رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

مركز حصين: عبادة المخلوق لربة ليست عن حاجة بالرب لهذه العبادة

  • جداريات Jedariiat
  • الخميس 13 يوليو 2023, 01:30 صباحا
  • 178
العبودية لله

العبودية لله

قال مركز حصين لنقد الإلحاد، والرد على الشبهات، إن الله فطر الخلق جميعا على معرفته وعبادته، وأمرهم بإخلاص الدين له، وفرض عليهم طاعته، قال عز وجل: يا أيها الناس اعبدوا ربكم، وقال جل وعلا: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون.

وبين في موضوع خطبة الجمعة الذي نشره على موقعه، أن كمال العبد إنما هو في تحقيقه لعبودية ربه، وكلما ازداد تحقيقا لها ازداد علوا وارتفاعا، فالعبودية في حقه عزة وشرف، وهي أجمل ما به يتحلى ويوصف.

وتابع: قد جعل الله تبارك وتعالى العبودية وصفا للكمل من خلقه، والصفوة من عباده، فنعت بها أفضل خلقه محمدا ﷺ في أجل مقاماته، فقال تعالى: سبحان الذي أسرى بعبده، وقال: تبارك الذي نزل الفرقان على عبده، وقال سبحانه: وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا، وجعل الله سبحانه العبودية كذلك وصف أنبيائه والمقربين من ملائكته، قال سبحانه: لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون.

وذكر أن أنبياء الله وملائكته والمقربون من عباده نالوا شرف العبودية لله، فارتفعت مقاماتهم، وعلت درجاتهم، فاستغنوا بافتقارهم لربهم، واعتزوا بتذللهم لمولاهم.

وشدد على أن عبادة المخلوق لربه ليست عن حاجة بالرب لهذه العبادة، فالله غني عنا وعن طاعاتنا، بل هي لحاجة المخلوق واضطراره لها، وعدم انفكاكه عنها، فالعبد عابد لا محالة، فإما أن يعبد الله وإما أن يعبد غيره.

وأوضح أن كل من استكبر عن عبادة الله عز وجل فلابد أن يبتلى بعبادة من لا يستحق أن يعبد، فيعبد المخلوقين، ويعبد هواه، ويعبد شيطانه، ويعبد دنياه، قال الله سبحانه: إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين. وقال سبحانه: أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم. وقال عز وجل: ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان، وفي الحديث الذي يرويه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي ﷺ، قال: «تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم، وعبد الخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش».

وأوضح أن هؤلاء لما أعرضوا عن عبادة الله عبدوا ما لا يضر ولا ينفع، واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا * كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا.

وأكد أن التوجه إلى الله والاستقامة على طاعته ولزوم عتبة عبوديته سبب للفلاح والنجاح في كل وقت وحين، وكل ما يحصل للعبد من خير في دنياه وأخراه فهو من ثمرات هذه العبودية، قال تعالى: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون.

وأكمل:  إن من الآثار الطيبة المعجلة التي يجدها المؤمن في قلبه: حلاوة الطاعة ولذة العبودية، فإن للإيمان حلاوة يجدها أهله في قلوبهم، يستلذون معها الطاعات، ويتحملون في سبيلها المشقات، وما يجدونه في قلوبهم من لذة العبودية أعظم من كل حلاوة، وألذ من كل مطعوم.

وكلما كان العبد أطوع لربه، وأشد استقامة على طاعته، وأكثر محبة له تبارك وتعالى كانت لذة الطاعة أكمل في حقه، قال ﷺ: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار» متفق عليه.

وأردف:  قال ﷺ: «ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا» رواه مسلم، وهذا نبينا وقدوتنا ﷺ يتلذذ بعبادة ربه، فيقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فكان نعيمه وقرة عينه وطمأنينته وراحة باله في طاعته لربه، كيف لا وهو الذي كان يقول لبلال رضي الله عنه: «أرحنا بالصلاة»، ويقول: «وجعلت قرة عيني في الصلاة».

تعليقات