الشاعر "عبده الزراع" لـ"جداريات": تجربتي الشعرية تتماس مع تجربة جاهين

  • معتز محسن
  • الإثنين 14 أكتوبر 2019, 6:02 مساءً
  • 1362
الشاعر عبده الزراع ومحرر جداريات

الشاعر عبده الزراع ومحرر جداريات

هو شاعر وكاتب للأطفال يسعى دائمًا للرقي في عالم الكبار عبر القصيدة العامية، ويسعى للأمل والحياة النقية عبر كتابته للطفل من خلال تجواله الإبداعي والوظيفي في عالم الكتابة، مستعينًا بروحه الشفافة لعالم أكثر نقاءً عبر قافية العامية، وعبر خشبة المسرح لشباب الغد، متمنيًا أن تتحول مجهوداته الجادة في المستقبل إلى واقع ملموس يزيح النقاط السوداء عن جبين البشرية، إنه الكاتب والشاعر "عبده الزراع" الذي كان له مع "جداريات" هذا الحوار.

نريد أن نعرف نبذة مختصرة عن الكاتب عبده الزراع.. فماذا تقول؟

شاعر، كاتب أطفال وباحث في الفلكلور والإنثروبولوجيا، حاصل على بكالوريوس الإعلام جامعة القاهرة، دبلومة من معهد الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون ودبلومة أنثروبولوجي ثقافي بجامعة القاهرة وتمهيدي ماجستير في الأنثروبولوجيا الثقافية وعضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر وعضو مجلس إدارة جمعية الأدباء وعضو أتيليه القاهرة للكتاب والفنانين وعضو منتسب لنقابة الصحفيين.

ترأست رئاسة تحرير مجلة "قطر الندى" للأطفال التي تصدرها الهيئة المصرية لقصور الثقافة ورئيس شعبة أدب الأطفال باتحاد الكتاب وعضو لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة ، حصلت على جائزة الدولة التشجيعية لشعر الأطفال لعام 2003.

ما أهم الأعمال الإبداعية لعبده الزراع؟

صدر لي تسعة دواوين شعرية للكبار منها: "البندق طاش رشاش على شعري" ، "أخر حكايات سهراية"، "الراجل اللبيهذي"، "الولد الوردة"، "بروازعلى حيطة مايلة".

صدر لي في أدب الطفل 25 كتابًا ما بين المسرح والشعر والقصة، علاوة على عدة كتب نقدية وبحثية.

من هم الذين أثروا في قريحتك الشعرية؟

في البداية تأثرت بشعراء العامية الكبار الذين تعلمت على دواوينهم وقرأت ما أنتج من دواوينهم الشعرية مثل: "بيرم التونسي" ، "فؤاد حداد" ، "صلاح جاهين" ومعظم شعراء الستينيات مثل: "سمير عبد الباقي"، "عبد الرحمن الأبنودي"، "زين العابدين فؤاد" و"سيد حجاب".

كان أقرب الشعراء لقلبي "صلاح جاهين" وأعتقد أن تجربتي الشعرية تتماس مع تجربة جاهين.

لماذا توجهت لشعر العامية؟

بدأت الفصحى ثم كتبت "مسرح وقصص" إلى أن وقع تحت يدي ديوانين لشعر العامية، الأول الأبنودي "وجوه على الشط" والثاني لسمير عبد الباقي "ورد على خد موسكو" فهذان الديوانان أثرا فيَّ كثيرًا مما أدى إلى تحولي لتلك النوعية إلى جانب دواويني للأطفال التي كانت تصدر متتابعة مع دواويني العامية والتي وصل عددها إلى 17 ديوان للأطفال.

 مَن مِن كتاب الأطفال الذين أثروا فيك؟

قرأت معظم كتابات "عبد التواب يوسف" و"يعقوب الشاروني" و"الإبراشي" و"كامل الكيلاني" وأحببت جدًا الكاتب الدانماركي الكبير "هانز كريستيان أندرسون" حيث تعلقت بحكاياته الخرافية والعجائبية وأعجبت بقصائد "وليم بليك" الشاعر البريطاني، وأحببت شعر السوري "القيسي" والعراقي "فاروق سالوم" و"علي الشرقاوي" من البحرين ومن مصر "أحمد سويلم" و"أحمد زرزور" و"أحمد فضل شبلول" و"أحمد الحوتي" وغيرهم من الشعراء والأدباء.

كيف ترى أدب الطفل الآن؟

بلا شك هناك نهضة كبيرة واهتمام بأدب الطفل لم تكن موجودة من قبل وأيضًا هناك اهتمام بنشر كتب الأطفال سواء كانت قصصًا أو روايات أو أشعارا من خلال مؤسسات الدولة الثقافية متمثلة في الهيئة العامة للكتاب التي تصدر العديد من سلاسل كتب الأطفال مثل: "سنابل" التي أدير تحريرها، وسلسلة "3 قصص" وأيضًا الكتب المترجمة إلى جانب النشر العام لكتب الأطفال في الهيئة وأيضًا سلسلة كتاب "قطر الندى" في هيئة قصور الثقافة وإصدارات المركز القومي لثقافة الطفل المتنوعة لأدب وثقافة الأطفال، بالإضافة إلى الندوات والمؤتمرات التي تقام من خلال اتحاد كتاب مصر "شعبة أدب الأطفال" والمركز القومي لثقافة الطفل ومركز بحوث توثيق أدب الأطفال.

رغم كل هذه المجهودات الكبيرة، لكن مازال كُتاب أدب الطفل في مصر والعالم العربي يستفيدون من الحكايات التراثية كـ"كليلة ودمنة" و"ألف ليلة وليلة" والقصص المتداولة في الكتب ولم يكن هناك تجديدًا بمعنى أننا لازلنا ندور في فلك القديم وكتابة الخيال العلمي للأطفال شبه غائبة على الرغم من أهميتها وهذا ما يميز الكتابات العالمية المترجمة التي نقرأها في مصر.

ما الدافع الذي جعلك تكتب للطفل؟

 كنت أعد نفسي لكي أكون كاتبًا من كبار شعراء العامية فقط ولم يدر بخلدي في يوم من الأيام أن أكون شاعرًا وكاتبًا للأطفال إلا أن المصادفة لعبت دورًا كبيرًا في توجيهي إلى الكتابة للطفل حينما عينني الكاتب الكبير "محمد السيد عيد" سكرتيرًا لتحرير مجلة "قطر الندى" وكان من مهام عملي أن أقرأ القصص والسيناريوهات والأشعار التي ترد للمجلة.

أحببت هذه الكتابة لدرجة أنني توقفت عن الكتابة للكبار لفترة من الزمن وتفرغت للإطلاع على معظم منجزات كُتاب أدب الطفل الكبار سواء على مستوى مصر والوطن العربي والعالمي ، لأكتشف نفسي في هذه الكتابة وبدأت أكتب القصائد والقصص والمسرحيات للأطفال وأصبح لدي أكثر من عشرة عروض مسرحية على مسرح الثقافة الجماهيرية والمسرح القومي للأطفال وكتبت العديد من أغاني المسرحيات ومسلسلات الكارتون وأصبح لي منجز في أدب وثقافة الأطفال علاوة على مشاركتي بمعظم فاعليات ومؤتمرات تقام بمصر والوطن العربي مع مشاركتي بالمهرجان القرائي بالشارقة سنة 2015 وكان لي ورقة بحثية بها.


  كيف ترى أدب الطفل من التعبير عن القضايا العربية المعاصرة الآن؟

كما أسلفت من قبل بأن كتاب الأطفال ما زالوا يدورون في فلك القديم إلا عددا قليل من الكتاب ، فهم لم يهتموا بالتركيز على الحياة السياسية والعربية إلا عبر الشعر الذي عبر عن الوضع العربي الراهن وما يدور فيه من صراعات وثورات وحروب.

يجب على كاتب الأطفال أن يراعي من خلال كتاباته، سواء كانت قصصًا أو روايات ما يدور على الصعيد العربي من حراك سياسي حتى يكون الطفل متابعًا جيدًا على الصعيد العربي.

متى نستطيع أن نشعر بعالمية أدب الطفل العربي؟

لا شك أن لدينا كتابا كبارا حصلوا على جوائز عالمية سواء على مستوى الكتابة أو الرسم ، كاتبنا "عبد التواب يوسف" حصل على جائزة الملك فيصل العالمية وأيضًا الكاتب الكبير "أحمد نجيب" وحصل الفنان "صلاح بيصار" على الجائزة الشرفية من معرض فرانكفورت الدولي عن كتابه "محمد رسول الله" ووضع بالواجهة الأمامية للمعرض.

كيف يستطيع أدب الطفل أن يواجه تشويه صورة الإسلام حاليًا؟

لدينا إشكالية كبيرة وهي ترجمة الأدب الغربي للعربية ولا توجد الترجمة العكسية إلا نادرًا من خلال العلاقات الشخصية ببعض المستشرقين حيث ترجمت أعمال يعقوب الشاروني بدولة إسرائيل فالترجمة في إسرائيل مقدارها كمقدار الترجمة بالعالم العربي أجمع.

أعلم أن الموضوع مكلف بالنسبة للترجمة ولكن علينا أن نشحذ الهمم ونكلف الترجمة ماديًا وعمليًا وفكريًا حتى نواجه الغزو الفكري الذي يحاصر الطفل عبر وسائل تكنولوجية عديدة ، لأن المسألة أصبحت مسألة تحدي في الإبقاء على الهوية العربية والإسلامية.

ألم تفكر في كتابة سيناريوهات أفلام للطفل؟

سؤال مهم أشكرك عليه، للأسف كان بمصر مهرجان لسينما الأطفال وصل عمره لعشرين عامًا، ألغي للأسف الشديد دون إبداء أسباب محددة، فالمهرجان كان دوليًا احتفى بالسينما الأوروبية والآسيوية والأفريقية رغم معاناته من غياب الفيلم المصري عدا أفلام قليلة أنتجت وهذا يؤكد على غياب دور الدولة في إنتاج أفلام ومسلسات الطفل الآن.

نحن في حاجة لعودة إنتاج أعمال الأطفال بين الفيلم والأغنية والمسلسل كما كان في الماضي عبر قطاع الإنتاج وصوت القاهرة التي أنتجت أجمل الدرر من كلاسيكيات الأعمال الفنية للأطفال.

  من هم أفضل الوجوه الطفولية التي ظهرت على شاشة السينما والدراما التليفزيونية؟

هناك نجوم من الأطفال برزوا في الساحة الفنية، فهناك من أكمل المسيرة وهناك من اتجه لمجالات أخرى، فمن الوجوه الطفولية التي لن ننساها: "سليمان الجندي"، "فيروز" ، "نيللي"، "وجدي العربي"، "لبلبة"، "محسن محي الدين"، "أحمد سلامة" ، "دينا عبدالله" و"إيناس عبدالله".

 ما هو مستقبل أدب الطفل في ظل تحديات الصراع الدائر في المنطقة؟

أدب الطفل أراه يتنامى بشكل كبير في العالم الكبير وأصبح هناك تنافسًا كبيرًا بين الدول لسحب البساط من تحت أقدام مصر الثقافية والشارقة أصبحت جاذبة للمثقفين العرب لتعدد المهرجانات الثقافية.

من هنا أناشد الدكتو هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب، أن يخصص معرضًا لكتب الأطفال كما كان موجودًا في الماضي وكان مهمًا بلاشك، فمعرض كتاب الطفل كان عيدًا ذهبيًا في أعياد الطفولة وكنت أحد المسئولين عن أنشطة الطفل في معرض الكتاب للكبار، وأقمنا فعاليات مهمة، إلا أننا كمهتمين بهذا الفرع نطمح في أن يعود المعرض لكتب الطفل لكي يكون مستقلاً عن معرض الكبار.

تعليقات