باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
قال محمد محمود، الباحث
في ملف الإلحاد، إن ذكاء
الحشرات يدحض خرافة التطور .
وتسائل في مقال نشره عبر حسابه الرسمي: هل تفهم الحشرات علوم الجينات؟ أم أن
أخطاء النسخ قادرة على كتابة كتب التعليمات لإدارة الآلات؟ طبعا بعد أن صنعت
تصميمات الآلات نفسها؟ كيف كانت الآلة مفيدة بدون تعليمات التشغيل؟ وكيف كانت
مفيدة قبل أن تكتمل أجزاءها؟ وكيف كانت تعليمات التشغيل تستخدم قبل أن تكتمل هي
الأخرى؟
وتابع: لا تتعب
نفسك في التفكير فيكفي أن تنطلق كلاما إنشائيا على غرار "نشأت خطوة
خطوة" و"تكيفات نافعة تدريجية" وغيرها من الحشو الكلامي لتجيب.
وبين أن الحشرات
الاجتماعية كالنمل والنحل، تمتلك في جيناتها تصميمات للكثير من الآلات التي
تستخدمها من غدد لإفراز مواد بناء وأخرى لتصنيع غذاء للصغار وثالثة لإطلاق إشارات
للتواصل... إلخ، ولكن لا يتم تفعيل كل هذه السمات دفعة واحدة بل يتم تفعيله حسب
الدور الحالي الذي تقوم به الحشرة في المستعمرة.
وذكر ـ على سبيل
المثال ـ أنه عندما تحتاج خلية النحل إلى نسبة أكبر من العاملين في وظائف بعينها
تقوم بتعديل درجات حرارة الحضانات (غرف حفظ اليرقات) وحسب درجة الحرارة تخرج الشغالات
الجديدة بجينات أنشط لوظيفة أو أخرى.
وتسائل: كيف
يتحكم النحل في درجة الحرارة؟ للتبريد والتهوية يقوم بخفقان الأجنحة أمام مدخل
الخلية ليصنع مروحة أو رئة عملاقة كما لقبها بعض الباحثين ويقوم أيضا بنثر قطرات
مياه على مسدسات الشمع، أما التدفئة فهو يترك مسدسات فارغة بين غرف اليرقات
ليستخدمها لاحقا كوحدة تدفئة مركزية وعند الحاجة يدخل اليها و يبدأ في إحداث
تقلصات انقباض وانبساط في جسده لتوليد حرارة للغرف المجاورة، والنتيجة تفعيل جينات
بعينها دون أخرى في اليرقات.
وواصل: أما عند
الرغبة في إنتاج ملكة جديدة مثلا بسبب انخفاض خصوبة الملكة القديمة فيقوم النحل
بتغيير النظام الغذائي لليرقة إلى نظام غذائي مختلف يضمن تفعيل جينات التكاثر.
وفي رده على سؤال: كيف عرف النحل أصلا أن
خصوبتها انخفضت؟.. قال: لأنه يمتلك أجهزة استشعار خاصة تلتقط فيرمونات الخصوبة لدى
الملكة.
وأوضح أنه لا
تقتصر علوم النحل الجينية على هذا فقط، بل إن الملكة تدرك أي البويضات مخصبة وأيها
لا، وبالتالي أيها سينتج ذكورا وأيها إناثا فتضع كل بيضة في مسدس الشمع (الحضانة)
ذات الحجم الملائم للجنين المنتظر الذي حددته الجينات بعد أن قامت في المختبر
المبني داخل جسدها بالتحكم في عملية التلقيح.
واستطرد: حاول أن تتخيل سلسلة من أخطاء النسخ تنتج شيئا كهذا في خطوات نافعة.
تحتاج إلى إنتاج المعدات hardware في الجينات التي ستجعل السمات التشريحية والغدد موجودة وبالتوازي مع
هذا تحتاج إلى وضع المفاتيح المناسبة لكل حزمة صفات (حرارة/ طعام... إلخ)، وبالتوازي
مع هذا تحتاج إلى برمجة الجهاز العصبي للحشرة على السلوك الذي سيفعل المفتاح الجيني،
وإلا فإن الجينات بمفاتيحها ستقبع دول تشغيل وبالتوازي يجب ضبط هذا السلوك ليحدث
بدوره عند شرط معين، وإلا فإن الجينات الخطأ سيتم تفعيلها في الظروف الخطأ.
وشدد على أن ضبط
مثل هذا الأمر يتطلب معرفة ببيولوجيا اليرقات وأي جينات تتفعل عند أي درجة حرارة
أو وفقا لأي نظام غذائي، ولو انتظر النحل حتى تضبط له أخطاء النسخ هذا السلوك عبر
الأجيال لهلكت اليرقات وهلك النحل وانقرض وهو ما يضيف عبئا تفسيريا ضخما على أخطاء
النسخ المجيدة لتفسير كيف يمكن إنتاج مثل هذه البرمجيات المتناسقة والمعدات
المطلوبة لتنفيذها وتنسيق كل عملياتها بالشكل الصحيح وفقا للظروف الصحيحة بعيدا عن
الحشو الكلامي والسيناريوهات النظرية والتعويل على أن الانتخاب الطبيعي على كل شيء
قدير.
ولفت إلى أن المدهش أن كاتب كتاب The buzz about bees وهو من أشهر دارسي النحل في العالم يؤكد لنا أنه لا داعي أبدا للاعتقاد في التصميم فنشأة كائنات اجتماعية كالنحل أمر حتمي inevitable ولا حاجة لاستدعاء مصمم لتفسيره. لماذا هو أمر حتمي؟ لأن السلوكيات الاجتماعية مفيدة وتساعد على التكيف على البيئة! هكذا وبمنتهى البساطة أي شيء مفيد سيظهر بدون تصميم وأي شيء يساعد الكائن في بيئته فإنه ولابد من صناعة الانتخاب الطبيعي أو كما يقول باحث آخر أن الانتخاب الطبيعي إذا فضل شيئا معقدا فإن هذا الشيء المعقد سيتطور!