هل الكائنات الحية رُباعية الأبعاد؟
- الأربعاء 27 نوفمبر 2024
هيثم طلعت
رد الدكتور هيثم طلعت، الباحث في ملف الإلحاد، على سؤال: أريد مثالاً على حكمة الله؟
وقال في إجابته
في كتاب "مناعة إيمانية".. هل فكرتَ يومًا في البذرة التي تلقيها
جانبًا بعد أن تأكل الفاكهة اللذيذة؟ هذه البذرة التي عادةً ما تكون جافة
وصُلبة وطعمها مرٌ ولا رائحة لها ولا نحبها أبدًا، هذه البذرة لو اعترَضَت وقالت
لماذا يكون مذاقي سيئًا ويزهدني الناس؟
وتابع: هل
تتخيل ماذا سيحصل لو صار طعمها حلوًا؟ ستنتهي النباتات من العالم وينتهي
الحيوان وينتهى الإنسان، لأن هذه البذرة بداخلها كتالوج ضخم
جدًا اسمه الشفرة الوراثية، هذه الشفرة الوراثية لو وضعت في التربة سوف تصبح شجرة
ضخمة تأتينا بثمارٍ جديدةٍ وهكذا، أما لو تحولت البذرة إلى نفس طعم الثمَرة وصار
طعمُها شهيًا وأكلها الناس فلن تتجدد النباتات مرة أخرى لأن البذور التي سيأتي
منها النبات تم استهلاكُها، وبالتالي ستختفي كل النباتات مع الوقت وسيختفي الحيوان
بالتبعية والإنسان كذلك.
وأردف: فالله
لأنه حكيم ولأنه عليم ولأنه قدير جعل هذه البذرة بلا طعم بل وهي مؤلمة للأسنان لو
حاولت أن تأكلها وطعمها مرٌ في الغالب، كل هذا حتى يزهدها الناس، فيلقونها بعيدًا
فتأتي بعد سنوات بأطيب الثمر.
وأكد أن الشفرة
الوراثية داخل البذرة عبارة عن شريط ضخم جدًا من المعلومات، لو وُضعت هذه
المعلومات بجوار بعضها البعض فإنها قد تصل إلى مئات الملايين من الحروف في كل خلية
من خلايا هذه البذرة.
وواصل: إنها معلومات دقيقة مرتبة أودعها الله في هذه البذرة الصغيرة فما أن توضع في الأرض حتى يشاء الله بقدرته ورحمته أن تتحول هذه المعلومات داخل البذرة إلى شجرة عملاقة.
وبين أن كل هذا
العالم مُسخَّرٌ لله مستسلمٌ له منقادٌ لتدبيره وأمره، يدبره الله كيف شاء بحكمته
وإلا لفسد العالم بما فيه "وأنت أيضًا أيها الإنسان مطالبٌ
بالاستسلام لله، وإلا كنت الكائن الوحيد الجاحد في كون مسلم لربه".