مركز حصين: التحول الجنسي من مقاصد إبليس في إفساد البشرية

  • جداريات Jedariiat
  • الجمعة 09 يونيو 2023, 01:29 صباحا
  • 537

قال مركز حصين إن الله خَلَقَ النَّاسَ كُلَّهُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثَى، قَالَ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقنَاكُمْ ‌مِنْ ‌ذَكَرٍ ‌وَأُنثَى، وَجَعَلَهُم كَأَبَوَيهِم عَلَى جِنسَينِ: ذَكَرٍ وَأُنثَى، وقَالَ تَعَالَى: وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوجَينِ ‌الذَّكَرَ ‌وَالأُنثَى، وَمَيّزَ كُلَّ جِنسٍ مِنهُمَا بِخَصَائِصَ وَصِفَاتٍ تُمَيّزُهُ عَن الجِنسِ الآخَرِ، ‌وَلَيسَ ‌الذَّكَرُ كَالأُنثَى، وَذَلِكَ لِيَقَومَ كُلٌّ مِنهُمَا بِدَورِهِ المَنُوطِ بِهِ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ، وَليُكَمِّلَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ فِيمَا يَحتَاجُ إِلَيهِ، وَلِيَتَكَاثَرَ البَشَرُ وَيَتَنَاسَلُوا، وَيَخلُفَ بَعضُهُم بَعضًا فِي عِمَارَةِ الأَرضِ.

وأضاف في موضوع "خطبة الجمعة الذي ينشره أسبوعيا عبر موقعه الرسمية" أن الله فَطَرَ الإِنسَانَ مُنذُ أَن خَلَقَهُ عَلَى التَّميِيزِ بَينَ الذَّكَرِ وَالأُنثَى، وَمَعرِفَةِ الفَرقِ بَينَهُمَا فِي الطَّبَائِعِ وَالقُوَى، ‌فِطرَتَ ‌اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا لَا تَبدِيلَ لِخَلقِ اللَّهِ.

 وذكر أنَّ تَحدِيدَ جِنسِ الإِنسَانِ إِنَّمَا يُقَدِّرُهُ اللَّهُ لَهُ وَهُوَ فِي بَطنِ أُمِّهِ، فَفِي الصَّحِيحَينِ أَنّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «وَكَّلَ اللَّهُ بِالرَّحِمِ مَلَكًا فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ نُطفَةٌ، أَيْ رَبِّ عَلَقَةٌ، أَيْ رَبِّ مُضغَةٌ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَن يَقضِيَ خَلقَهَا قَالَ: أَيْ رَبِّ ذَكَرٌ أَمْ أُنثَى؟ أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَمَا الرِّزقُ؟ فَمَا الأَجَلُ؟ فَيُكتَبُ كَذَلِكَ فِي بَطنِ أُمِّهِ».

وتابع: لَمَّا كَانَتِ الحَيَاةُ لَا تَستَقِيمُ إِلَّا بِوُجُودِ الجِنسَينِ، وَتَمَيُّزِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنهُمَا عَنِ الآخَرِ، جَاءَت الشَّرِيعَةُ بِالمُحَافَظَةِ عَلَى هَذَا التَّمَايُزِ، فَحَرّمَت تَشَبُّهِ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَتَشَبُّهِ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ، فَفِي صَحِيحِ البُخَارِيِّ عَن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُمَا قَالَ: «لَعَنَ النَّبِيُّ ﷺ المُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، وَقَالَ: أَخرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ، بَل حَرّمَت الشَّرِيعَةُ عَلَى الرَّجُلِ أَن يَلبِسَ الحَرِيرَ وَالذَّهَبَ؛ لِأَنَّهُمَا مِن لِبَاسِ النِّسَاءِ اللَّائِقَةِ بِطَبِيعَتِهِنَّ القَائِمَةِ عَلَى النُّعُومَةِ وَالزِّينَةِ وَالدَّلَالِ، وكُلُّ ذَلِكَ لِتَستَقِيمَ سُنّةُ اللَّهِ وَحِكمَتُهُ فِي خَلقِهِ، وَيَتَحَقَّقَ بِذَلِكَ لِكُلٍّ مِن الجِنسَينِ الرَّاحَةُ وَالطُّمَأنِينَةُ، وَاستِقرَارُ العُقُولِ وَالنُّفُوسِ وَالأَبدَانِ.

 وأردف: لَقَدِ اتَّفَقَ أَصحَابُ الأَديَانِ وَالشَّرَائِعِ مِنْ آدَمَ -عَلَيهِ السَّلَامُ- إِلَى يَومِنَا عَلَى أَنَّ الإِنسَانَ ذَكَرٌ أَو أُنثَى، وَعَلَى ذَلِكَ سَارَتِ البَشَرِيَّةُ مُنذُ فَجرِ الخَلِيقَةِ، إِلَّا لَدَى شِرذِمَةٍ قَلِيلِينَ، بَلَغُوا مِن الوَقَاحَةِ وَالسَّفَاهَةِ وَالدَّنَاءَةِ مَا لَم يَبلُغْهُ إِنسَانٌ وَلَا حَيَوَانٌ.

وواصل: وَلَقَد كَانَ مِن مَقَاصِدِ إِبلِيسَ فِي إِفسَادِ البَشَرِيَّةِ، وَاقتِيَادِ ذُرِّيَّةِ آدَمَ -عَلَيهِ السَّلَامُ- إِلَى جَهَنَّمَ، دَعوَتُهُم إِلَى تَغيِيرِ خَلقِ اللَّهِ وَتَبدِيلِ فِطرَتِهِ، فَهُوَ القَائِلُ كَمَا أَخبَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى: وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُم فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنعَامِ وَلَآمُرَنَّهُم فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ.

وَعَلَى سَبِيلِ إِبلِيسَ سَارَ حُثَالَةُ أَتبَاعِهِ، فَدَعَوا إِلَى تَبدِيلِ الفِطرَةِ، بِفَتحِ بَابِ تَحوِيلِ الذّكَرِ جِنسَهُ إِلَى أُنثَى، أَو الأُنثَى جِنسَهَا إِلَى ذَكَرٍ، وَأَن يَتَزَوَّجَ الذَّكَرُ بِالذَّكَرِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى، وَأَن يَسِيرَ كُلٌّ فَردٍ خَلفَ مَا يُملِيهِ عَلَيهِ مَرَضُ قَلبِهِ مِن مُيُولٍ شَهوَانِيَّةٍ، فَهَذَا يَمِيلُ إِلَى نَوعٍ، وَذَاكَ إِلَى نَوعَينِ، وَهَكَذَا حَتَّى أَخرَجُوا أَكثَرَ مِن ثَـمَانِين جِنسًا، وَعَبّرُوا عَن هَذِهِ الفَوضَى اللَّادِينِيَّةِ وَاللَّا أَخلَاقِيَّةَ بِشِعَارٍ جَذّابٍ، يَحمِلُ رَمزِيَّةَ تَعَدُّدِ الأَلوَانِ!

وَأَحدَثُوا فَرقًا بَينَ جِنسِ الإِنسَانِ الَّذِي يُولَدُ عَلَيهِ، وَالجِنسِ الِاجتِمَاعِيِّ الَّذِي يُسَمُّونَهُ (الجندَرَ)، وَهُوَ مَا يَختَارُهُ الإِنسَانُ لِنَفسِهِ مِن الأَجنَاسِ بَعدَ ذَلِكَ، فَالذَّكرُ عِندَهُم هُوَ مَن يَحلُو لَهُ أَن يَكُونَ كَذَلِكَ، وَالمَرأَةُ هِيَ مَن يَحلُو لَهَا أَن تَكُونَ امرَأَةً، وَلَيسَ لِمَا خُلَقَ عَلَيهِ الإِنسَانُ عَلَاقَةٌ بِهَذَا الجِنسِ الجَدِيدِ، فَهُم بِهَذَا يُطَبِّقُونَ مُرَادَ الشَّيطَانِ مِن تَغيِيرِ خَلقِ اللَّهِ، مَعَ مَا لَهُم مِن أَغرَاضٍ أُخرَى، مِثلَ التَّكَسُّبِ المَالِيّ مِن هَذِهِ الدّعَوَاتِ، وَمَا تَجنِيهِ شَرِكَاتُ الأَدوِيَةِ وَتَبدِيلِ الجِنسِ مِن عَوَائِدَ، بحسب الخطبة.

تعليقات