باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
إيدز المجتمعات
مرض الإيدز هو مرض فيروسي مناعي مشهور، وكلمة AIDS ترمز إلى
الحروف الأولى من اسم المرض بالإنجليزية Acquired Immune
Deficiency Syndrome، أي: متلازمة نقص المناعة المكتسبة.
سبب هذا المرض هو فيروس معين HIV يقوم باستهداف
خلايا الجهاز المناعي في جسم الإنسان، وتسخيرها لخدمته وتكاثره، ثم تدميرها. وهذا
يؤدي إلى انهيار الجهاز المناعي وعجزه عن تأدية وظيفته في حماية الجسم من
التهديدات الخارجية. وبالتالي يسهل على أي ميكروب ضار أن يغزو الجسم، مهما كان
تافهًا، ويسبب أضرارًا جسيمة لم تكن لتقع لولا الضعف البالغ في الجهاز المناعي
المصاب.
كذلك من أسباب وقوع الشباب في الانحرافات الفكرية الوافدة وجود ضعف في
المناعة الفكرية في المجتمع، مما يجعله فريسة سهلة للغزو الفكري القادم من الخارج،
سواء كان الإلحاد أو العلمانية أو الليبرالية أو الفلسفات الشرقية أو غيرها من
زخارف الباطل.
أنا على سبيل المثال كثيرًا ما أصادف شبابًا بلغ مرحلة الجامعة، بل وأوشك
على التخرج، ولم ير في حياته أباه أو أمه يؤدون الصلاة المفروضة! فلا يعلم شيئًا
ذا بال عن دينه، وجل اهتمامه بالأفلام والأغاني وألعاب الكمبيوتر وكرة القدم ورموز
الفن والرياضة! بل تجده لا يعرف عن شهر رمضان، الذي هو شهر العبادة من صيام وقيام
وذكر وتلاوة، إلا التمر والكنافة والعرقسوس والزينة في الشوارع وطبلة المسحراتي
والفوازير والمسلسلات الجديدة في التلفاز! وعليك أن تتصور عزيزي القارئ مستوى
المعارف الدينية عند مثل هؤلاء الذين لم يتلقوا أي تأهيل ديني معتبر، ولم يتربوا
على قيم هذا الدين، ولم تُغرس فيهم مبانيه وشعائره، ولم تتطلع قلوبهم إلى علاقة
جادة مع الله عز وجل !
هل يستطيعون على حالهم هذا أن يصمدوا أمام سيول الشبهات وتيارات الأفكار
الوافدة، أم أنها سوف تبلعهم بلا رحمة!
لهذا من المهم رفع مستوى التدين في المجتمع، حتى ندعم المناعة المجتمعية ضد
الأفكار الواردة، وهذا يكون بغرس مفاهيم الدين ونشرها وترويجها بين الناس حتى يعلو
مستواهم الديني قلبيًا وسلوكيًا ومعرفيًا، وبهذا يكون لديهم مناعة قوية ضد مختلف
زخارف الباطل.
ونهتم كذلك برفع مستوى المناعة المجتمعية في بعض الجوانب بحسب انتشار
الشبهات الوافدة: فإذا أردنا مجابهة الإلحاد نركز على التفكر في مخلوقات الله والتأمل
في بديع خلقها وصنعها؛ وإذا أردنا مجابهة التنصير نركز على دلائل صدق النبي صلى
الله عليه وسلم وصحة رسالته والوحي الذي أُنزل عليه؛ وإذا أردنا مجابهة العلمانية
نركز على وجوب التسليم لله تعالى ولأوامره ونواهيه وعلى الحكمة البالغة في
التشريعات الإلهية؛ وإذا أردنا مجابهة الفلسفات الشرقية نركز على حق الله على
عباده وتنزيهه عن الشرك وتوطيد العلاقة بالله وتدبر أسمائه وصفاته؛ وهكذا حسب
الشبهات السائدة وزخارف الباطل الرائجة.