باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
قال عبد الله محمد، وهو طبيب أسنان باحث في ملف الإلحاد، إنه يجب أن نعلم أن الموجودات تنقسم إلى قسمين : موجودات ندركها بالحس المباشر، وموجودات غائبة عن حواسنا ولكننا ندركها ونعرفها تمام المعرفة كأننا نحسها مباشرة .
وبين في مقال نشره عبر حساب "العلم يؤكد الدين" أن الموجودات المحسوسة مباشرة فهي كل ما
حولنا كالناس والزرع والجمادات والأصوات وغيرها، وأما الموجودات الغير محسوسة مباشرة
فيمكن إدراكها عقلاً من خلال آثارها
كالحواس نفسها مثل السمع والبصر والشم ويجب أن نفرق بين السمع وبين أداة
السمع (الأذن) والبصر وأداته (العين) فالحاسة نفسها لا ندركها مباشرة ولكننا ندرك
الأداة، فحين رأينا أثر السمع وهو إدراك الأصوات ورأينا أثر البصر وهو رؤية
الأشياء وتمييزها أدركنا وجود الحواس على الرغم اننا لم نرصدها بذاتها ولا حتى
يمكننا تخيل ما هي الحاسة إلا أننا نوقن يقينا لا يقطعه الشك بوجود هذه الحواس.
وتابع: كذلك المعنويات كالقدرة والعلم والإرادة والفرح والحزن والحب والكره
يمكننا التيقن منها علم اليقين على الرغم اننا لا نرصدها بذاتها وإنما نرصد آثارها
فقط
، حتى في العلوم مثل نظرية الانفجار العظيم والتي
تعد أقرب النظريات العلمية في تفسير نشأة الكون، لم يراها أحد بعينه وهي تحدث بل
اعتمدنا على آثارها في إثبات حدوثها، وكذلك التاريخ، لم نراه يحدث أمام
أعيننا ولا جربنا حدوثه، بل اعتمدنا على آثاره، وكذلك هو الخالق عز وجل نستشهد بآثاره
في أرجاء الكون على وجوده عز وجل.
وشدد على أن الخالق
عز وجل هو خالق الزمان والمكان فهو متعالٍ عن المادة التي خلقها فكيف تريد أن تبحث
عنه داخل المادة التي خلقها، مثلا لو أردت أن تبحث عن صانع هاتفك، فهل تقوم بفك
مسامير هاتفك وتبحث عن صانعه داخل الهاتف؟! ، قطعاً لا، فالصانع متعال عن الهاتف
الذي صنعه ولا يتم البحث عنه بداخله .
وأردف: عليه فلا
يمكن الاحتجاج بعدم رؤية وجود الله - عز وجل - على عدم إمكانية إثبات وجوده جل
وعلا فيكفينا رؤية آثاره التي لا حصر لها في أرجاء الكون للتيقن من وجوده عز وجل، فلقد رأينا في الكون من الآثار
والإبداع الذي لم يكن موجوداً قبل حدوث الانفجار العظيم ( أحدث النظريات على نشأة
الكون وأكثرها قبولا في الأوساط العلمية ) فكانت هذه الآثار عدماً غير موجودة ثم
انتقلت من عالم العدم إلى عالم الوجود بثوابت دقيقة جدا .
وأكمل: مثلا
الثابت الكوني إذا زاد أو قل بمقدار ضئيل جدا سينهار الكون بأكمله، وكذلك معدل تمدد الكون دقيق جدا بحيث لو
زاد أو قل بمقدار ضئيل جدا سينسحق الكون بأكمله، وكذلك نسبة الغازات في كوكب الأرض مثل
الأكسجين الذي لو زاد او قل بنسبة 1٪ ستموت جميع الكائنات الحية.
وواصل: الرابطة
بين الهيدروجين والأكسجين في الماء والتي إذا لم تكن بمواصفات معينة ( رابطة قطبية
) سينتج عن ارتباط هذه الذرات انفجارات عظيمة، لأن الهيدروجين غاز يشتعل والأكسجين
يساعد على الاشتعال ، ومقدار بعد الأرض عن الشمس الذي لو زاد بمقدار
ليس بالكبير لتجمدت الكائنات على الأرض وإذا قل بمقدار ليس بالكبير لاحترقت
الكائنات على الأرض، والغلاف الجوي الذي إذا لم يكن موجودا لسمح
بمرور كل أشعة الشمس الضارة والتي ستؤدي في النهاية لهلاك الكائنات الحية، كما
أن عدم وجود كل ماء
الأرض مالحا وكان هناك الماء العذب ليتروي منه جميع الكائنات البرية وإلا ماتوا
بسبب العطش.
وشدد على أن كل
هذه الأشياء هي مجرد أشياء ممكنة الحدوث وليست واجبة الحدوث (يعني ممكن أن تحدث
وممكن ألا تحدث فليس هناك ما يُلزِم حدوثها) فمن الذي رجح حدوثها على عدم حدوثها،
من الذي رجح قيمتها وهيأتها بهذه الحالة وليس بهيئة ولا قيمة أخرى لتناسب وجودنا
ووجود الحياة واستمرار وجود الكون وعدم زواله واستمرار وجود الكائنات وعدم زوالها
بعد نشأتها مباشرة .
وتسائل عن سبب
ترجيح ((وجود)) هذه الأشياء على عدم وجودها ونتساءل أيضاً عن سبب ترجيح ((استمرار))
هذه الأشياء عل فنائها (نتساءل عن الوجود وعن استمرار الوجود) إلا أن يكون شخصاً عاقلا قادرا مريداً (أي له إرادة)
وحكيما حيث يضع كل شيء بحكمة وفائدة، وإذا ما دخلنا جسم الإنسان لذُهِلنا من
بديع صنع الإنسان، ولنراه منذ أن كان جنينا، فلقد كان هناك ذكر
وأنثى؛ هذا الذكر ينتج حيوانات منوية وهذه الأنثى تنتج بويضات ونجد ان الحيوان
المنوي يحمل صفات الرجل والبويضة تحمل صفات الأنثى، ولكن هل ستبقى بداخل أجسادهما؟! لا هناك عضوا ذكريا لخروج المني من الرجل وهناك
عضوا أنثوياً لاستقباله والغريب أن العضوان مهيآن بالضبط لبعضهما والعجيب أن
الحيوانات المنوية تعلم مكان البويضة فتذهب إليها مسرعة ثم تفرز إنزيم
الهيالورونيديز لتفتيت جزء من غلاف البويضة ليدخل إليها فلماذا امتلك هذا الانزيم
لماذا لديه القدرة على الاختراق، وها قد دخل الحيوان المنوي داخل البويضة والسؤال
هنا لماذا يجب أن يحدث تخصيب بعد دخوله لماذا لا يقفا ساكنين بدون تفاعل، والعجيب
انه يحدث تفاعل وينشأ عنه الزيجوت ثم يكمل مراحل تكوينه وكان له مكان يأويه
(الرحم) وكان وسط هذا الرحم مناسبا من حيث الحموضة والقلوية ثم كان الرحم مجوفاً
ليسكن فيه الجنين وكان موضع هذا الرحم مناسباً فهو قريب من فتحة الجهاز التناسلي
للأم حتى يسهل عملية الولادة .
وتابع: لكن كيف
سيتغذى في بطن أمه، هنا المشيمة التي تحيط به والذي يتدلى منها الحبل السري المجوف
والذي يسمح بمرور الغذاء من الأم إلى جنينها (فمن الذي رجح وجود الحبل السري على
عدم وجوده) ، وتبدأ تتكون الرئتين اللتان تعملان بدون قوة من
هذا الجنين لتحافظ على بقائه حياً ويبدأ هذا القلب في ضخ الدم إلى جميع أعضائه كي
تحصل الأعضاء على الغذاء اللازم لاستمرارها حية بدون حول ولا قوة من هذا الجنين (
فمن الذي رجح وجود القلب والرئتين على عدم وجودهم إلا شخصاً عاقلاً قادراً مريداً
حكيمًا)
وأردف: لا ننسى
تكون فم للجنين ليدخل منه الطعام بعد الولادة ويكون هناك فتحة شرج لإخراج فضلات
الطعام ، لماذا هناك هاتان الفتحتان أصلا، هل هناك إلزام
بوجودها أم أن هناك من رجح وجودهما من عدم وجودهما لماذا يجب أن يأكل من فمه ليعيش ولماذا يجب أن
يخرج فضلاته حتى لا يتسمم؟!! بل وهناك ما يساعده على التخلص من
الاملاح والمياه الزائدة ألا وهي الكلى ففي كل كلية في جسده يوجد حوالي مليون
مرشح ( فلتر) وظيفتها تنقية حوالي نصف لتر من الدم كل دقيقة والتخلص من حوالي لتر
ونصف بول يوميًا!
ولفت إلى طريقة
عمل الكلى في منتهى الدقة؛ ففي البداية يتدفق الدم إلى كليتك عن طريق الشريان
الكلوي الذي تتفرع منه أوعية أصغر وأصغر وأصغر حتى يصل إلى المرشحات التي تقوم
بتنقية الدم من الفضلات ثم تعيده مرة أخرى إلى الجسم، أما البول فيتم تخزينه في
المثانة إلى أن يتم التخلص منه وإخراجه خارج الجسم تمامًا!
وأشار إلى
معلومة: هل تعلم أن جلسة الغسيل الواحدة للشخص المريض بالفشل الكلوي تستغرق من
ثلاث إلى خمس ساعات ثلاث مرات أسبوعيًا، في حين أن كليتك تقوم بهذه العملية 36 مرة
يوميًا بشكل طبيعي!
وتابع أسئلته: لماذا
هناك عين وأذن وعقل من هذا الذي يهتم لأمر سماع ورؤية وإدراك الطفل إلا شخصاً
عاقلا قادرا مريداً حكيما.
واختتم مقاله: لا نطيل أكثر من ذلك ودعونا نحضر ولادة هذا الجنين، الآن فتحة الجهاز
التناسلي ضيقة لا تسمح بخروج جنين منه، ولكن هناك من يريد مصلحة الأم وجنينها
فأفرز في جسمها هرمون الأوكسيتوسين الذي يعمل على ارتخاء عضلات الحوض لدى الأم ومن
ثم توسيع مجرى خروج الجنين الى الحياة، وها قد خرج الجنين للحياة ووجد الأكسجين
الذي تحتاجه رئتيه للتنفس ووجد ضغط الهواء الذي يتناسب مع ضغط دمه وعمل قلبه
وتوازن سمعه، ولكن كيف سيأكل هذا المسكين الطعام الجامد وهو لا يملك أسنانا، نجد
أن هناك من وضع الترتيبات لذلك فهذا الهرمون (البرولاكتين) يعمل على نزول حليب من
ثديي الأم ونجد أيضاً أن هذا الحليب فيه كل العناصر التي يحتاج إليها جسد الجنين
ليكبر وينمو ويبقى على قيد الحياة، فمن الذي رجح وجود هذه الأشياء على عدم وجودها
.. هل هي واجبة الوجود؟! قطعا لا، فليس هناك ما يوجب وجودها فلا يمكن وجودها إلا
من إرادة وعلم بجسم الجنين وما يحتاج إليه والإرادة والعلم لا يمكن وجودهما إلا في
شخص عاقل قادر، ولكن هل سيظل الجنين يتغذى طوال حياته من ثديي
أمه ، هل ستتحمل الأم التقام ثديها طول العمر قطعا لا، فهناك من أراد راحتها وراحة
جنينها فقام بخلق أسنان في فم هذا الجنين وهذه الأسنان أقوى من أي نسيج في جسده
لكي يقطع بها الطعام ويمضغه فمن هذا الذي يسخر للجنين كل هذه السبل إلا شخصاً
عاقلا قادرا مريدا حكيما .