البحوث الإسلامية: نحتاج لتحويل العلم لواقع عملي وميداني يدفع المجتمع لمزيد من الرقي

  • جداريات Jedariiat
  • الخميس 22 يونيو 2023, 10:05 مساءً
  • 168

قال الدكتور نظير عيَّاد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إننا أمام موضوع يتعلق بشقين الأول: بالثروة الحيوانية، والثاني: يتعلق بسلامة الغذاء، وكلاهما إن لم يرتبط ارتباطًا مباشرًا بمقاصد الشريعة الإسلامية، فإنه يرتبط بجزء كبير من هذه المقاصد التي اشتملت عليها هذه الشريعة وهي:حفظ الدين، والنفس والنسل، والعقل، والمال.

أضاف عيّاد خلال كلمته بمؤتمر: "حماية الثروة الحيوانية وسلامة الغذاء"، والذي تنظمه المؤسسة المصرية العربية للاستثمار والابتكار والتنمية الصناعية، أنه إذا توقفنا أمام موضوع المؤتمر نجد أنه يرتبط بأربع مقاصد من هذه الخمس، حيث يتربط ارتباطًا وثيقًا بالدين خصوصًا وأن الدين في حقيقة أمره إنما جاء ليحقق الصلاح للعباد في الدنيا والآخرة، ومع هذا وجدنا دعوات متعددة تحاول أن تعمل على تقليل دوره باتهامه مما ليس فيه عندما ترى أنه يقف من الحيوان وقفة الظالم المعتدي على حقه في الحياة، مع أن الأمر على خلاف ذلك تمامًا، فيأتي هذا اللقاء ليكشف عن حقيقة مهمة ونظرة مستقيمة تتعلق بدفع تلك الاتهامات الباطلة التي تحاول أن تجعل من الدين مصدر استبداد ومصدر عداء لكل ما هو في الكون.

وأشار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إلى أن الإسلام كدين بل وكل الشرائع السماوية نظرت إلى الحيوان نظرة مستقيمة استنادًا إلى قانون يعرف بقانون التخسير، فالناظر إلى حقيقة هذا الكون يجد أنه اشتمل على عناصر أربعة الإنسان، الحيوان، النبات، الجماد، وأنه استنادًا إلى قانون التسخير الإلهي فإن سنة الله -تبارك وتعالى- اقتضت أن يُسخر الأدنى للأعلى لكن هذا القانون لا يراد منه التعذيب أو التكليف بما لا يطاق، لأن الله -عز وجل- نهى عن ذلك فيما جاء في القرآن الكريم، وفيما دعت إليه السنة النبوية، عندما أشار  -تبارك وتعالى- إلى وظيفة الدواب وأنها جاءت مساعدة للإنسان على تحقيق مراد الله تبارك وتعالى في الاستخلاف في الأرض، فقال تعالى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}.

وبيّن الأمين العام أنه إذا نظرنا إلى علاقة هذا المؤتمر بالمقصد الثاني وهو العقل، لوجدنا أن العقل نعمة عظيمة ومنة كبيرة تميز بها الإنسان عن سائر المخلوقات، ومن بين قوانين العقل أنه يبحث عن الصالح ويفر بصاحبه من السيئ والفاسد، ومن الأمور الفاسدة التي تدل على عدم حسن الإدراك أن يستخدم الإنسان الأدوات التي سخرت له في غير ما أعدت له، ويخرج بها عن نطاقها ويدفع بها إلى غير مراد ربها، لهذا لا غرابة أن نتوقف أمام الحديث الشريف الذي يقبح هذا الفعل، وغياب عقل تلك المرأة التي حبست قطة فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.

أوضح عياد أن المقصد الثالث حفظ النفس التي أمر الله -تبارك وتعالى- بحفظها فقال تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم}، واستنادًا إلى القاعدة الشرعية لا ضرر ولا ضرار، يأتي هذا المؤتمر ليرتبط بسلامة الغذاء وحفظ النفس من خلال النظرة المتأنية إلى طبيعة هذا المخلوق وعدم تكليفه بما لا يطيق وعدم إلزامه بما يخرج عن حدود قدرته واستطاعته، وبالتالي نهت الشريعة الإسلامية عن محاولة وضع بعض العناصر التي قد تدفع إلى تسمين الحيوان في غير أوانه وفي غير موضعه مما يؤدي إلى مفاسد في جسد هذا الحيوان ثم تنتقل بعد ذلك إلى الإنسان، مضيفًا أن هذا اللقاء يرتبط بمقصد آخر وهو حفظ المال لأن المحافظة على الثروة الحيوانية والعمل على سلامة الغذاء لا شك أنه يوفر الجهد والمال.

 

تعليقات