كيف نوفق بين "لن يدخل أحد الجنة بعمله إلا بفضل الله ورحمته"، و"ادخلو الجنة بما كنتم تعملون"
- الأربعاء 27 نوفمبر 2024
خطورة النسوية
قال محمد سعد
الأزهري، الباحث في شؤون الأسرة إنه على الزوجة أن تُدرك أن زوجها له ما ليس للأب
ولا للأم رغم مكانتهما، فهو رأس البيت، ودفء الجدران، ورمز البذل والاستقرار، مكانته
الشرعية محفوظة، وأن محاولات الغرب أو الحركات النسوية لإضعاف مكانته وكسر شوكته
ما هي في الحقيقة إلا إضافة المزيد من الهشاشة في حياتك، حيث تقلل مكانة الزوج في
نظرك حتى تعتقدين أنك أفضل بلا زوج، أفضل بلا تحكّم، فضل بلا مسئولية، أفضل بلا
المتسلطات الذكورية، وبالتالي يكون الانفصال الشعوري أولاً ثم
الانفصال الحقيقي ثانياً، وبعد سنوات تكبُرين وينشغل الأصدقاء ويموت الأقرباء
وتظلين بمفردك بلا زوج، ولا ولد، ولا أنيس.
وشدد في مقال نشره "مركز الفتح" على أن احترام المرأة
للحياة الزوجية يبدأ من احترامها لزوجها، وإعطاءه قدره، والاجتهاد في إرضاءه، حينها
سيُدرك الأبناء قيمة الأب، وتكبُر البنات على معرفة قيمة زوج المستقبل، لأن الأم
كانت مدرسة بحق في معاملة زوجها.
وتابع: "أنا أتكلم عن الزوج السوي، الذي ينجح
ويفشل، يخطئ ويُصيب، يجتهد ويُقصِّر، يفوز ويخسر، يسافر ويعود، يعصي ويتوب، يصعد ويهبط،
يتذكر وينسى، فهو إنسان يمر بأحوال
الإنسان ولكن أصله كريم، يعامل بالمعروف
وتعتريه الأخطاء".
وواصل: " بخلاف
هذا الزوج الذي يعاني من التسلّط والكبر، أو البخل والكذب، أو دوام الخيانة
وَالْفَجْر، فهؤلاء يفقدون احترام من معهم من الداخل وإن بدا لهم غير ذلك، فالشرع
يأمر بما تحبه القلوب وتهفو إليه بشرط أن يكون الطرف الآخر قد قام بما يجب عليه".
وأكد أن الزوج
الذي يعامل زوجته وأولاده بالمعروف ستحبونه ولن يبغضه إلا لئيم، والأب الذي يراعى
الله في أولاده سيحبونه وسيرفعونه فوق رؤوسهم لأنه كان أباً كما أراد الشرع، وكذلك
الأم والابن والبنت وغيرهما، فكل من أمر الشرع بودّهم وبرّهم وحفظ
مكانتهم فإن تصرفاتهم الجيدة تجبر من حولهم على احترامهم وتطبيق الشرع معهم كما
أُنزل، لأنهم كانوا أهلاً لذلك.
وأردف: كل من أمر الشرع بودّهم وبرّهم وحفظ
مكانتهم فإن تصرفاتهم السيئة والبغيضة كأب أو أم، أو كزوج أو زوجة تجعل من حولهم
في حيرة من كيفية القيام بالواجب الشرعي نحوهم، بل يجدون عنتاً وصعوبة في أن تكون
وجوههم غير كاشفةٍ لما في صدورهم، لأنهم يقومون بالبر أداء لواجبهم وليس حباً في
هؤلاء.
وشدد في ختام حديثه أنه على الزوجة معرفة قدر زوجها والقيام بما أمر
الله به تجاهها، وعلي الزوج أن يساعد زوجته عملياً في الوصول إلى ذلك بحسن خلقه
وأداءه لما أمر الله به، مردفا: "ليس معنى تقصير أحدهما مع الآخر أن
تكون المعاملة بالمثل، فالتقصير في الواجبات لا يبيح تقصير الطرف الثاني في
الواجبات، وخيرهما من يُدرك التمام".