أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
ذكر الدكتور هشام عزمي، الباحث في ملف الإلحاد، في كتابه "التطور الموجه بين العلم والدين"، أن العالم التطوري "ستيفن جاي جولد" قال في إحدى مقالاته عن سبب تأخر "داروين" في الإعلان عن نظريته في التطور، وأنه ليس من الطبيعي أن يتأخر في تأليف كتابه أصل الأنواع عشرين سنة تقريبًا، وأن تبرير ذلك بأنه كان يسعى للتأكد من صحة نظريته مبرر واهٍ وغير مقبول.
وأخبر "جولد"
بالسبب الحقيقي لكل هذا التأخير وهو الخوف، أي الخوف من رد فعل المجتمع تجاه
نظريته وتوابعها، فقد كان داروين «مهتمًا بالفلسفة وواعيًا لما تنطوي عليه.
وتابع: كان يعرف
أن الميزة الأساسية التي تميز نظريته في التطور عن جميع المذاهب الأخرى هي اتصافها
الذي لا يهادن بالمادية الفلسفية؛ حيث إنه كان قد «أعتنق أمرًا أكثر بدعية من فكرة
التطور نفسها، ولكنه يخشى الإفصاح عنه: المادية الفلسفية، وهي الفرضية القائلة بأن
المادة جوهر وجود الأشياء، وأن كل الظواهر العقلية والروحية ناتج عرضي».
وواصل: ليس ثمة فكرة
أكثر إزعاجًا لأكثر التقاليد رسوخًا في الفكر الغربي من القول بأن العقل مهما كان
معقدًا وقويًّا، هو مجرد نتاج جانبي للدماغ»، «طبق داروين بحزم في دفاتره نظرية
التطور المادي على جميع ظواهر الحياة، بما في ذلك ما وصفه بـ"القلعة
نفسها"، أي العقل البشري.
وإذا لم يكن
للعقل وجود حقيقي خارج الدماغ، فهل يمكن أن يكون الرب إلا وهمًا أخترعه ضرب من
الوهم؟ كتب "داروين" في أحد دفاتره عن التحول: "الحب من تأثير إلهي
منظم، أيها المادي... لماذا يعتقد بأنه إفراز الدماغ، وأكثر روعة من الجاذبية هي
المادة..؟ إنها غطرستنا، إعجابنا بذواتنا".
وقد بلغ هذا الإعتقاد من الهرطقة حتى أن "داروين" تجنبه في كتاب "أصل الأنواع" (1859)، الذي غامر فيه فقط بتعليق خفي؛ أنه "سيلقي الضوء على أصل الإنسان وتاريخه"، ولم يفصح عن معتقده إلا عندما لم يتمكن من إخفائه فترة أطول.