الرد على شبهة أن النبي تلفظ بكلام يخدش الحياء

  • جداريات Jedariiat
  • الخميس 15 يونيو 2023, 04:41 صباحا
  • 635

قال محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، إن البعض يدعي أن النبي صلى الله عليه وسلم تلفظ بألفاظ تخدش الحياء مثل هذا الحديث: عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم قال له: لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت، قال: لا يا رسول الله، قال أَنِكْتَهَا لا يُكَنِّي ، قال: نعم فعند ذلك أمر برجمهفكيف للنبي أن يقول لفظ مثل هذا بهذا الوضوح، أليس هذا خدشاً للحياء؟!

وفي رده قال محمد سيد صالح إنه يستحيل أن يقول النبي لفظ خادش للحياء البتة فهو من علم الدنيا الأدب والحياء وهو الذى أخبرنا بقوله (لكل دين خُلق وخُلق الإسلام الحياء) وهو صلوات ربى عليه الذى قال ( الإيمان بضع وسبعون شعبه أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ).

وتابع: قد أخبرنا النبي أن التوحيد أعلا شعب الإيمان وإماطة الأذى أدنى الشعب وضرب لنا بالحياء مثلاً لباقية شعب الإيمان ليعزز لنا قيمة الحياء رغم أنه كان من الممكن أن يضرب لنا مثلاً بشعبه أخرى، وغيرها من الأحاديث الواردة عن الحياء وفضله، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختار وينتقى من الألفاظ أحسنها وأجملها وكان يُغلف الكلمات.

وهو الذى ربط قبول فريضة الحج بالكلام الطيب فلا يكون الحج مبروراً تمام البرّ حتى يُطيب صاحبه الكلام، ويبتعد عن بذيء الكلام والآثام ولذا لما قال عليه الصلاة والسلام: الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. قيل : وما بره ؟ قال : إطعام الطعام ، وطيب الكلام . ( رواه الحاكم وصححه والبيهقي في الكبرى ).

 

 

 

وبين أن الإسلام نزل بالعربية وهذه الكلمة هي عربية صحيحة وربما كلمة تكون في مكان ما غير مقبولة وفى أماكن أخرى مقبولة كلفظ ( خ و ل ) وهذه الكلمة تعنى بالعربية :  "عطيّة الله من النِّعَم والعبيد والإماءِ وغيرهم من الأتباع والحشم "(المعاني الجامع) في حين أنها في بلدنا مصر تعنى شيء غير لطيف فلا ذنب للغة إن استخدمت بالعامية في مواضع غير موضعها.. فكلمة (أنكتها) كلمة عربية صحيحة تعنى الغرس وكانت تستخدم عند العرب فعن على بن أبى طالب قال أن النبي كان ينكت بالعود في الأرض ونحن بالميقات.

وذكر أن هذه الحالة التي بالحديث هي حالة سيقام فيها حد من حدود الله وهو حد الزنا، والنبي صلى الله عليه وسلم قال ( إدرؤوا الحدود بالشبهات ) أى امنعوا إقامة الحد لو هناك شبهه أو شك حولها وهذا من رحمة وجمال الإسلام فكان النبي يستفسر منه في قضية رجم تتعلق بروح إنسان فكان لابد أن يقر الرجل بنفسه حتى يطمأن رسول الله بالحكم فسأله عدة أسئلة فقال له : لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت، وهنا يحاول رسول الله أن يتبين ويتيقن ويتثبت، حتى لا يظلمه. فلما قال الرجل لا، سأله النبي باللفظ الصحيح حتى يتأكد تأكد تام أنه تم الزنا بكامله وهذا من عدل الإسلام وكماله، ولأن الإسلام مدرسة ربانية فهنا يعلمنا أهمية التيقن والتدقق والتحري حتى لا يقع الحكم على أحد ظُلماً، وقد فعلها رسول الله من قبل مع شخص أراد أن يتطهر من جريمة الزنا فذهب لرسول الله وأقر له الزنا وأدار رسول الله رأسه عنه ثلاث مرات حتى قال له في الرابعة أمجنون أنت؟! لأنه من الممكن أن يتوهم الإنسان بشيء لم يفعله وبعدما تيقن من أمره فأمر برجمه صلوات ربى عليه.

واختتم بالقول أن الرسول هو الذى علم الدنيا الحياء فيستحيل أن يخدش الحياء بل كان يغلف الكلما.

وشدد على أن -الكلمة التي بالحديث صحيحة لغوياً وكان العرب يستخدمونها فلا ذنب للغة إن استخدمها أحد في موضع غير موضعها.

وأكد أن هذه قضية حد من حدود الله ويتعلق عليها مصير إنسان، فكان لابد من التدقق والتحري حتى يطمئن قلب رسول الله تجاه الحكم ولنتعلم حُسن الظن والتريث.

تعليقات