معجزة .. حسان بن عابد يوضح فضل الصمّامات بجسم الإنسان

  • جداريات Jedariiat
  • الخميس 06 يوليو 2023, 01:36 صباحا
  • 244

قال حسان بن عابد، الباحث في ملف الإلحاد، إن كثيرا ما يوصف الجهاز الهضمي في المراجع الطبية بأنه أنبوب متعرج بعدة محطات مسؤول عن تفكيك الغذاء إلى وحداته الأوّلية القابلة للامتصاص، ولكنه ليس أنبوبا مفتوحا حيث تتخلّله مجموعة من العضلات العاصرة Sphincters تعمل كصمّامات Valves متصلة بالجهاز العصبي فتنفتح وتنغلق في أوقات وظروف محددة.

وذكر في مقال نشره عبر حسابه الرسمي على فيس بوك، أنه في الجزء العلوي من المريء صمّام يسمى المريئي العلوي Upper Esophageal Sphincter له وظيفتان لا غنى عنهما، فهو يمنع دخول الهواء إلى المعدة أثناء التنفس، ولذلك عند أخذ الشهيق لا ينتفخ البطن بل الرئتان، كما يمنع ارتجاع الطعام من المريء إلى البلعوم ومنه إلى المجاري التنفسية تفاديا للاختناق.

وتابع: في مدخل المعدة صمّام Lower esophageal sphincter ينظّم دخول الطعام للمعدة ويمنع ارتجاعه إلى المريء، وبفضله لا يصعد حمض المعدة الكاشط إلى المريء ولا يحرقه، وفي نهاية المعدة صمّام آخر Pyloric sphincter ينغلق أثناء الهضم وإفراز المعدة لحمضها فينحصر الطعام فيها حتى يذوب جيدا، ولا ينزل للأمعاء غير مهضوم، وبين نهاية الأمعاء الدقيقة وبداية المعي الغليظ صمّام آخر يسمّى اللفائفي Ileocecal valve ينظّم مرور الطعام من الأمعاء الدقيقة إلى الغليظة ويمنع رجوعه إلى الخلف.

وأوضح أن من وظائف الصمامات عزل الروائح، ولولاها لصعدت رائحة الفضلات من المعي الغليظ إلى الفم، متسائلا: ألا يكون ذلك كارثة عظمى ثم يمرض الإنسان إذا لازمته الرائحة؟!

وواصل: في مخرج الأمعاء صمّامان عضليان قويان يتحكمان في عملية التخزين والإطراح، وفي المثانة التي تبلغ سعتها 700 ميليلتر صمّامان اثنان يتحكّمان في سريان البول من المثانة إلى الحالب، ويضمنان تخزينه أثناء نوم الإنسان وانشغاله بأموره الحياتية، فأحدهما متصل بالجهاز العصبي الإعاشي Autonomic nervous system ويعمل بطريقة أوتوماتيكية، والآخر متصل بالجهاز العصبي الإرادي وتكون له الأولوية عند رغبة الإنسان في التفريغ.

وأكد حسان بن عابد لولا هذه الصّمامات لكان الإنسان يمشي في الطريق تقطر منه الفضلات والبول —أعزكم الله— فتتسخ ملابسه ثم يلازمه الذباب فينتشر الدود الأبيض في ملابسه وتكثر الأمراض ويظهر الطاعون وتهلك دول كاملة.

وتسائل:  كيف كان الإنسان سيعاشر زوجته لو كانا بتلك الحالة والفضلات تقطر منهما أليس يستحيل الأمر فتفسد العلاقة الجنسية وينقطع نسل البشر؟ انظر فضل هذه الصمّامات الصغيرة على مصير الجنس البشري! وإني كلّما تأملتُ في الأمر نبعت مزيد من الفضائل لنعمة واحدة فقط، فكيف ببقية النعم الغامرة؟

وأردف: انظر إلى لطف الإله فإنّ تلك الصمامات متصلة بالجهاز العصبي الإعاشي —اللإرادي— والإرادي معا، فتعمل تلقائيا دون حاجة للتحكم فيها، ثم إذا أراد الإنسان التفريغ كانت الغلبة لأوامر الجهاز الإرادي على الإعاشي، ولولا ذلك لاستلزم على الإنسان أن يركّز على شدّ تلك الصمامات في كلّ لحظة، ولو غفل للنوم أو الدراسة أو قيادة السيارة انفلتت فوسّخ نفسه!

وأكمل: لو سردنا تفاصيل عمل هذه الصمّامات وكيف أنها ترسل التقارير في كلّ لحظة إلى الجهاز العصبي، وكيفية انفتاحها آليا عند قدوم الطعام إليها، وإرسال الجهاز العصبي الإعاشي لأوامر لها كلّ ثانية لتبقى مشدودة بإحكام أثناء النوم، لعرضنا قدرا عظيما من التفاصيل والتفاعلات الكيميائية يحتاج ذكرها مئات الكتب الأكاديمية، وكثير من التفاصيل مازال غامضا إلى اليوم!

واختتم: كيف بي إذا أوقفني ربي يوم القيامة فسألني يا عبدي وهبتكَ هذه النعمة فتمشي وتنام وتصلّي وتركب السيارة وتمارس الرياضة وتعاشر زوجتك نظيفا فهل شكرتها؟ ونعمة السمع التي فيها طبلة الأذن بحساسية عظيمة لدرجة أنها أحيانا من أجل أن تسمع أصواتا خافتة جدا فإنها تهتز بمقدار ضئيل يصل إلى عُشر قطر ذرة الهيدروجين أي جزء من مليار من السنتيمتر هل شكرتها؟ وباقي النعم التي لا تحصى في الجسم فقط ناهيك عن فيض النعم في الأرض من فواكه ومعادن؟ ليجهّز كلّ واحد منا جوابا لذلك اللقاء!

 

تعليقات