ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
لماذا تشكل النسوية خطر على المجتمعات
قبل البدء في
الحديث عن خطر النسوية؛ وما الذي زرعته في صدور الغالبية، نتطرق لنقطة مهمة هي من
صميم بنية الفكر النسوي، وهي .. لماذا النسوية أصلا؟!
حين العودة
لبداية الحركة، نجد أنها تشكلت وصيغ المصطلح لأول مرة في عام 1895 ليعبر عن تيار تقوده اتجاهات معينة، خرج
لمقاومة تبعية النساء للرجال، وكان على مستويات ثلاثة، الأولى : للتسوية القانوية،
والثانية للتسوية الاجتماعية، الجندرية، والثالثة إتمام لأعمال الموجة الثانية.
وهي في ذلك تخرج
من مجرد ثورة قامت لانتزاع حقوق وتحقيق مطالب إلى غضب دائم لا يتوقف حتى لو تحققت
جميعها أو معظمها.
على صعيد آخر،
ماذا فعلت النسوية في الغرب؟.
-سعت إلى إلغاء الفروقات بين الجنسين.
-تبنت الانتقاد العام للرجال (وإظهار أن
المرأة ضحية بشكل مستمر).
-التحيز في المقالات والكتب لتأكيد عدم
وجود فوارق بين الذكور والإناث.
-زرع مصطلح الجندر للقضاء على العلاقة
الطبيعية بين الرجل والمرأة، والسماح بعلاقات شاذة عن الزواج التقليدي.
-ترويج أن الأمومة والزواج التقليدي عبء
ثقيل وظلم للمرأة.
-تكريس مفهوم الضحية، والظلم الناتج عن
الهيمنة الذكورية.
-وضع حدود جديدة للعلاقات وأن ما لا
يخضع لرغبتها هو من التعدي، والاغتصاب حتى لو كان زوجها.
-الحصول على الحرية المطلقة في
العلاقات، وترويج الإباحية بين النساء.
-المطالبة بحماية الزواج من نفس الجنس
دوليا.
-محاولة تغيير وإعادة صياغة اللغة.
ولا نسأل عن أثر
هذا كله على المجتمع فهو واضح وبيّن لكل ذي عقل، إنما عن أثر هذا التيار على
النسويات الأخرى، وهل هي تتبنى نفس المنطلقات أم توجد فوارق ما ..
من الطبيعي -كما
ذكرت سابقا- أن لكل مجتمع خصوصية ما، حتى في ظل الانفتاح العالمي واندماج
الثقافات، هناك حدود لا نتصور -في الوقت الحاضر- غيابها، لذلك ليس من العدل أن نضع
الجميع في نفس القالب ..
ولكن يخفق من
يظن أن التبني مختلف بالكلية، لا؛ هو ليس كذلك، توجد نقاط مشتركة أساسها المنبع،
والفكرة الأساسية لم تمت في رسائل المنظرين لها والداعين إليها،
بل هي نفسها
باختلاف حدود المجتمع المتاحة، عاداته، قيمه، وجود المصلحين، الثقافة السائدة،
تركيبة المجتمع نفسها وبعده أو قربه من بلد التخريج والولادة.
ولكن مع ذلك
الخطر على المجتمعات الإسلامية أكبر، لأنها ملتزمة بعهد وميثاق سماوي، ودين خالد
لم يُلوث، أو يُحرف.
ولأنها مجتمعات
سليمة الفطرة، وبعيد كل البعد -سابقا- عن كل ما يشوه جو الألفة، والحب.
وبغض النظر هل
كانت النسوية استعمارية أم لا، هي نقلت الكثير من أفكارها للأمة الإسلامية وهذا هو
الخطر الذي يحدق بنا لو لم نتداركه جميعا.
يقول الدكتور
“خالد قطب”: الفكر النسوي فكر استعماري بطريقة أو بأخرى؛ حيث يستخدم المستعمر
الفكر النسوي لتبرير هيمنته
وسيطرته على
البلاد التي يستعمرها، وقد لعب الفكر النسوي دورًا بارزًا في الحملات الاستعمارية
التي استهدفت العالم الإسلامي في القرن التاسع عشر، كما لعب هذا الفكر وما زال
يلعب حتى الآن نفس الدور مع الاستعمار الغربي الجديد الذي يستهدف عالمنا الإسلامي…
إن الإسلام في
نظر الحركة النسوية الاستعمارية هو العدو منذ الحروب الصليبية، فقد انصبت نظرية
الخطاب الاستعماري الجديد والذي يتمحور حول المرأة – على أن الإسلام بطبيعته يضطهد
المرأة، وأن الحجاب والتفرقة يرمزان إلى هذا الاضطهاد”.
ما السر في كون
النسوية خطر على المجتمعات الإسلامية؟ وما الذي نقلته تلك الغربية لنا؟
مما بدى ظاهرا
من أثرها، حركات عدة تدعو إلى أمور لم نعهدها من بينها ..
-إثارة الشك الديني، واتهام الفقه
الإسلامي بأنه ذكورى.
-نقد نظام الزواج الإسلامي، والسخرية من
الأمومة والتربية واعتبارها مرتبة منخفضة مقارنة بالعمل خارج المنزل.
-تسليط الضوء على مشكلات تتعلق بالمرأة
وإظهار أنها مضطهدة ومظلومة -وتمثيل دور الضحية الغربي بشكل يوائم المجتمع أكثر-
وانتقاء جرائم العنف ضد المرأة بشكل يخدم الأجندة النسوية.
-التأكيد على المساواة المطلقة.
-تقييد دور الشريعة وحصره فيما يوافق
الهوى.
-تكوين الحشود والسعي لتوسيع دائرة
المتأثرات، واحتقار كل من يخالفها والتعرض له بالإساءة.
-رفض الزواج بحجة أنه درجة ثانية أو
أخيرة في سلم الرغبات الأنثوية، وحتى في حال قبوله لابد أن يكون وفق مزاجها
ورغبتها وشروطها المتأثرة بخلفيتها.
-تهميش دور الرجل سواء كان أب أو زوج،
والتأكيد على أنه لا يدرك مصلحتها أو يسعى إلى تدميرها بهيمنته غير المرغوبة.
-إثارة النزاع والحساسية من أي نقد
يتعلق بامرأة، أو قضية أو موضوع .. وذلك لاحتقانها تجاه هذه الأمور بشدة.
-تشتت الكثير من الأسر المتأثرة بالفكر
النسوي، وصعوبة تقبلها الإندماج بشكل كامل مع مبادئ مجتمعاتها ورغبتها المستمرة
بالخروج من هذا السقف الخانق لذلك تهرب للخارج إما حقيقيا، أو فكريا، كأن تبقى في
مجتمعها وبين أهل دينها جثة بعقل تم السيطرة عليه، يهيم مع حضارة أخرى، ويتعطش
لحرياته.
-انتشار العلاقات غير الشرعية،
وموافقتها ودعمها معنويا، والسعي للترغيب فيها وجعلها النموذج الأمثل.
-تفكيك منظومة القيم وتعزيز قيم الفوضى بالمقابل.
-تقديس الأنثى للأنثى مما يزيد من نسبة
الإعجاب والحب بين الإناث.
السعي لتشويه
صور الملتزمات وذلك لأنه خطر يهدد منظومة النسوية الفكرية ورغبتها في التمدد
والاستحواذ.
-نشر فكرة أن جسدي ملكي وأتصرف فيه كما
أشاء، وأنت حر في ما تريد أن تفعله وغيرك حر كذلك بشرط أن يوافقك على أساسك
الفكري، لو اختلف معه فهو ليس بحر.
..هذه بعض آثار الخطورة الناتجة عن زرع
هذا الفكر المسموم في المجتمعات الإسلامية وخلخلة لحمتها بصراعات ليست من صراعاتها
المقدسة، بل النذير لخرابها المشؤوم والله المستعان.
المصدر: قناة وقت نافع