قبل تكون العظمة التي من المفترض أنها ركيزة صلبة تتصل بها العضلة لكي تؤدي وظيفتها، وهذا إثبات بديهي سهل من ناحية أخرى، فلا يمكن أن تتصل العضلة بالعظم إن كانت العظام لم تتكون بعد، وبذلك يتبين جهل وتدليس من يزعم بوجود خطأ علمي في هذه الآية ويتبين الإعجاز والسبق العلمي في القرآن الكريم وهو ما يؤكد وحيه من خالق هذا الإنسان .

 

تعليقات