أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
قال مركز حصين إن كَانَتِ المَرأَةُ قَبلَ الإِسلَامِ، كانت تَعِيشُ فِي ذُلٍّ وَهَوَانٍ، وَظُلمٍ وَطُغيَانٍ، فَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثَى ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ القَومِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَم يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ، فَإِن أَمسَكَهَا عَلَى هُونٍ وَكَبِرَت عِندَهُ زَوّجَهَا بِدُونِ إِذنِهَا، ثُمَّ تَصِيرُ كَالأَمَةِ تَحتَ زَوجِهَا يَتَسَلّطُ عَلَيهَا بِأَنوَاعِ الظُّلمِ، فَيُعَلّقُهَا تَارَةً، وَيُطَلّقُهَا تَارَاتٍ، فَإِن مَاتَ عَنهَا زَوجُهَا حُرِمَت مِن المِيرَاثِ، وَتَوَارَثَهَا أَهلُ زَوجِهَا كَمَا يُورَثُ المَتَاعُ.
وبين أنه لَمَّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ ﷺ، وَأَشرَقَت نُورَ الإِسلَامِ استَعَادَتِ
المَرأَةُ كَرَامَتَهَا، وَحَازَتْ حُقُوقَهَا، فِي ظِلِّ عُبُودِيّتِهَا
لِرَبّهَا، فأَكرَمَ الإِسلَامُ المَرأَةَ فَشَرَعَ لَهَا
مِنَ الحُقُوقِ العَادِلَةِ مَا لَم يُشرَع فِي أُمَّةٍ مِن الأُمَمِ، وَلَا فِي
عَصرٍ مِن العُصُورِ.
كما أَكرَمَ الإِسلَامُ المَرأَةَ فَجَعَلَهَا
شَقِيقَةَ الرَّجُلِ، وَجَعَلَ حُقُوقَهَا فِي الأَصلِ مِثلَ حُقُوقِ الرّجُلِ،
قَالَ تَعَالَى: وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ.
وأَكرَمَ الإِسلَامُ المَرأَةَ فَجَعَلَ
فِي تَربِيَةِ البَنَاتِ أَجرًا عَظِيمًا، قَالَ ﷺ: (مَنْ عَالَ جَارِيَتَينِ
حَتَّى تَبلُغَا جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَينِ، وَضَمَّ
إِصبَعَيهِ) أَخرَجَهُ مُسلِمٌ.
وأَكرَمَ الإِسلَامُ المَرأَةَ فَجَعَلَ
لَهَا حُرِّيَّةَ اختِيَارِ زَوجِهَا دُونَ إِكرَاهٍ أَو إِجبَارٍ، قَالَ ﷺ: (لَا
تُنكَحُ الأَيِّمُ حَتَّى تُستَأمَر، وَلَا تُنكَحُ البِكرُ حَتَّى تُستَأذَن).
مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وأَكرَمَ
الإِسلَامُ المَرأَةَ فَأَوجَبَ لَهَا المَهرَ عَلَى الرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ الزَّوَاجَ
بِهَا، قَالَ تَعَالَى: وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحلَةً، كما
أنه لَم
يُوجِبْ عَلَيهَا أَن تَكُدّ كَدَّ الرِّجَالِ، وَتَعمَلَ خَارِجَ البَيتِ، بَل
حَفِظَ حَقَّهَا فِي القَرَارِ وَالسَّكِينَةِ، وَأَوجَبَ عَلَى زَوجِهَا
النَّفَقَةَ عَلَيهَا، قَالَ تَعَالَى: لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِن سَعَتِهِ
وَمَنْ قُدِرَ عَلَيهِ رِزقُهُ فَليُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ.
كما أَكرَمَ الإِسلَامُ المَرأَةَ فَأَمَرَ
الأَزوَاجَ بِمُعَاشَرَةِ نِسَائِهِم بِحُسنِ المُعَامَلَةِ وَالصُّحبَةِ، قَالَ
تَعَالَى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعرُوفِ، وجَعَلَ خَيرَ الأَزوَاجِ مَن كَانَ
خَيرًا لِامرَأَتِهِ: فَفِي الحَدِيثِ قَالَ ﷺ: (خَيرُكُم خَيرُكُم لِأَهلِهِ،
وَأَنَا خَيرُكُم لِأَهلِي) أَخرَجَهُ التِّرمِذِيُّ، وَعِندَ ابنِ مَاجَه قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لَقَد طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشكُونَ
أَزوَاجَهُنّ، لَيسَ أُولَئِكَ بِخِيَارِكُم).
إلى ذلك أَكرَمَ
الإِسلَامُ المَرأَةَ فَمَنَعَ الزَّوجَ مِن تَعلِيقِ المَرأَةِ أَو إِمسَاكِهَا
لِلإِضرَارِ بِهَا، فَحَدّدَ الطَّلَاقَ الرَّجعِيّ بِالمَرّتَينِ، ثُمَّ إِمَّا
إِمسَاكٌ بِمَعرُوفٍ أَو تَسرِيحٌ بِإِحسَانٍ، قَالَ تَعَالَى:
"الطَّلَاقُ
مَرَّتَانِ فَإِمسَاكٌ بِمَعرُوفٍ أَو تَسرِيحٌ بِإِحسَانٍ".
وأَكرَمَ
الإِسلَامُ المَرأَةَ فَحَدَّ لَهَا حَدًّا وَاضِحًا مِن المِيرَاثِ فِي كِتَابِ
اللَّهِ تَعَالَى، سَوَاءً قَلّ المَالُ أَو كَثُرَ، قَالَ تَعَالَى: لِلرِّجَالِ
نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الوَالِدَانِ وَالأَقرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا
تَرَكَ الوَالِدَانِ وَالأَقرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنهُ أَو كَثُرَ نَصِيبًا
مَفرُوضًا.
أَكرَمَها فَحَفِظَ
لَهَا عِرضَهَا وَكَرَامَتَهَا، وَحَرَصَ عَلَى سَترِهَا وَصِيَانَتِهَا، وَشَرَعَ
لَهَا مَا يَحفَظُ حَيَاءَهَا وَحِشَمَتَهَا، وَحَذّرَ مِن قَذفِهَا وَالنِّيلِ
مِنهَا، بَل وَعَاقَبَ مَن فَعَلَ ذَلِكَ بِدُونِ بَيِّنَةٍ، قَالَ تَعَالَى:
وَالَّذِينَ يَرمُونَ المُحصَنَاتِ ثُمَّ لَم يَأتُوا بِأَربَعَةِ شُهَدَاءَ
فَاجلِدُوهُم ثَمَانِينَ جَلدَةً وَلَا تَقبَلُوا لَهُم شَهَادَةً أَبَدًا
وَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ، وَقَالَ عَزّ وَجَلّ: إِنَّ الَّذِينَ يَرمُونَ
المُحصَنَاتِ الغَافِلَاتِ المُؤمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ
وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ.
كما أَكرَمَ
الإِسلَامُ المَرأَةَ إِكرَامًا عَظِيمًا إِذَا كَانَت أُمًّا، فَجَعَلَهَا
أَحَقَّ مِن الأَبِ بِالإِكرَامِ، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ
أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: (أُمُّكَ)، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟
قَالَ: (أُمُّكَ)، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: (أُمُّكَ)، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟
قَالَ: (ثُمَّ أَبُوكَ). مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وَقَالَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ
وَالسَّلَامُ لِمَن تَرَكَ أُمَّهُ وَأَرَادَ الغَزوَ: (وَيحَكَ! اِلزَمْ رِجلَهَا
فَثَمَّ الجَنَّةَ). أَخرَجَهُ ابنُ مَاجَه، أَكرَمَ الإِسلَامُ المَرأَةَ حِينَ
أَوصَى النَّبِيُّ ﷺ وَصِيّتَهُ المَشهُورَةَ فَقَالَ: (اِستَوصُوا بِالنِّسَاءِ
خَيرًا) أَخرَجَهُ مُسلِمٌ، فَفِي أَيِّ دِينٍ أَو نِظَامٍ أَو
قَانُونٍ تَجِدُ المَرأَةُ مِثلَ هَذَا التَّكرِيمِ؟! فَيَا لَهُ مِن إِكرَامٍ مَا
أَعظَمَهُ؟! وَيَا لَهُ مِن تَبجِيلٍ مَا أَحسَنَهُ وَأَجمَلَهُ؟!