رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

مركز حصين: الإسلام دين شامل لجميع مناحي الحياة

  • جداريات Jedariiat
  • السبت 05 أغسطس 2023, 02:35 صباحا
  • 241

قال مركز حصين المختص في الرد على الشبهات ومحاربة الإلحاد، إن الإسلام جَاءَ دِينًا شَامِلًا لِجَمِيعِ مَنَاحِي الحَيَاةِ، يَجِدُ الإِنسَانُ فِيهِ صَلَاحَ قَلبِه وَعَقلِه، وَيُحَقِّقُ بِهِ حَاجَاتِ جَسَدِه وَرُوحِه، وَيَأمَنُ بِهِ عَلَى نَفسِهِ وَعِرضِهِ وَمَالِهِ.

وبين ( في خطبة الجمعة التي نشرها عبر موقع اليوم) أن مِن جَمَالِ الإِسلَامِ وَكَمَالِهِ أَنَّهُ أَمَرَ بِإِعطَاءِ الجَسَدِ حَقّهُ، وَإِعطَاءِ الأَهلِ حَقّهُم، وَإِعطَاءِ الضَّيفِ حَقّهُ، بَلْ وَإِعطَاءِ كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقّهُ، فَعَن ‌عَبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العَاصِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَا عَبدَ اللهِ، أَلَـمْ أُخبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيلَ؟ فَقُلتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَلَا تَفعَلْ، صُمْ وَأَفطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ ‌عَلَيكَ ‌حَقًّا، وَإِنَّ لِعَينِكَ ‌عَلَيكَ ‌حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوجِكَ ‌عَلَيكَ ‌حَقًّا، وَإِنّ لِزَورِكَ ‌-أي: ضيفك الزائر لك- عَلَيكَ ‌حَقًّا». رَوَاهُ البُخَاريّ وَمُسلِم، وَحِينَ رَأَى النَّبِيُّ ﷺ الحَبَشَةَ يَلعَبُونَ، قَالَ: «لِتَعلَمَ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسحَةً، إِنِّي أُرسِلتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ». رَوَاهُ أَحمَدُ.

 وشدد على أن هَذَا يُبَيّنُ وَسَطِيّةَ الإِسلَامِ بَينَ غُلُوِّ الغَالِينَ وَجَفَاءِ الجَافِينَ، فَلَيسَ فِيهِ رَهبَانِيّةٌ وَتَبَتّلٌ وَانقِطَاعٌ عَنِ الدُّنيَا، وَلَيسَ فِيهِ كَذَلِكَ لَهوٌ وَلَعِبٌ يَشغَلُ عَن عِبَادَةِ اللَّهِ وَالقِيَامِ بِحَقّهِ سُبحَانَهُ.

 

وذكر أن مِمّا أَبَاحَهُ الإِسلَام: السَّفَرُ وَالسِّيَاحَةُ، وَذَلِكَ يُحَقِّقُ لِلمُسلِمِ فَوَائِدَ مُتَنَوِّعَةً، مِنهَا: أَوَّلًا: التَّروِيحُ عَن النَّفسِ، وَالتَّخفِيفُ عَنهَا، حَتَّى لَا تَـمَلّ الطَّاعَاتِ، وَقَد قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «عَلَيكُم مَا تُطِيقُونَ مِنَ الأَعمَالِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا» مُتَّفَقٌ عَلَيهِ، وَقَالَ ﷺ: (وَلَكِنْ يَا حَنظَلَةُ سَاعَةٌ وَسَاعَةٌ) رَوَاهُ مُسلِمٌ، وَهَذَا التَّروِيحُ إِنَّمَا يَكُونُ مَندُوبًا إِلَيهِ فِي حَقّ مَنْ أَجْهَدَ نَفسَهُ بِالطَّاعَاتِ، وَدَاوَمَ عَلَى القُرُبَاتِ،  أَمّا مَن يَعِيشُ فِي حَيَاتِهِ لَاهِثًا وَرَاءَ الدُّنيَا وَمَلَذّاتِهَا، فَأَيُّ تَروِيحٍ يُرِيدُ بَعدَ هَذَا؟

وتابع: ثَانِيًا الِاعتِبَارُ بِعُقُوبَاتِ اللَّهِ لِلأُمَمِ المَاضِيَةِ، قَالَ تَعَالَى: ‌قُل ‌سِيرُوا فِي الأَرضِ فَانظُرُوا كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُجرِمِينَ﴾، فَإِذَا مَرّ المُسلِمُ بِدِيَارِ القَومِ المُعَذّبِينَ اتّعَظَ وَاعتَبَرَ، وَخَافَ وَادّكَرَ، وَقَد جَاءَ عَن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنّ النَّبِيَّ ﷺ لَمَّا مَرَّ بِالحِجرِ -وَهِيَ مَسَاكِنُ ثَمُودَ- قَالَ: «لَا تَدخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُم إِلَّا أَن تَكُونُوا بَاكِينَ أَن يُصِيبَكُم مَا أَصَابَهُم». رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ.

وثَالِثًا: التَّفَكّرُ فِي مَخلُوقَاتِ اللَّهِ تَعَالَى، وَفِيمَا أَبدَعَهُ فِي هَذَا الكَونِ الفَسِيحِ مِن جِبَالٍ شَاهِقَةٍ، وَطَبِيعَةٍ خَلّابَةٍ، وَزُرُوعٍ وَثِمَارٍ، وَعُيُونٍ وَأَنهَارٍ، فَيَتَذَكّرُ الـمُسلِمُ عَظَمَةَ الرَّبِّ سُبحَانَهُ، وَيَشتَاقُ إِلَى نَعِيمِ الجَنَّةِ الَّذِي هُوَ فَوقَ هَذَا النَّعِيمِ، وَيَتَذَكّرُ قَولَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ فِي الحَدِيثِ القُدسِيّ: (أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَينٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلبِ بَشَرٍ)، وَمِصدَاقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ: ‌فَلَا ‌تَعلَمُ نَفسٌ مَا أُخفِيَ لَهُم مِن قُرَّةِ أَعيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعمَلُونَ. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

 وأوضح أنّ السَّفَرَ لِلسِّيَاحَةِ صَارَ عِندَ بَعضِ النَّاسِ يَعنِي التَّوَسُّعَ فِي الأَسفَارِ بِلَا قَيدٍ أَو اعتِبَارٍ، وَالإِقبَالَ عَلَى الـمَلَذَّاتِ وَالشَّهَوَاتِ دُونَ اتّعَاظٍ أَو ادّكَارٍ، فَلَا هَمَّ لِلسَّائِحِ إِلَّا تَعدَادَ البِلَادِ المَزُورَةِ، وَالتِقَاطَ الصُّوَرِ فِي المَقَامَاتِ وَالأَمكِنَةِ المَشهُورَةِ، وَلَا يَهُمُّ بَعدَ ذَلِكَ إِن كَانَ السَّفَرُ لِبِلَادِ الكُفَّارِ أَو غَيرِهَا، أَو إِن كَانَ المَكَانُ الَّذِي يَذهَبُ إِلَيهِ مَكَانًا لِلفِسقِ وَالفُجُورِ وَالتَّعَرّي وَشُربِ الخُمُورِ أَو لَا، مردفا : "فَاحذَرُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَن تَكُونَ أَسفَارُكُم فِي مَعصِيَةِ اللَّهِ، وَاحفَظُوا أَديَانَكُم وَأَعمَالَكُم، وَلَا تُبطِلُوهَا بِالمَعَاصِي وَالمُنكَرَاتِ".

تعليقات