مناعة إيمانية| ما هي مظاهر التسليم لله تعالى؟.. هيثم طلعت يرد

  • جداريات Jedariiat
  • الأحد 02 يوليو 2023, 8:35 مساءً
  • 403
هيثم طلعت

هيثم طلعت

رد الدكتور هيثم طلعت، الباحث في ملف الإلحاد، على سؤال: ما هي مظاهر التسليم لله تعالى؟ خلال حديثه في كتاب "مناعة إيمانية".

وأوضح علامات الاستسلام لله تعالى أربع وهي: العبودية لله في كل صغيرة وكبيرة في حياتك، قال تعالى {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦٢﴾ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٦٣﴾} سورة الأنعام.

وتابع: "كل شيء أفعله لله، فأنا أصلي لله، وأطيع والديَّ لله، وأذاكر وأتعلم حتى أنفع الناس لله، وأنام حتى أكون أقوى في الغد على فِعل ما أمرني الله به، فهي عبودية لله في كل عمل، وهذه أولى مظاهر وعلامات التسليم لله".

وذكر أن العلامة الثانية حتى تكون مستسلمًا لله تمام الاستسلام: هي اتباع ما أمر الله به واجتناب ما نهى عنه، قال ربنا سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ} ﴿٢٠﴾ سورة الأنفال، وقال عزَّ وجلَّ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} ﴿٢٠٨﴾ سورة البقرة

وأشار إلى أن معنى ادخلوا في السلم كافة "أي التزموا بكل ما أمر به الله وانتهوا عما نهى عنه، أمرني الله بشيء أفعله، نهاني عن شيء أنتهي عنه، فهذا هو تمام الاستسلام والانقياد لله".

 

وأوضح أن العلامة الثالثة على التسليم لله هي أن: نُسَّلم بتحكيم ما شرع الله، فنرضى بشرعه ونقبل به، ونقبل بكل تشريع إلهي ولا ننكر مثلا حد السرقة -وهو قطع اليد- بل لابد أن نرضى بشرع الله، لأنَّ الله يعلم ما يُصلِح خلقه، ويعلم أنَّ في هذه الحدود طهارة للمجتمع {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} ﴿١٤﴾ سورة الملك، وقال سبحانه {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا} ﴿٥٠﴾ سورة المائدة.

 

وأكد على أن الله هو الذي يعلم ما يصلح الناس في دنياهم وفي آخرتهم، وتطبيق شرع الله يُطهر الناس ويجعلهم يعيشون في أمان.

 

واستطرد: ذهب رجل يزعم أنه مؤمنٌ بالله وبما أُنزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى كعب بن الأشرف اليهودي ليحكم له في قضية من القضايا، بدلاً من أن يذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خوفًا من أن يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم بحكمٍ لا يعجبه، فذهب لليهودي أملاً في حكم يعجبه، فنزل قول الله تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} ﴿٦٠﴾ سورة النساء.

 

وأكمل: إذا كنت مسلمًا منقادًا لله فعليك أن تلتزم بشرع الله، وأن تُسلم بحُكم الله ولو أتى حكمُ الله على غير هواك، لا أن تترك شرع الله وتذهب ليهودي ليحكم لك في قضيتك من أجل أن يرضيك، مشيرا لقول الله عز وجل في الآيات التالية: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّـهِ} ﴿٦٤﴾ سورة النساء، فالله لم يرسل الرسل حتى نتركها ونحتكم إلى شرع غيرها، ثم يختم الله عز وجل الدرس من هذه الحادثة وأشباهها بآيةٍ هامة تبين ضرورة الخضوع للاحتكام لشرع الله، قال ربنا عز وجل {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} ﴿٦٥﴾ سورة النساء. لابد من التسليم التام لما شرع الله فالتسليم لشرع الله من علامات الانقياد للإسلام!

 

أما العلامة الرابعة على التسليم لله تعالى فهي: التسليم لأقداره، فكل شيء قدَّره الله سبحانه بحكمته وبالتالي فالمسلم يستسلم لله في كل أقداره ... في الخير والشر، إن أصابت المسلم سراء شكر، وإن أصابته ضراء صبر، ولو رزقك الله طعامًا أو رزقًا حسنًا أو بيتًا جميلاً أو نجاحًا في الدراسة أو صحةً في البدن أو أهلاً طيبين تشكر الله، وولو أصابت المسلم ضراء من مرض أو فقر أو خوف أو بلاء أو هَم، صبرَ على هذه الضراء واستعان بالله، فهذا حال المسلم المنقاد المستسلم لربه سبحانه، فكل شيءٍ بتقدير الله عز وجل: الصحة والمرض والغنى والفقر، وكل شيء بتقديره وحكمته، وعلى المسلم الرضا بالأقدار لأن الله هو الذي يُقدِّرها: يؤكد هيثم طلعت.

 

تعليقات