أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
تعبيرية
صحح الباحث في
ملف الإلحاد محمد سليم مصاروة، مفاهيم خاطئة حول نظرية الانفجار العظيم.
وأوضح في مقال
نشره حساب العلم يؤكد الدين موجزاً للمفاهيم الخاطئة عند البعض حول نظرية الانفجار
العظيم، مستعرضا الادعاء الخاطئ وتحته الجواب.
وذكر أن نظرية
الانفجار العظيم تدعم الإلحاد لأنها تقول أن الكون نشأ دون خالق !
وأكد أن بالعكس
تماماً، نظرية الانفجار العظيم نسفت الإلحاد ولذلك يمقتها الملاحدة لأنها دحضت
الادعاء ان الكون ازلي واثبتت ان الكون مخلوق له بداية وستكون له نهاية، والمخلوق
يستوجب وجُود خالق أزلي أبدي مطلق القدرة
ثانيا: نظرية
الانفجار العظيم تتناقض مع آيات القران الكريم، لأن النظرية تقول بان عمر الكون
13.8 مليار سنة بينما يذكر القران الكريم أنَّ مُدَّة تخلق السماوات والارض هي ستة
أيام!
وأكد أنه لا علاقة بين الأمرين، وذلك لأن النظرية تقدر عمر الكون كله من لحظة
الانفجار العظيم وحتى الآن وهي 13.8 مليار سنة، ولم تتشكل السماء بما فيها من نجوم
وكواكب والكرة الأرضية مباشرة بعد حدوث الانفجار العظيم فكل هذه الأشياء حدثت بعد
تكون جزيئات المادة وتكون الغازات وقد استغرق ذلك مليارات السنين بعد الانفجار
العظيم من جهة ثانية فانَّ مدة تخلق السماوات السبع من سماء واحدة ومدة تخلق الكرة
الارضية لا تساوي عمر الكون، وحتى تتضح الفكرة أكثر، فعندما نقول انَّ فُلان 23
عامًا فذلك لا يعني انَّ مُدَّة تَخَّلقه هي 23 عامًا فكما هو معروف مدة تخلقه هي
9 اشهر (جنين في رحم امه) .
وأوجز الفكرة
قائلا: عمر الكون 13.8 مليار سنة تخلقت في البداية الطاقة وجزيئات المادة وبتقدم
الوقت تشكلت السماوات وبضمنها الأرض وباقي الاجرام السماوية في 6 أيام قرآنية
وتعادل 6000 سنة بشرية.
ثالثا: نظرية
الانفجار العظيم تتناقض مع (الرتق والفتق) المذكورتان في القران الكريم !
حيث إن عملية
الفتق من الرتق لا تصف الانفجار العظيم، وإنما تصف عملية لاحقة حدثت بعد الانفجار
العظيم بمليارات السنين، حين كان الكون عبارة عن سحابات ضخمة من الغازات، انفصلت (انفتقت)
كتلة من الغازات من سحابة ضخمة وتكتلت على نفسها لتنشأ منها المجموعة الشمسية
وبضمنها الكرة الأرضية.
رابعا: القرآن
يذكر التصاق الأرض بالسموات قبل حدوث الفتق، فكيف يمكن لذرة صغيرة مثل الكرة الأرضية
أن تكون ملتصقة بالسموات السبع الهائلة الحجم !
وذكرا أن الادعاء أعلاه نابع من خلل في فهم الآية الكريمة " أَوَلَمْ
يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا
فَفَتَقْنَاهُمَا " الانبياء30.
كلمة (رَتْقًا)
تعني التئام ، التحام ، وكلمة (فَتَقْناهما) تعني شَققناهما، فصلناهما، والآية الكريمة تقول بأن السماوات والأرض
كانتا جسمًا واحدًا وذلك لا يعني أنهما كانا مثل هيئاتهما كما هو الآن، فمادة الأرض
هي نفسها كانت من نفس مادة السموات، الكل كان "مرتوقًا " في سحابة دخان
غازات السموات والأرض كانتا جسما غازيا واحدًا من ذلك الجسم حدثت عملية فَصْل
" فَتْق" لكتلة غازية تكتلت على نفسها بفعل الجاذبية ونشأت منها اجرام
المجموعة الشمسية وبضمنها الكرة الارضية.
خامسا: لا
يُمكِن معرفة كيفية حدوث الكون، لأن القرآن الكريم يقول "مَا أَشْهَدتُّهُمْ
خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ
الْمُضِلِّينَ عَضُدًا"
والاعتراض
اعلاه عباره عن تدليس وتشويه لمعنى الآية الكريمة، ولو أبرز المعترض الآية السابقة
للآية المذكورة، لظهر المعنى بوضوح وهو أن الآية تتحدث عن إبليس وذريته الذين أطاعهم
الكفار.
وإليكم الآيات
(51-50) من سورة الكهف:
50-وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ
اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ
أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي
وَهُمْلَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا
51-مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ
الْمُضِلِّينَ عَضُدًا
معنى الآيتين
"ما أحضرتُ إبليس وذريته - الذين أطعتموهم - خَلْقَ السموات والأرض، فأستعين
بهم على خلقهما، ولا أشهدتُ بعضهم على خَلْق بعض، بل تفردتُ بخلق جميع ذلك، بغير
معين ولا ظهير، وما كنت متخذ المضلِّين من الشياطين وغيرهم أعوانًا، فكيف تصرفون
إليهم حقي، وتتخذونهم أولياء من دوني، وأنا خالق كل شيء؟ (التفسير الميسر).
كما ترون، آيات
القرآن الكريم لا تمنع البحث العلمي وإعمال الفكر بل بالعكس، هي تدعو الى ذلك
واليكم منها على سبيل المثال:
قُلِ انْظُرُوا
مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ (سورة
يونس 101).
إِنَّ فِي
خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ
لِأُولِي الْأَلْبَابِ (آل عمران 190).
الَّذِينَ
يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ
فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا
سُبْحَانَكَ فقنا عذاب النَّارِ (آل عمران 191).
تَبَارَكَ
الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا
مُّنِيرًا (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ
أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (سورة الفرقان 62).