باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
لقد أعطى
الإسلام المرأة الحق في الزواج، فأعطاها الحرية الكاملة في الموافقة على زوجها أو
رفضه دون إجبارها من أي أحد وجعل علامة موافقتها هي أن تسكت إذا سُألت عن رأيها
فيمن تقدم لزواجها وذلك رفقا بحيائها وإلا قالت أنا أرفضه فقال ﷺ " لا
تُنْكَحُ البِكْرُ حتَّى تُسْتَأْذَنَ، ولا الثَّيِّبُ حتَّى تُسْتَأْمَرَ فقِيلَ:
يا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ إذْنُها؟ قالَ: إذا سَكَتَتْ". (صحيح البخاري 6968)
قد جعل أمر
الإشراف على زواجها وموافقتها لوليها
(أبيها أو أخيها أو جدها أو عمها.. إلخ) وذلك حتى لا تنخدع بأي رجل يحتال عليها
ولا يكون أهلا للزواج لأن المرأة بطبيعتها عاطفية تميل لمن يسمعها الكلام الطيب
وقد يكون ذلك خداعا من رجل خبيث فوجب أن يشرف على قرارها ، رجل ينظر للزواج من
زاوية أخرى غير التي غابت عن المرأة وحتى لا يطعن أحد في نسب أولادها فقال ﷺ
" أيُّما امرأةٍ نكحتْ نفسَها بغيرِ إذنِ وليِها فنكاحُها باطلٌ" (
الجامع الصغير 2947) وإن لم يكن لها أهل
يتولون أمرها فالسلطان يكون وليها ففي نفس الحديث يقول " فالسلطانُ وليُّ مَن
لا وليَّ له"
.
وفي حال أن قد
أجبرها وليها على الزواج فتشتكي الى الحاكم المسلم ويتم تخييرها فإن رفضت أن تكمل
مع زوجها يطلقها الحاكم من زوجها وذلك كما ورد في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله
عنها أن فتاة دخلت عليها فقالت : إنَّ أبي زوَّجَني ابنَ أخيهِ ليرفَعَ بي
خسيستَهُ وأنا كارِهَةٌ قالت اجلِسي حتَّى يأتيَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ
وسلَّمَ فجاءَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأخبَرَتهُ فأرسلَ إلى
أبيها فدعاهُ فجعلَ الأمرَ إليها . فقالَت : يا رسولَ اللَّهِ قد أجَزتُ ما صنعَ
أبي ولَكِن أردتُ أن أعلمَ ألِلنِّساءِ منَ الأمرِ شيءٌ ؟. (سنن النسائي باب
النكاح ) وليس رواية هذا الحديث مرسلة لعلة فيه فإنه قد روي مسندًا ومرسلاً ويعضده
الآثار الصحيحة الصريحة
وقد حسَّنَ
الإسلام من نظرة الرجل للمرأة التي يتزوجها فقد كان القوم يختارون زوجاتهم حسب
مالها او جمالها او حسبها ونسبها ( وهو مما لا تختاره المرأة لنفسها) فلا توجد
امرأة تختار أن تكون جميلة أو أقل جمالا ولا تختار أهلها يكونوا أغنياء أو فقراء
أو ذوي حسب ونسب فقد ذكر النبي ﷺ الصفات التي يختار القوم زوجاتهم على أساسها فقال
" تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها، ولِحَسَبِها، وجَمالِها،
ولِدِينِها " وكانت نصيحته وتوجيهه ﷺ للرجل في اساس اختيار الزوجة في تكملة
الحديث فقال " فاظْفَرْ بذاتِ
الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ." (صحيح
البخاري 5090 ) وهو مما في طاقة المرأة أن تكون ذات دين أو لا .
وقال عنها ﷺ
" الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ
الصَّالِحَةُ". (صحيح مسلم 1467)
أوجب للمرأة
الصداق ( وهو المهر ) حينما تتزوج فقال عز
وجل في كتابه " وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً " النساء
(٤) أي أعطوا النساء عطية من المال وقت الزواج منهن بدون مقابل وأنتم طيبي النفس
غير كارهين لذلك وهذا فرض من الله عليكم لا يكتمل الزواج إلا به ؛ فقد أجمع
الفقهاء على وجوب المهر للمرأة ، يعطى خالصا للمرأة وليس لوليها وهو ما يكون في
بعض الدول ( مثل مصر) في صورة حُلي من الذهب
للمرأة تلبسه ويكون ملكا للمرأة ولا يجوز للزوج أخذ مهرها إن كان مالا ولا
بيعه والتصرف فيه إن كان ذهبا إلا بقبولها عن طيب نفس منها كما قال بذلك أهل الفقه
والتفسير فقد قال عز وجل "وَلَا
تَعۡضُلُوهُنَّ لِتَذۡهَبُوا۟ بِبَعۡضِ مَاۤ ءَاتَیۡتُمُوهُنَّ" النساء
(١٩) وقال عز وجل أيضاً " وَإِنۡ
أَرَدتُّمُ ٱسۡتِبۡدَالَ زَوۡجࣲ مَّكَانَ زَوۡجࣲ وَءَاتَیۡتُمۡ إِحۡدَىٰهُنَّ
قِنطَارࣰا فَلَا تَأۡخُذُوا۟ مِنۡهُ شَیۡـًٔاۚ أَتَأۡخُذُونَهُۥ بُهۡتَـٰنࣰا
وَإِثۡمࣰا مُّبِینࣰا " النساء (٢٠)
وأمر الرجل أن
يقسط في اليتيمة التي يريد الزواج منها فلا يبخس مهرها لأنها يتيمة فقال عز وجل
" وَیَسۡتَفۡتُونَكَ فِی ٱلنِّسَاۤءِۖ قُلِ ٱللَّهُ یُفۡتِیكُمۡ فِیهِنَّ
وَمَا یُتۡلَىٰ عَلَیۡكُمۡ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ فِی یَتَـٰمَى ٱلنِّسَاۤءِ ٱلَّـٰتِی
لَا تُؤۡتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرۡغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ .."
النساء (١٢٧)
وقال ﷺ لرجل
" تزوج ولو بخاتم من حديد " (صحيح البخاري)
وقد غير الإسلام
معنى الزواج الذي كان سائدا في الحضارات والأديان والذي كان متمثلاً عندهم في أن
المرأة مجرد كائن ذليل أدنى من الرجل وأنها خُلقَت للخدمة والمتعة الجنسية فقط
فليس لها أية حقوق على زوجها ولا أبنائها وكان أشبه بعملية البيع والشراء ، وقد
أزال الإسلام هذا التصور القبيح عن الزواج وقدم صورة جميلة تجعل من الزواج عالماً
بهيجا فقال عز وجل عن الزواج " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ
أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً
وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " الروم (٢١)
وقال عز وجل
أيضا " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا
زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا.." الأعراف (١٨٩)
فأخبر الرجل أن
المرأة مخلوقة من نفسه فليست هي أدنى منه بشرية ولا تكريما فلا ينظر إليها نظرة
دونية كما كان في السابق وأخبره أن راحته وسكينته تكونان مع زوجته فهو بدونها لا
يرتاح ولا يسكن فقد جعل الله المودة والألفة والحب والرحمة بينهما لتكون حياتهما
سعيدة يملؤها الحب والحرص على سعادة وراحة الآخر.