باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
نظرية التطور
هو سؤال مشروع طبعا، ولكن بالنسبة لطبيعة عملنا مفاجئ جدا، ويعود بنا سنين طويلة إلى الوراء، لكن ما المشكلة؟
الآن نحن في
عالم يشكل العلم التجريبي جزء أساسي من ثقافته، هذا المنشور سيصل لحضراتكم على
جهاز كمبيوتر أو هاتف من خلال شبكة الإنترنت، فلكي يصبح ذلك ممكنا كان لا بد أن
يكون هناك علم كامل حول الموجات الكهرومغناطيسية وطرق عملها، والذي احتاج إلى
دراسة فيزياء الكون بشكل موسع.
والمرض جزء أيضا
لا يتجزأ من حياتنا، ومن ثم فلا بد أن يكون هناك طب، ولكي يوجد طب لا بد أن نعلم
عن الحياة، وعلم الحياة هو البيولوجيا، والادعاء الذي أطلق منذ عشرات السنوات هي
أن دراسة البيولوجيا تقضي بأن كل الأشياء الحية، من البكتيريا وحتى الإنسان، نشأت
بآليات طبيعانية مادية ولم تحتج لخالق إطلاقا ولم يتدخل أي صانع لظهورها!
ادعاء كهذا،
ادعاء أن العلم الذي نحتاجه جميعا ونضطر جميعا لاستعماله يثبت أننا لم نحتج إلى من
يخلقنا، لا بد أن يلفت نظر الجميع!
ليس فقط للتبعات
الدينية كما يحلو للبعض الادعاء، ولكن لأغراض علمية بحتة، فالعالِم لا يستطيع
ممارسة العلم بدون التسليم بوجود الـ agency أو الفاعلية، يعني ليس فقط السببية، ولكن السببية الفاعلية...
يعني السببية
والسببية الفاعلية ليست منتجات علمية ظهرت بالدراسة العلمية، ولكنها مسلمات لا
يمكن للعلم العمل بدونها.
وهذا كان الحال
لمئات السنين قبل ذلك، ثم في نصف القرن الماضي أو قريب من هذا الوقت، تم فرض شيء
جديد على الممارسة العلمية، وهي المنهجية الطبيعانية methodological naturalism أو المنهجية المادية، أي الاكتفاء في
العلم بدراسة الأسباب الطبيعية فقط.
الاكتفاء بالأسباب الطبيعية هو لب نظرية التطور، وهو سر اهتمام هذا
القدر من العلماء والفلاسفة والرياضياتيين بدراستها سواء بالتأييد أو الرفض.
التبعات الدينية
والأخلاقية والاجتماعية لنظرية التطور جزء هام جدا من الصورة، ولكن الأساس في
نظرية التطور هو الجزء العلمي فيها، وهذا ما توسعنا في دراسته هنا، ولما وجدنا أن
العلم يصـــرخ برفض المبادئ التطورية؛ رأينا أن من واجبنا تبيان ذلك وإيصاله
للجميع، العلماء والعامة على حد سواء.
عائشة محمد
مديرة الشؤون
الإدارية في مركز براهين