الرد على شبة أن القرآن يتناقض مع الواقع

  • جداريات Jedariiat
  • الأربعاء 07 يونيو 2023, 8:39 مساءً
  • 866

رد محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، على الشبهة التي يروج لها، والقائلة بأن القرآن يتناقض مع الواقع ـ والعياذ بالله ـ حيث يقول الله عز وجل: (وما تدرى نفسٌ ماذا تكسب غداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ). (لقمان: 34)، ما يعني أن الإرهابي حين يريد تفجير نفسه فهو يعلم المكان الذى سيموت فيه وكذلك الحال مع المنتحر، بحسب حديث الملاحدة.

وقال "صالح" في رده أن الله سبحانه وتعالى يقول "وما تدرى نفسٌ بأي أرضٍ تموتُ"، الدراية لها معانٍ عدة من بينها المعرفة الدقيقة بالشيء.

وتابع: مثلاً لو سألك أحد عن اسمك الثلاثي أو طبيعة عملك أو اسم ابنك، طبيعي أن تجيبه بثقةٍ تامة ويقينٍ تام لأنك تعرف الإجابة على هذه الأسئلة معرفة دقيقة، لكن لو خرج ابنك من المنزل دون أن يخبرك مكان وجهته أو إلى أين سيذهب، ثم جاء صديق ابنك وسألك عن مكانه، وأنت رجل تُحب الدقة ولا تحب أن تخبر عن شيء إلا إذا كنت تعرفه معرفة دقيقة، ستقول له: " لا أدرى تحديداً أين هو الآن لكن من الممكن أن يكون في الاستاد الآن يشاهد مباراة فريقه المُفضل لأن موعد المباراة على وشك. فإذا ذهب صديقه إلى الاستاد ووجد ابنك بالفعل بالإستاد فهذا لا يُعنى أنك كنت على دراية تامة حتى وإن تطابق ظنك بمكان وجوده.

وواصل: لذا نجد نوعاً من الإلحاد يعرف باللا أدرية، واللا أدرى هو من يقف في المنتصف لا يملك أدلة ثبوت الشيء أو أدلة نفيه بل تتساوى عنده الأدلة أو تزيد أدلة أحدهم على الآخر لكن لا يستطيع الجزم على أحدهما، والله عز وجل قال: "وما تدرى نفسٌ بأي أرضٍ تمو " وهذا حق، لا يوجد إنسان على وجه الأرض يملك الدراية التامة والمعرفة الكاملة بمكان موته حتى وإن كان خارجاً من بيته لينتحر من فوق برج القاهرة مثلاً أو إرهابي ذاهب ليفجر نفسه في ملهى ليلي يعرفه، لأنه من الممكن ومن المحتمل حدوثة أن يموت بسكتةٍ قلبيه أو دماغية أو حادث سير قبل وصوله إلى المكان الذى يقصده، وإن وصل إلى المكان الذى يقصده وتطابق ظنه مع مكان انتحاره أو المكان الذى أراد تفجيره فهذا لا يعنى أنه كان على دراية كاملة أو يقينٍ تام، وكذلك الأمر مع قوله سبحانه: (وما تدرى نفسٌ ماذا تكسب غداً).

وأردف: لو كان هناك تاجراً اتفق على بيع صفقة ما وحدد سعرها وموعد استلام المبلغ المتفق عليه، فهذا لا يجعله متيقناً من مكسبه، فلعل يحدث شيئاً يغير من مكسبه تماماً قبل استلام المبلغ بلحظاتٍ كهبوط العملة أو ارتفاعها أو أن يخل الطرف الثاني بشراء الصفقة منه إلخ.

واختتم الباحث في ملف الإلحاد بالقول: خلاصة الأمر و دون عناء أن الآية تنفى حدوث الدراية واليقين التام قبل الكسب أو الموت حتى وإن تطابق ظنه قبل الكسب أو الموت مع واقع ما جرى معه بعد الكسب أو الموت، وأن أكملنا الآية نجد الله يقول: ( إن الله عليم خبير ) أي أن الله وحده هو العليم بنا الذى يملك العلم المُطلق والذي يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، والخبير المُطلع على حقيقة الشيء والذى لا تخفى عنه خافية، وسيظل قول ربى سبحانه وتعالى هو الصدق وإن حاول الطعن في ذلك الطاعنين.

تعليقات