كيف نوفق بين "لن يدخل أحد الجنة بعمله إلا بفضل الله ورحمته"، و"ادخلو الجنة بما كنتم تعملون"
- الأربعاء 27 نوفمبر 2024
قال الدكتور
هيثم طلعت، الباحث في ملف الإلحاد، إن أخطر إنسان في هذا العالم،
هو ملحد يُخفي
إلحاده ورِدَّته عن الإسلام، ويبدأ في الهجوم على الجماعات الراديكالية المتطرفة،
ثم بعدها فجأةً تراه يُنشيء قناة صناعية يَسخط من خلالها على ثوابت الشريعة، ويسخر
من الدين.
وتابع: هذا
الكائن هو الشيطان متجسدًا، وهذا الكائن أخطر من الملحد ألف ألف
مرة، وهو أخطر كائن على المجتمع وعلى أمن الناس وعلى دينهم، وللأسف انتشر أمثال هذا الكائن اليوم.
وأردف: حذَّرت
سورة البقرة في بدايتها من الكافرين في آيتين: آية 6 وآية 7، ثم أتبعتها بـ 13 آية في التحذير من
أساليب هذه الكائنات، وبيان حيلهم ومكرهم وخدعهم التي يدخلون بها على المسلمين، و{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا
بِاللَّـهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} ﴿٨﴾ سورة البقرة، ولا عَلاقة لهم بالإيمان {يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} ﴿٩﴾ سورة البقرة.{فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ
فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا
يَكْذِبُونَ} ﴿١٠﴾ سورة البقرة.
وواصل: في
قلوبهم شك، لكذبهم على الله وعلى الناس، وتكذيبهم بما يرون من دلائل هذا الدين،
فزادهم الله شكًّا، ولهم عذاب شديد.{وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}
﴿١١﴾ سورة البقرة، ووإذا نُهوا عن الإفساد قالوا: نحن مصلحون...
نحن نريد تنقيح كتب التراث... نحن نريد تنوير هذه الأمة.{أَلَا
إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ} ﴿١٢﴾ سورة البقرة، فهم أصحاب الإفساد.{وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ
السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَـٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ}
﴿١٣﴾ سورة البقرة.
وفسر الآيات قائلا: وإذا قيل لهم: آمِنوا كما آمن سلف هذه الأمة... آمِنوا بما أجمعت عليه الأمة، قالوا أنؤمنُ كإيمان خِفافِ العقول؟ والحقُّ أنهم هم السفهاء، ولكنهم يجهلون ذلك، مردفا: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} ﴿١٤﴾ سورة البقرة، أي وإذا التقوا بالمؤمنين قالوا: نحن مثلكم مؤمنون.