هشام عزمي منتقدا التصورات الإلحادية: الأمور لا تقع اعتباطا بل هي محكومة بقوانين صارمة

  • جداريات Jedariiat
  • السبت 22 يوليو 2023, 01:26 صباحا
  • 245

قال الدكتور هشام عزمي الباحث في ملف الإلحاد، إن الإرادة الحرة، من مشاكل التصورات الإلحادية فالمنهجية المادية الاختزالية الصارمة التي يتبعها الملحدين، تقضي بوقوع الحتمية السببية Causal Determinism، فالأمور لا تقع اعتباطا بل هي محكومة بقوانين صارمة والكائنات كلها تسير بهذه القوانين في دقة بالغة مثل ساعة جامعة القاهرة،  فنحن في نهاية الأمر مجرد آلات والإرادة الحرة وهم لا أكثر أو كما يقول الملحد الشهير (سام هاريس) في كتابه (الإرادة الحرة Free Will): "إننا مجرد دمى بيوكيمياية تسيرها قوى تتجاوز التحكم الواعي.

وتابع في كتابه "الإلحاد للمبتدئين": يشرح جيري كوين Jerry Coyne) البروفيسور التطوري بجامعة (شيكاغو) القضية بقوله: "إن المخ وأعضاء الجسم هم الأوعية التي تتخذ القرارات وهم عبارة عن جزيئات وترتيب ونظام هذه الجزيئات محدد سلفا عن طريق الجينات والبيئة المحيطة، وإن قراراتنا مبنية على نبضات كهربية نابعة من هذه الجزيئات ومواد كيميائية تنتقل من خلية عصبية إلى أخرى، وإن هذه النبضات والكيماويات لابد أن تتبع القوانين الفيزيائية، وبالتالي فاختياراتنا لابد أن تطيع هذه القوانين".

وشدد على أنه يؤكد هذا المعنى بأن قولنا "إننا يمكننا اختيار خلاف ما اخترناه بالفعل يعني أننا يمكن أن نسير خارج إطار التركيب الفيزيائي للمخ وتغيير طريقة عمله وهذا باطل، كما أنه من البطلان أن يخرج لنا برنامج جهاز الكمبيوتر أي نتيجة خلاف النتيجة المبرمجة مسبقا فيه، ولهذا هو يخلص بوضوح إلى نتيجة أن حرية الإرادة مجرد وهم وأن من يرى خلاف هذا فعليه عبء الإثبات. ثم هو يجيب المعترضين عليه بكوننا نشعر بحرية الإرادة بأننا كبشر مصممين عن طريق التطور الدارويني لنعتقد ونتوهم أن لدينا إرادة حرة".

وبين أن خلاصة مذهب القوم أننا مجرد آلات بيولوجية لا تملك حتى حرية الاختيار ولا أدري حقيقة كيف يقنعون أتباعهم بهذا المذهب؟ والنفس البشرية شاهدة بجلاء على حرية الاختيار لديها بما لا مرية ولا نزاع فيه.

وأردف: لا ننكر بالطبع تأثير العوامل البيولوجية والبيئية وغيرها على قرارات الإنسان، إنما هي لا تنفي حرية الإرادة بالكلية لصالح الحتمية السببية، لكن يعيب المدارس المادية الاختزالية قديما وحديثا هذا التطرف في تعيين أسباب أفعال الإنسان ف(فرويد) كان يرى أن العامل الجنسي وحده هو المؤثر، و(ماركس) كان يرى أن العامل الاقتصادي وحده هو المؤثر، و(داروين) كان يرى أن عامل الصراع وحده هو المؤثر وهكذا، فهذا التطرف المادي ليس غريبا على مسالك القوم في التفكير.

 

تعليقات