باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
الدعاء
رد الدكتور هيثم طلعت، على سؤال: لماذا ندعو الله وتتأخر إجابة الدعاء أحيانًا؟
وقال ـ في كتاب
مناعة إيمانية ـ إنه في الحديث الذي رواه الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما عن
الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار،
بدأ كلُ واحدٍ منهم يدعو الله عز وجل بخير ما كان يعمل: فأولهم: كان بارًا بوالديه جدًا إلى درجة أنَّه
ظل واقفًا بإناء اللبن حتى الصباح ليشربا منه، والثاني: انصرف عن الزنا بعد أن تهيأت
له أسبابه، والثالث: حفظ أجرة العامل الذي كان يعمل
عنده... حفظ هذه الأجرة لسنوات ونمَّاها له حتى أصبحت جبالاً من الكنوز وأداها
للعامل كما هي.
وبين أن الشاهد
من هذا الحديث أنَّ الصخرة لم تنزاح إلا قليلاً مع دعوة كلِ واحدٍ منهم ومع انتهاء
دعاء الثلاثة انزاحت الصخرة فخرجوا يمشون، فالدعاء يحتاج للأخذ بالأسباب، وقد
يحتاج لأعمال إيمانية، والأنبياء ومن بعدهم كانوا يدعون الله وهم على
ظهور الخيل وقد أخذوا بالأسباب وبذلوا جهدهم، ونوح عليه السلام دعا ربه على قومه بعد
950 عامًا من الدعوة إلى الله والعمل والجهد الدعوي، والله عز وجل قال {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ
لَكُمْ} لكن قال أيضًا {وَأَعِدُّوا}، وعلينا أن خذ بالأسباب وندعو الله عزَّ وجل.
وبين أن الدعاء
يشمل المسألة والطلب ويشمل أيضًا الأخذ بالأسباب التي تقتضي حصول المطالب، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" الدُّعاءُ هوَ العبادةُ".
كما أن هناك
معاصٍ تمنع من إجابة الدعاء مثل الأكل الحرام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"مَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ
بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟
وتابع: على
المسلم أن يتحرى المال الحلال، وكذلك على المسلم أن يتأدب في الدعاء
مع الله عز وجل فيدعوه بتضرع، قال الله تعالى {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا
وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} ﴿٥٥﴾ سورة الأعراف، والمسلم لا يتعجل إجابة الدعاء، قال
النبي صلى الله عليه وسلم: "يستجاب لأحدكم ما لم يَعجل يقول دعوت فلم يُستجب
لي"،
ولما دعا موسى
وهارون على فرعون قال الله لهما {قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا}
﴿٨٩﴾ سورة يونس، مع أنَّ هلاك فرعون وشيعته حصل بعد هذا الدعاء
بزمن.
وأردف: كذلك
إبراهيم دعا ربه أن يبعث رسولاً في مكة {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا
مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ} ﴿١٢٩﴾ سورة البقرة، وقد بُعث النبي صلى الله عليه وسلم بعد
هذا الدعاء بزمن طويل جدًا.
واختتم: علينا الدعاء والأخذ بالأسباب والرضا بقضاء الله وحسن الظن بالله وهذا حال المسلم.