رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

محمد سيد صالح يكتب: الكلام مُعجزة يدل في ذاته على وجود الله سبحانه وتعالى!

  • جداريات Jedariiat
  • الأربعاء 31 مايو 2023, 00:23 صباحا
  • 655

بداية: ما هو الكلام؟! الكلام عبارة عن ألفاظ وتعابير لغة يتواصل بها الإنسان مع غيره من جنس الإنسان.

وحسب المعتقد الإلحادي أن كل شيء في الوجود يعود و يرجع للمادة، أو المُسبب الأول. فهل المادة أو المسبب الأول شيء متكلم أم صامت؟!

لو كانت المادة تتكلم لأخبرتنا عن نفسها ولأخبرتنا أنها هي المُسببة لهذا الوجود كله، لكنها لم تُخبرنا بذلك فكيف ننسب لها شيئاً لم تعترف به؟!

ومادامت المادة أو المُسبب الأول عاجز عن الكلام فكيف يوجد مخلوقات قادرة على الكلام كالإنسان؟! كيف للشيء أن ينتج لنا شيئاً لا يملكه ولا يحتويه؟! هذا مُحال، ففاقد الشيء لا يعطيه لعدم امتلاكه عليه.

ولو تأملنا وجود الإنسان وقدرته على الكلام ورجعنا به إلى الوراء، وقلنا أن الإنسان تطور من كائناتٍ تسبقه و الكائنات التي تسبقه تطورت من كائنات تسبقها وهكذا. حتماً سنقف عند المُسبب الأول الذى بدأ منه كل هذا الكون بما فيه. وهذا لا يخلوا من حالين:

١-إما أن يكون هذا المُسبب لا يقوى ولا يستطيع أن يتكلم. وهنا نسأل: كيف للمسبب الأول الذى قام بنفسه وتسبب فى وجود هذا الكون كله كان قادراً على إقامة نفسه من تلقاء نفسه ومن ثم خلق الكون بما فيه وفى نفس الوقت غير قادر على الكلام والإفصاح عن نفسه فى حين أن إفصاحه عن نفسه أيسر بكثير من أن يقوم هو بنفسه ويخلق الكون بما فيه.

٢-إما أن يكون هذا المُسبب الأول قادراً على الكلام وعلم ما تسبب فى وجوده " مخلوقاته ".
 وهنا سنسأل سؤلاً آخر: لو كان قادراً على الكلام فلماذا لم يخبرنا عن نفسه ويفصح عن نفسه ويقول ها أنا من خلقكم وعلمتكم، ثم يُكذب بكلامه كل الأخبار التى جاءت من خلال الرسل والأنبياء عن إخبارهم بوجود إله آخر غيره
.

نعود مجدداً للإنسان والكلام: يا ترى أول إنسان كيف تكلم ومع من تكلم؟! ولو أن الإنسان الأول تكاثر ونتج عنه أناساً آخرين، ثم أراد الإنسان الأول أن يتواصل مع غيره فبماذا يتواصل وكيف يتكلم معهم ليخبرهم بما يريد وهو لا يعرف ماذا سيقول؟!

فالكلام بحاجة للتعلم والإنسان بحاجة لسماع أناساً يتكلمون ليتعلم منهم الكلام و يعبر به عن ما يريد.

على سبيل المثال: لو وُلد إنساناً في غابة من الحيوانات ليس فيها إنساناً آخر. حتماً هذا الإنسان حينما يكبر سيقوم بتقليد أصوات الحيوانات التي كان يعيش معها فقط. لأنه لم يسمع غيرها ولا يعرف شيئاً سواها. فهو لن يردد كلاماً لم يسمعه من قبل.. يستحيل ذلك.

ولو وُلد إنساناً بين مجموعة من البشر صامتون لا يتكلمون سيكبر ويظل صامتاً مثلهم لأنه منذ ولادته لم يسمع كلاماً من أحد ليردد مثله ويعبر به عن ما يُحيطه.

إذن هذا كُله يدل على أن هناك شيء عنده العلم بالكلام ثم عَلَّم الإنسان الكلام الذى بواسطته سيتواصل مع جنسه، وهذا لن تجده إلا في قول الله تعالى: ( وعلم الله آدم الأسماء كلها ).

 ولما تعلم آدم أسماء كل الأشياء التي تحيطه قام بتوريث الكلام لمن بعده، وبعده أورثها لمن بعده وهكذا حتى وصل إلينا، وأصبحنا قادرين على الكلام.

وعليه الكلام في ذاته مُعجزة لا يستطيع الإنسان الوصول إليه من تلقاء نفسه لكنه بحاجة لمن يعلمه إياه. إذن الإنسان بحاجة لمصدرٍ عليم ألا وهو " الله " سبحانه وتعالى.

الخلاصة: المادة التي يرجع إليها الملحد كل شيء فى الوجود صماء لا تتكلم ومادامت صماء لا تتكلم يستحيل أن ينتج عنها مخلوق اسمه الإنسان مُتكلم.

تعليقات