باحث في ملف الإلحاد: كثرة اتباع الحوادث تجعل العقيدة تتزعزع من القلوب
- الجمعة 13 ديسمبر 2024
الدكتور هيثم طلعت
قال الدكتور هيثم طلعت، الباحث في ملف الإلحاد، إن أدلة صدق النبي صلى الله عليه وسلم لا حصر لها، متابعا: "إذا نظرتَ في سيرته صلى الله عليه وسلم ووجدته صادقًا وقد اشتهر بالصدق باعتراف أشد الناس له عداوةً، ولم يُرم بكذبٍ ولا فجورٍ، ثم وجدته يتحدى أهل الدنيا بالقرآن فما يجدون إلا السيف ليسكتوه به، فلابد أنه نبيٌ إذن".
وشدد خلال حديثه في كتاب "مناعة إيمانية" على أن الثبات على الصدق مع توافق العقيدة
التي جاء بها مع عقيدة الأنبياء السابقين، مع كثرة الأدلة والآيات على نبوته، مع
الإخبار بالمغيبات، مع تأييد الله له، مع بشارة الأنبياء السابقين به، مع فطرة
الحاجة لنبوته، مع كمال نبوته وإبهار الشرع الذي جاء به، مع انتصار دينه مع هذا
الكتاب المعجز الذي نزل عليه بكل ما فيه من آيات مبهرات، كل هذا يفيد التواتر
القطعي بصحة رسالته صلى الله عليه وسلم، هذا بالإضافة إلى معجزاته صلى الله عليه وسلم المادية
والغيبية والتي تزيد على الألف بكثير والعهد بها قريب وناقلوها هم أصدق الخلق
وأبرهم.
وأكد أن هؤلاء
الرواة الذين نقلوا إلينا هذه المعجزات كانوا لا يجيزون الكذب فيما دقَّ، فكيف
يكذبون عليه وهم يعلمون أنَّ مَن كذب عليه متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار، كما
حذّر هو صلى الله عليه وسلم.
وشدد على أن
معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ثابتة، وبعض معجزاته شهدها آلاف الصحابة وبعضها
رواه العشرات منهم فكيف يجتمعون على الكذب في كل هذا؟
وذكر هيثم طلعت الباحث في ملف الإلحاد، أمثلة يسيرة من معجزاته صلى الله عليه وسلم:
أخبر صلى الله عليه
وسلم في ليلةٍ من الليالي بأن ريحًا شديدة ستهُب، ونهى الناس عن القيام، فقام رجل
فحملته الريح وألقته في مكان بعيد عن مكانه.
وأخبر صلى الله
عليه وسلم بموت النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وكبَّر عليه أربعًا.
وأخبر النبي صلى
الله عليه وسلم بشهادة عمرَ وعثمانَ وعلي وطلحة والزبير رضي الله عنهم أجمعين،
وأنهم لن يموتوا على فُرُشِهم كما يموت الناس.
فقد صعد رسول
الله صلى الله عليه وسلم الجبل ذات يومٍ هو وأبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ وعليُ وطلحةُ
والزبيرُ، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للجبل: "اهدأ،
فما عليك إلا نبيٌ أو صديقٌ أو شهيد".
فحكم لنفسه
بالنبوة ولأبي بكر بالصدِّيقية وللباقين بأنهم سيكونون شهداء، وحصل ما أخبر به صلى
الله عليه وسلم.
وهناك 150
حديثًا دعا فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ربَّه وأُجيب في الحال والناس يشهدون!
وحيث سأل أهلَ
مكَّةَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يُريَهُم آيَةً، فأراهُمُ القمَرَ
شِقَّينِ، حتى رأوْا حِراءً بَينهُما، وهذا الحديث متواتر، أي أنه في أعلى درجات
الصحة.
وقد كان النبي
صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة القمر التي فيها معجزة شق القمر، كأن يقرأ هذه
السورة في المجامع الكبار كالجُمع والأعياد ليُسمع الناس ما فيها من معجزاته صلى
الله عليه وسلم وكان يستدل بها على صدق نبوته.
ثم إخبار النبي
صلى الله عليه وسلم بأن آدم هو آخر الخلق من الكائنات الحية "وخَلَقَ آدمَ
بعدَ العصْرِ من يومِ الجمعةِ ؛ في آخِرِ الخلقِ"".
وهذه الحقيقة
العلمية صارت الآن ثابتة، فكيف علِم صلى الله عليه وسلم بأنَّ آدم عليه السلام آخر
الكائنات ظهورًا على الأرض بعد ظهور النبات والحيوان؟
وقال صلى الله
عليه وسلم: " يوشِكُ يا معاذُ إِنَّ طالَتْ بِكَ حياةٌ أنْ تَرَى ما هَهُنا
قَدْ مُلِئَ جِنانًا".
والحديث كان في
منطقة تبوك، واليوم منطقة تبوك جنان فيها من كل الثمرات.
وتابع: وانظر
لقول الله عز وجل {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا
آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} ﴿١٢﴾ سورة الإسراء، فمحونا آية الليل: أي أنَّ القمر وهو
آية الليل كان مضيئًا ثم مُحي ضوؤه، وهذا بالفعل ما فسّر به الصحابة الآية
الكريمة فقد روى الإمام ابن كثير في تفسيره أنَّ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
قال: "كان القمر يضيء كما تضيء الشمس، وهو آية الليل، فمُحي".
وبين أن والعجيب
أنَّ هذا ما انتهى إليه العلم اليوم، فقد نشرت ناسا على موقعها الرسمي وقناتها
الرسمية الحقبة الأولى من عمر القمر وكان فيها مضيئًا متوهجًا.
وشدد الباحث في
ملف الإلحاد، على أنه قد ثبت بالتواتر وقوع الآيات والإخبار بالمغيبات التي لا حصر
لها على يد رجلٍ واحدٍ صلى الله عليه وسلم، وهذا الرجل جاء بما عليه النبيين من
قبله، وكان مؤيدًا من عند الله ولم يَمت حتى تمت الشريعة وكَملت.
وأكد أن القطع
بأنه نبيٌ هو رشاد العقل، فآياته صلى الله عليه وسلم الغيبية
تزيد على الألف، وآياته المعرفية تملأ موسوعات، ونقَلَة المعجزات هم صحابته أصدق الخلق
وأبّرهم بعده، وبعض معجزاته شهدها آلاف الصحابة مثل نبع الماء
من بين أصابعه الشريفة حتى توضأ منه وشرب ألف وخمسمائة صحابي، والحديث متواتر
ورواه البخاري ومسلم، وتكثير الطعام اليسير ليَطعم منه الجيش العظيم
وهذا أيضًا جائت به الأخبار المتواترة عن الصحابة، وقد ذكر البخاري وحده معجزات
تكثير الطعام على يد النبي صلى الله عليه وسلم في خمسة مواضع من صحيحه..
وأكمل: إذا كانت
أدلة الصدق ثابتة والمعجزات حافلة على نبوته صلى الله عليه وسلم، فأنى لعاقل أن
يُكذب بكل هذا؟ والعجيب أن كبار الصحابة أسلموا فقط لكون محمد صلى الله عليه وسلم
صادقًا، فقد أسلموا قبل أن يَروا المعجزات وقبل أن يَروا تأييد الله لهذا الدين،
وقبل أن يروا الكثير من براهين صحة الإسلام التي ظهرت لاحقًا، فقط أسلموا لأنهم
علموا أنه صلى الله عليه وسلم صادق.
واستطرد: هذا
الموقف من كبار الصحابة هو موقف عقلي حكيم، فصِدق النبي صلى الله وعليه وسلم دليل
كافٍ مستقل لإثبات صحة النبوة... وهذا لأن: الشخص الذي يدَّعي النبوة إما أن يكون:
أصدق الناس، لأنه نبيٌّ... فالنبي هو أصدق الناس، وإما أن يكون: أكذَبَ الناس، لأنه
يفتري كذبًا في أعظم الأمور شأنًا، ولا يختلط أصدق الناس بأكذب الناس إلا
على أجهل الناس.
وأوضح أنه ما أيسر أن يستطيع العاقل أن يُميز بين أصدق الناس وأكذب الناس،
"وقد
علم الصحابة من سيرته صلى الله عليه وسلم أنه أصدق الناس، فهذا كان دليلاً كافيًا
على أنه نبيٌ من عند الله، وقد اعترف المشركون في أول يومٍ من
بعثته صلى الله عليه وسلم أنه لم يكذب قط، فقالوا له: "ما جَرَّبْنَا
عَلَيْكَ كَذِبًا".
واختتم: لقد
عجَز الكُفار عن إظهار كَذِبةٍ واحدة في كل حياته صلى الله عليه وسلم، ولذلك أنكر
القرآن عليهم كفرهم مع علمهم بحاله هذا قبل بعثته فقال ربنا سبحانه {أَمْ لَمْ
يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ} ﴿٦٩﴾ سورة المؤمنون،
مشددا على أن حال
النبي وسيرته دليل مستقل على أنه نبي.