رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

هشام عزمي: التداخل بين الدين والعلم أمرٌ واقعٌ وحقيقةٌ قائمةٌ

  • جداريات Jedariiat
  • الأحد 25 يونيو 2023, 3:56 مساءً
  • 222
الإسلام والعلم

الإسلام والعلم

قال الدكتور هشام عزمي الباحث في ملف الإلحاد، إن التداخل بين الدين والعلم أمرٌ واقعٌ وحقيقةٌ قائمةٌ، وليس التعامل معه وتناوله بإنكاره أو تجاهله، بل ينبغي أن يكون للمسلم الفاهم منهجية سليمة لتناول هذا التداخل خصوصًا عند التعارض سواء كان هذا التعارض حقيقيًا أو غير حقيقي.

وتابع في كتابه "الإسلام والعلم" قائلا إنه قبل أن نخوض في تداخل الدين والعلم لا بد من بيان قواعد منهجية غاية في الأهمية، وهي:

القاعدة الأولى: مصادر المعرفة متنوعة: منها الحس، ومنها العقل، ومنها خبر الوحي، أو كما يقول ابن تيمية: «العلم إما نقلٌ مصدقٌ عن معصوم، أو قولٌ عليه دليلٌ معلومٌ»، يعني العلم إما نقل مصدق عن معصوم؛ أي: نبي، نقل من الوحي، أو قول عليه دليل معلوم؛ أي: دليل من الحس أو المشاهدة المباشرة أو التجربة أو العقل، شيء دلّ عليه الحس أو التجربة أو المشاهدة أو دلّ عليه العقل.

 

فهو إما خبر الوحي الصادق الموثوق، أو ما ثبت بالدليل سواء كان دليلاً عقليًا أو دليلاً حسيًا، ويدخل في الدليل الحسي التجارب والمشاهدات والاكتشافات العلمية. وقد يكون العلم مزيجًا مما سبق؛ كأن يكون مثلاً نظرية تفسيرية لبعض المشاهدات العلمية من وضع عقول بعض العلماء، أو استنباطًا عقليًا من بعض نصوص الوحي من اجتهاد بعض علماء الدين، فهذا كذلك من مصادر المعرفة المعتبرة. أن يكون هناك مزيج مثلاً من العقل وخبر الوحي، أو أن تأتي على مشاهدة علمية حسية وتستخرج منها أو تستنتج منها نظرية علمية معينة؛ نظرية تفسيرية (مزيج من الحس والعقل). فهذه أيضًا من مصادر المعرفة. فمصدر المعرفة قد يكون حسيًا فقط أو عقليًا فقط أو خبريًا فقط، وقد يكون مزيجًا من هذا وذاك.

القاعدة الثانية: مصادر المعرفة متفاوتة في قوتها؛ فهناك مصادر تفيد اليقين والجزم القاطع، وهناك مصادر ضعيفة ليس لها اعتبار، وبين المرتبتين نطاق واسع من القوة إلى الضعف، فمنها ما يغلب الظن على صحته، ومنها ما يغلب الظن على عدم صحته، وهكذا.

المقصود أن مصادر المعرفة مع تنوعها في الأصل (العقل أو الحس أو مزيج بينهما كالخبر) متنوعة كذلك في إفادة العلم القاطع الجازم المؤدي لليقين، فالمشاهدات العلمية المباشرة مثلاً أقوى في حجيتها ودلالتها من النظرية العلمية التي استنبطتها عقول العلماء لتفسير المشاهدات والظواهر الطبيعية، كذلك نص الوحي المباشر أقوى في حجيته ودلالته من اجتهاد العلماء واستنباطهم العقلي من النصوص.

القاعدة الثالثة: مصادر المعرفة كلها لا يمكن أن تتناقض وتتعارض وتتضارب، لماذا؟ لأنها كلها ذات أصل واحد وهو العلم الإلهي الذي يتجلى في المخلوقات من جهة وفي الوحي من جهة أخرى، فالمخلوقات المشاهدة والتي هي من مصادر المعرفة والعلم الطبيعي التجريبي هي من خلق الله، أو بتعبير آخر: كتاب الله المنظور، أما الوحي النازل على البشر فهو كلام الله، أو بتعبير آخر: كتاب الله المسطور، ولا يمكن أن ينشأ التعارض بين الاثنين لأن أصلهما واحد، فالله تبارك وتعالى هو الذي خلق المخلوقات وهو الذي أنزل الوحي والكتاب، ولا يمكن أن يتعارض الاثنان أبدًا.

لهذا فإشكالية تعارض العقل مع النقل أو تعارض العلم مع نصوص الوحي ليست موجودة في الإسلام، لأن التعارض نفسه غير ممكن، لكن قد ينشأ التعارض من الغلط في فهم كلام الوحي أو الغلط في تفسير المشاهدات الطبيعية.

ويمكنك قراءة الكتاب وتحميله من هـــنـــا.

تعليقات