إذا كان الإسلام هو الاستسلام لله فماذا تعني عبودية الاستسلام؟.. هيثم طلعت يرد

  • جداريات Jedariiat
  • الأحد 25 يونيو 2023, 8:37 مساءً
  • 328
الدكتور هيثم طلعت

الدكتور هيثم طلعت

رد الدكتور هيثم طلعت، الباحث في ملف الإلحاد، في كتابه "مناعة إيمانية" غلى سؤال: إذا كان الإسلام هو الاستسلام لله فماذا تعني عبودية الاستسلام؟..

 وبين أن عبودية الاستسلام تعني أن: يُسْلم العبد نفسه لله, فيخضع لله وينقاد له بالطاعة، ويُذعن لخالقه ومولاه، مشيرا إلى قول الله تعالى {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ} ﴿٢٢﴾ سورة لقمان.

وتابع: تسلم وجهك لله أي تنقاد له، فهو الذي رزقك وتفضَّل عليك، فقد رزقك الله وأنت في بطن أُمك بما يقويك ويُنمي أنسجتك بلا نقص ولا زيادة، وأنت بلا حول ولا قوة، وهو سبحانه يرزق النبات، مع أنَّ النبات في مكانه لا يغادره، ومع ذلك يأتيه رزقه بمقدار، وهو عزَّ وجلَّ يرزق الدواب والطير، ويُدبر أمر كل هذا العالم بكل ما فيه منذ خلقه، ويُدبر أمرك، ويُدبر كل شيء وله مُلك كلِ شيء.

وشدد على أن العالم كلُّه مستسلم لله مِلك لله، وكل شيء في العالم يسير وفق النواميس التي أودعها الله فيه، لافتا لقول الله {وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} ﴿٨٣﴾ سورة آل عمران.

وأكد الباحث في ملف الإلحاد على أن الكون كله مُسلِمٌ لله خاضعٌ له سبحانه، ووالإنسان خُلِق ووُجد في هذا العالم ليُكلف ويُختبر ويُمتحن، هل يخضع لله كما خضعَ له وأسلَمَ كل شيء أم سيعاند ويستكبر؟، موضحا أن معنى الاستسلام لله: الخضوع التام له وحده، فكل ما يأمر به الله يفعله المسلم: أمرني الله بالصلاة... إذن أُصلي، أمرني ببر والديَّ... إذن أبرُّهما، أمرني بفعل الخير... إذن أفعله، وكل ما ينهى عنه الله ينتهي عنه المسلم: نهى الله عن الكذب... إذن لا أكذب، نهى عن الغش... إذن لا أغش، نهى عن الكلام الفاحش... إذن أنتهي، وبهذا يكون الإنسان مسلمًا لله ككلِ ما حوله من الكائنات.

 وأردف:  الذي يميز الإنسان عما حوله، أنَّ كل ما حوله مسلمٌ بلا إرادةٍ منه، فالحجر والشجر والدواب الكلُ مسلمٌ لله بغير إرادة، أما أنت فمسلمٌ لله بإرادتك، متابعا: "انظر لهذا الكون العظيم الضخم المهول بما فيه من أفلاك ونجوم وكواكب وشموس وأقمار، الكل مستسلمٌ منقادٌ لله, يسير وفق تدبير الله, يسير وفق القوانين التي أودعها الله ووفق تقدير الله"، ومشيرا لقول ربنا عز وجل {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} ﴿٢﴾ سورة الفرقان.

واختتم حديثه مؤكدًا أن كل شيءٍ خاضعٌ مستسلمٌ لله، منقادٌ لذي الجبروت والإنعام سبحانه، فكن أنت أيضا مستسلمًا منقادًا لله، مردفا: "لا تجعل الأحجار والجبال والدواب أفضل منك عند الله، ولو أنت استسلمت لله كنت أفضل ما في خلقه، لأنك أسلمت لله بإرادتك، وولو لم تستسلم لله لصارت الأحجار والصخور والحشرات والحيوانات أفضل منك عند الله، فهي كلها مسلمة خاضعة له، فلا تكن أنت الكائن الوحيد الجاحد المتمرد في كونٍ كله خاضعٌ لله".


تعليقات