باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
قال محمد سيد
صالح، الباحث في ملف الإلحاد، اليوم الأحد، إن الإلحاد يدعو إلى الفساد ونشره،
والإيمان يدعو إلى العدل والأمانة والحفاظ على حقوق الآخرين.
وتابع في منشور
على حسابه الرسمي على فيس بوك، أن الناس الذين يتصرفون بمعزل عن العدالة شريطة أن
يُحصنوا أنفسهم من العقاب، يعيشون بالتأكيد حياة أحسن من الناس العدول الأمناء، والسبب أن العدول لا يأخذون إلا حقهم
فقط، أما غير العدول فيأخذون كل ما يسعهم أن يأخذونه، فضلاً على أن العدول ينحازون
بمسؤولياتهم على حساب أنفسهم لأن العدل يتطلب من صاحبه أن يضحى بالمال والوقت
أحياناً، أما غير العادل فسيجد سبيلاً للتخلص من مسؤولياته متى كان التخلص منها في
مصلحته، فربما يُحَمّلها غيره ليرتاح هو من مشقتها.
وأردف: "مثلاً
لو وجدت شنطة ملقاة على الأرض فيها خمسة آلاف دولار، وبطاقة شخصية تدل على صاحب
الشنطة، فالعدل يطالبك بأن تبحث عن صاحب الشنطة من خلال قسم الشرطة أو السجل المدني
الذي يملك بيانات الناس، وهذا يحتاج إلى انتقالات من مكان لمكان وهذه الانتقالات
تحتاج لمالٍ وبعض من الوقت، وفى النهاية لن تستفيد شيئاً فالمال سيعود لصاحبه وأنت
لربما تأخرت على عملك".
وواصل: "أما
لو كنت غير أمين ستأخذ المال وتشترى الهاتف الذي تتمناه والملابس الجميلة والعطر
المميز، وإذا قال قائل أن الأمانة لها ثمرة ألا وهى
إعجاب الآخرين بك، وقربهم منك، ومعاملتهم الحسنة لك، فمن الممكن أن يتفادى الإنسان
هذا الأمر بشيء من المكرِ! تتظاهر بالعدل والأمانة لكنك من داخلك تكون غير عادل
وغير أمين، فتتلذذ مثلاً بقتل إنسان يُعكر صفوك في سبيل أنك ترتاح منه ثم تذهب
وتبكى في جنازته بل تأخذ أنت واجب العزاء بنفسك، ومن الممكن أن تسرق أموال جارك ثم
تذهب في الصباح لتبحث معه عن السارق، وهنا تكون سعدتَ بالمال واستفدتَ من خيانتك
وظلمك، وأيضاً جنيت ثمرة العدل من إعجاب الناس وسعادتهم بك بنفاقك ومكرك ".
وبين أن هذا
الفكر هو فكر بعضٍ من الفلاسفة السفسطائيين كـ ( ثراسيماخوس وغلوكون )، وفي الحقيقة في ظل التفكير المادي
الإلحادي هذا الكلام منطقي جداً، فما المانع إذا كنتُ آمن من العقاب أن أسرق وأقتل
وأغتصب واتلذذ بكل شهوات الدنيا على حساب غيرى، ما دمتُ سأموتُ وأصبح مجرد حفنة من
التراب واتساوى مع غيرى؟! ستقول لي: أين
إحساسك بالآخرين، أو شعورك بتأنيب الضمير أو ما شابه؟! أقول لك كل هذه المشاعر لا
قيمة لها مع الحياة المادية "المهم ماذا سأجنى أنا، وراحتي وسعادتي
أنا".
واختتم: أما
الإيمان بالله سبحانه ويوم الحساب والجنة والنار كل هذه أمور تجعل الإنسان يعرف أن
حياته لم تنته بعد موته، بل سينتقل إلى دارٍ أخرى يُرَد فيها المظالم لأهلها.
كما أن الإيمان بالله يجعل الإنسان يفكر في عدم ظلم الناس وإن كان بداخله يميل إلى ذلك خشية العقاب في الآخرة، ويعيد الإنسان لفطرته ويجعله يدرك أن هناك مشاعر لا تقاس بالنظرة الإلحادية المادية.