أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
قال الدكتور حسن
عبد الحميد وتد - أستاذ ورئيس قسم التفسير بكلية الدراسات العليا جامعة الأزهر، إن
أسباب الخطأ في التفسير يرجع إلى عدة أمور، أهمها اعتقاد المفسر معنى في عقله
فيحمل اللفظ القرآني عليه.
جاء ذلك خلال
محاضرته حول "الخطأ في التفسير - الأسباب والعلاج" ضمن محاضرات الدورة
التدريبية الشرعية المكثفة لأئمة وخطباء لبنان في دورتهم الثانية عبر الفيديو
كونفرانس، بمقر المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بالتعاون مع أكاديمية الأزهر
العالمية للتدريب.
وأشار الدكتور
وتد، إلى أن من أحد الأسباب التي تؤدي إلى التفسير الخطأ للنص القرآني أن يراعي
المفسر مقتضى الاستعمال اللغوي للمفردة اللغوية دون النظر إلى أي اعتبار آخر؛ إذ
إن كثيرا من كلمات اللغة العربية تعد إما من المشترك اللفظي وإما من باب الحقيقة
أو المجاز فيعمد المتكلم بغير علم إلى حمل اللفظ على أحد المعاني التي يمكن أن
تكون صحيحة في اللغة ولكن ليست مرادة في النص القرآني مثل قوله تعالى:
"وآتينا ثمود الناقة مبصرة"، فمن فسر كلمة مبصرة على أنها حال من الناقة
بمعنى أنها ذات عينيين تبصر بهما فهذا تفسير خاطئ بلا شك وإن صح تفسير اللفظ لغة،
لكن التفسير الصحيح للكلمة القرآنية في هذه الآية الكريمة أنها آية مبينة.
وأوضح الدكتور
وتد، أن العلاج يتمثل في هذه المقولة (لا تمكين إلا بعد التكوين) أي لابد أن يتحلى
من يتصدر لتفسير القرآن بالضوابط والشروط التي نص عليها العلماء؛ ليكون مؤهلا
لبيان مراد الله من كلامه إذ إن فاقد الشيء لا يعطيه، وهذه الضوابط والشروط نص
عليها الأئمة القدامى وتوافقت عليها الأجيال اللاحقة من العلماء حتى لا يزعم زاعم
أن هذه الشروط وليدة العصر قد وضعها العلماء المعاصرون للرد على المشوهين وأمثالهم.