أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
يعتقد المفكر
والباحث في العقائد والفلسفة، سعيد فودة أن انتشار ظاهرة الإلحاد في أوساط الشباب
العربي خلال السنوات الأخيرة ليس سببها فشل ثورات الربيع العربي، لأن هذه الثورات
نفسها جاءت نتيجة لانتشار الانحراف عن أسس دينية ومعرفية، مؤكدا أن الكثير من
هؤلاء الشباب صاروا يشكون في أنفسهم وفي ثقافتهم عندما فشلوا في تحقيق أهدافهم،
حتى أن بعضهم بات يشك في الدين نتيجة ما حصل في الثورات العربية.
وسلطت حلقة
(2023/2/22) من برنامج "موازين" الضوء على الموجة الإلحادية التي ظهرت
في أوساط الشباب العربي خلال السنوات الأخيرة، وأسباب تخلي البعض عن دينهم
الإسلامي.
وبينما يؤكد أن
الكثير من الشباب أصيبوا بالصدمة بعد فشل الثورات العربية، لأنهم اكتشفوا أن
الجهود والتضحيات التي قدموها لم تكلل بالنجاح، يوضح فودة أن الثورات العربية لم
تكن مدروسة ومضبوطة ولذلك لم تكن نتائجها بأيدي العرب، بالإضافة إلى أن السياسيين
-ومنهم الإسلاميون- أحجموا عن إشراك أصحاب الخبرة والمعرفة في قراراتهم المتعلقة
بالتغيير.
ويشدد المفكر
والباحث في العقائد والفلسفة على خطورة ظاهرة الإلحاد في أوساط الشباب خاصة في ظل
ضعف الفكر العربي الإسلامي وعدم الثقة في الدين والتاريخ، وغياب البناء الفكري
والعقلي للشباب العربي الذي تفتحت أعينه- بفضل الإنترنت والفضائيات وغيرهما- على
ثقافات كثيرة وخطيرة، مشيرا إلى ابتعاد المناهج الدراسية العربية عن العلوم
العقلية وعلوم الفهم وتركيزها على علوم النقل والحفظ.
ويقول إن
المشايخ والدعاة، وهم نتاج العصر الذي نشؤا فيه، نزع أكثرهم إلى الناحية العاطفية
والوعظية والقصصية وغابت عن عقولهم أهمية البناء الفكري والعقلي لهؤلاء الشباب.
الجهل بالدين
أحد أسباب انتشار الإلحاد
ويرجع الباحث في
قضايا الإلحاد والعلمانية، هيثم طلعت أحد أسباب انتشار ظاهرة الإلحاد إلى الجهل
بالدين وعدم التزام المسلم بورد يومي للتدبر في آيات القرآن الكريم، ولا يؤمن بأن
الضغوط النفسية قد تؤدي بالشخص إلى الإلحاد، مبرزا أن الإنسان لن يصل إلى الكفر
بالله -جلّ جلاله- وإنكار الأنبياء واليوم الآخر وتضييع الآخرة بسبب ضغط نفسي، بل
هو يستعمل الإلحاد كستار للضغط النفسي الذي يعانيه.
ويرى طلعت أن
هناك انحصارًا في الموجة الإلحادية مؤخرا بعد أن ظهرت قبل 5 سنوات في العالم
الإسلامي، مرجعا هذا الانحصار إلى عدة أسباب من أبرزها، أن الشبهات التي يثيرها
الملحدون يتم الرد عليها وتفنيدها على مواقع التواصل الاجتماعي، وثانيا أن كل ما
استطاع الملحدون فعله هو طرح الشبهات فقط.
ويعرّف الباحث في قضايا الإلحاد والعلمانية -في حديثه لبرنامج "موازين"- الإلحاد بأنه إنكار للخالق والغيب والنبوات، إذ يعمل الملحدون على إسقاط قيمة النص الشرعي في قلب المسلم، مضيفا أن الإلحاد يبدأ كزندقة والتي تعني نوعًا من أنواع التستر بالإيمان وإخفاء الكفر، والزندقة تؤدي إلى الإلحاد الذي هو نوعان -كلي وجزئي- فهناك فئة ملحدة تنكر وجود الله وترفض الأديان، وهناك فئة ملحدة تعلم بوجود الله، لكنها تتصرف كأن الله غير موجود.