ما الذي يثبت أن الله واحد؟ وما الذي يمنع أن يكون هناك عالم من الآلهة كلٌّ له خلقه؟

  • أحمد حماد
  • الأحد 11 يونيو 2023, 2:05 مساءً
  • 250

رد الباحث في ملف الإلحاد، محمد سيد صالح، على سؤال يروج له الملاحدة، يقول: ما الذي يثبت أن الله واحد؟ وما الذي يمنع أن يكون هناك عالم من الآلهة كلٌّ له خلقه؟

وقال في إجابته: ما الذى يدعوا الإنسان ان يفترض افتراضاً مثل هذا؟!

إما أن يكون هناك إله او لا يكون هناك إله، لكن ان يفترض الإنسان ان يكون هناك أكثر من إله هذا لا يتوافق مع افتراضه أصلاً، لأن افتراضه لوجود عدد من الآلهة كان نتاج اتطلاعه على الأديان السماوية فعلم أن هناك إله تدعوا له هذه الأديان.

ولو كان كذلك مصدقاً لهذه الأديان فعليه أن يقرأ قول الله تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) ( سورة الزمر /٦٢ ).

فالله أخبر عن نفسه انه خالق كل شئ، فكيف يخبر الله عن نفسه أنه خالق كل شئ ثم نجد آلهة تشاركه الكون لم يخلقهم ولم يقعه تحت مشيئته؟! وإن كان هذا السائل لا يؤمن بالأديان فعليه ان ينكر كل الآلهة من الأساس، لأنه لو ثبت أن هناك إله حتماً سيكون له دستور يتواصل به مع خلقه.

ولو كان هناك إله آخر أو آلهة كثيرة فلماذا لم يخبرون ويفصحون عن انفسهم؟! ولماذا تركوا إله واحد يفصح عن نفسه وعن وحدانيته دون ان يخبرون عكس ذلك؟! ، وهذا يتضح فى قول الله تعالى: ( …أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّه …). ( سورة النمل / ٦١ ). فلو كان مع الله آلهة أخرى لأجابوا على هذا السؤال وردوه.

وتابع: من نظر فى الكون البديع ودقته وثوابته يعلم استحالة أن يكون هناك أكثر من إله، لأن تعدد الآلهة يتطلب منهم ان يشتركوا جميعاً فى صنع هذا الكون، ولو اشتركوا جميعاً فى خلق الكون بما فيه لما شاهدنا هذا التناسق والدقة في المخلوقات، لأن كل إله سيضع شيئاً يراه هو صواباً.

وواصل: لو كان هناك أكثر من إله لما شاهدنا إدارة الكون بهذا الشكل الذي يسير في اتجاه واحد، حتماً كلٍ منهم سيتبع طريقاً غير الآخر في إدارة الكون.

وأكمل: نتخيل لو أن هناك سيارة بداخلها طارتين قيادة، وركبها قائدان ليقودونها، وأثناء قيادتهما للسيارة قابلهما صخرة كبيرة تتوسط اتجاه السيارة فما الذي سيحدث؟! سنجد من يريد أن يذهب بالسيارة نحو اليمين ليتفادى تلك الصخرة والآخر ربما يريد أن يذهب إلى اليسار، وخلافهما فى إرادتهما سيؤدى بهما إلى الاصطدام بالصخرة.

كذلك في إدارة الكون؛ لربما يريد إله شيئاً لا يريده الآخر، ويحصل بينهما خلافاً يؤدى إلى انهيار الكون.

وإذا قال قائل أنه من الممكن أن يحصل بينهما اتفاق لحكمة كلٍ منهما، فهذا الاتفاق يعنى أن احدهما سَلَّم لرأى الآخر، إذن أحدهما أضعف من الآخر ولا يتوافق الضعف من الألوهية، فالضعيف لا يستحق أن يكون إلهاً، والأقوى سيتعالى على الضعيف كما أخبر الله سبحانه على ذلك حيث قال: ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ). ( سورة المؤمنون/ ٩١ ).

واستطرد: الإله لابد أن يكون مُطلق فى صفاته، ومادام الإله مُطلق فى صفاته، فهو مُطلق فى علمه، فكيف لا يعلم ما يريده الإله الآخر حول إدارته للكون؟! وأن كان عالماً بما يريده الإله الآخر فهذا لا يخلوا من ثلاث حالات:

 ١- إما ان يتبع إرادة الآخر حتى لا يخالفه الرآى ويفسد الكون، وهنا سيكون متبع لغيره والاتباع صفة نقص لا تتوافق مع كونه إله.

٢- إما أن يخالفه الرأى، فيتنازعا وأحدهم سيغلب الآخر وينتصر عليه، ويبقى المنتصر هو الإله الأوحد.

٣- إما أن لا يكون عالماً بما يريده الإله الآخر وهنا يصبح محدود العلم ليس مُطلق العلم، ومحدودية العلم صفة نقص لا تناسب الإله.

واختتم: يتبين مما تم طرحه استحالة وجود أكثر من إله متحكم في كل شيء.

تعليقات