هيثم طلعت يوضح بعض مظاهر قدرة الله في خلق الإنسان؟

  • جداريات Jedariiat
  • الثلاثاء 08 أغسطس 2023, 02:47 صباحا
  • 550

قال الدكتور هيثم طلعت، الباحث في ملف الإلحاد، إن من يتأمل في الإنسان يجد في خلقه مظاهر عدة لقدرة الله عز وجل, وبديع صنعه وعجيب إتقانه، وصدق الله إذ يقول {وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} ﴿٢١﴾ سورة الذاريات.

وبين أن ومن صور قدرة الله تبارك وتعالى "البصمة " فبصمة الأصابع آية من آيات الله، فهي خريطة لا يتشابه فيها اثنان من البشر، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه المعجزة في قوله تعالى {أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ ﴿٣﴾ بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴿٤﴾} سورة القيامة، والبنان في لغة العرب هو أطراف الأصابع.

وشدد على أن الله قادر على أن يعيد ليس عظام الإنسان يوم القيامة فحسب، بل هو سبحانه قادرٌ أيضًا على إعادة تسوية أصابع كل إنسان ببصمته المميزة، مشيرا إلى أنه لم يكتشف العلماء حقيقة البصمة المعجزة إلا في نهاية القرن التاسع عشر، فبصمة كل إنسان ثابتة متميزة، لا تتأثر بتقدم العمر ولا بالإصابات، وحتى لو احترق جلد الأصابع فإنَّ البصمة تعود بنفس شكلها الأول.

وتابع: أما لو ذهبنا للعين تلك النعمة التي لا تُقدر بثمن {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ} ﴿٨﴾ سورة البلد، فدقة العين توازي: خَمْسمائة وستة وسبعين ميجا بيكسل، وتحتوي العين على أنقى عدسة في العالم، وحجم المستقبل الضوئي في الشبكية لا تتجاوز مساحته نصف ملليمتر مربع، ويميز بها بين عشرة ملايين درجة لونية بأبعادها المختلفة، إنَّه إعجاز وخلق إلهي مبهر.

 

وأردف: عندما تنظر لشيءٍ أمامك ويسقط الضوء على شبكية العين، فإنه تحصل في هذه اللحظة عدة عمليات كيميائية معقدة تُوَّلِد في الأخير تيارًا كهربيًا، ينتقل هذا التيار من شبكية عينك إلى دماغك عبر أسلاك عصبية، والدماغ هنا يقوم بتفسير تردد هذا التيار الكهربي على أنه رؤية، وكأن الدماغ يمتلك قاموسًا متكاملاً مسبقا يُحول التيار الكهربي الذي وصل إليه إلى رؤية لما أمامَك.

وأكمل: تخيل هذا المخ يقبع داخل صندوق عظمي مظلم – الصندوق المظلم هو الجمجمة-. ولا يصل لمخِك إلا تيارات كهربية، فكيف يفسر المخ هذا التيار على أنَّه رؤية؟ كيف أعطاك الرؤية؟ مشيرا إلى أن هذا الإعجاز يحصل في لحظة بمجرد أن تفتح عينيك وتنظر!

ونفس الأمر بالنسبة للسمع: حيث تدخل موجات الصوت إلى طبلة أذنك، فتُحولها طبلة الأذن من موجات إلى حركة ميكانيكية، ثم تنتقل هذه الحركة الميكانيكية عبر ثلاث عظمات صغيرة جدًا داخل الأذن الوسطى إلى الأذن الداخلية والتي تحولها إلى تيار كهربي، وهذا التيار الكهربي سوف ينتقل الآن من الأذن الداخلية إلى المخ، ليبدأ المخ في تمييز هذا التيار الكهربي إلى أصوات فتسمع الصوت!

وشدد على أن كل هذا يجري أيضًا في أقل من جزء من الثانية {وَاللَّـهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ﴿٧٨﴾ سورة النحل.

 

وأكمل: تخيل أنَّ المخ تصل إليه كل لحظة آلاف الإشارات الكهربية من العين والأذن واللمس والتذوق والشم، ومن أعضاء الجسم المختلفة ليميز بين كل هذه الاشارات بدقة من أعجب ما يكون {هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} ﴿١١﴾ سورة لقمان، {صُنْعَ اللَّـهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} ﴿٨٨﴾ سورة النمل.

 

وشدد على أنه بالتوازي مع كل هذه الإشارات التي تصل للمخ، فإن المخ يدير أيضًا عمليات النمو وعمل الأعضاء، وما لا يحصى من الحركات التي نؤديها في كل لحظة، لذلك قال بعض العلماء أنَّ: المخ هو أعقد آلة في هذا الكون، وفي كل جزء من جسم الإنسان تعقيد مبهر مازلنا نكتشف بعضًا من عجائبه.

 

واستطرد: تخيل لكي تؤدي حركة واحدة بسيطة بإصْبَعك فإنك بحاجة لمنظومة هائلة من الوصلات العصبية الكهربية الكيميائية، التي تخرج من المخ حتى تصل إلى العضلة المطلوبة في الإصبع، حيث تتحرك الإشارة الكهربية من المخ على طول العصب ثم تتحول هذه الإشارة الكهربية في آخر العصب إلى إشارة كيميائية لتنتقل للعصب الذي يليه، ثم تتحول إلى إشارة كهربية على طول العصب وهكذا حتى تصل للعضلة، فكل عصب تسير فيه الإشارة على شكل تيار كهربي، لكن في نهاية العصب تنتقل الإشارة الكهربية إلى العصب المجاور عبر النواقل الكيميائية، وهكذا تظل تتنقل الإشارة حتى تصل للعضلة التي تريد قبضها أو بسطها.

واختتم: طريق طويل... فتخرج في النهاية الحركة التي أنت تريدها بنفس القدر والقوة والاتجاه المناسبين، كل هذا التعقيد والطريق الطويل يحصل بمجرد أن تفكر في تحريك أحد أصابعك.

تعليقات