نسف شبهة الرق في الإسلام.. عبد الله محمد: الحضارة الإسلامية منحت العبيد أعلى المكانات

  • جداريات Jedariiat
  • الأربعاء 17 مايو 2023, 04:57 صباحا
  • 741

قال الدكتور عبد الله محمد، الكاتب في موقع "العلم يؤكد الدين" أن الإسلام قضى على الرق عن طريق توسيع سبل عتق الرقيق حتى وصلت إلى 12 سبيلا للعتق وهي الكفارات، مثل كفارة الإفطار والحلف الكذب وجماع الزوجة في نهار رمضان والقتل الخطأ والعتق من النار والظهار وضرب العبد وغيرها.

وتابع:  وعن طريق تضييق سبل منابع الرق حتى جعلها منبعا واحد فقط بعدما كان 4 منابع ألا وهو الحرب وهو من قبيل المعاملة بالمثل حيث كان الأعداء يتخذون المسلمين المهزومين في المعارك عبيداً لهم، فكان لابد أن تتم المعاملة بالمثل لأن ذلك من مظاهر القوة وليس عندنا من ضربك على خدك الأيمن فأعطه خدك الأيسر ليضربك، فما أقبح الضعف والهوان، بل حتى هذا المنبع (الحرب) تم تضييقه فجعل الله عز وجل الرق خياراً بين ثلاثة خيارات فقال عز وجل عن الأسرى ( فإما مناً بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها) (محمد ٤)، والمن هو العتق والتحرير دون مقابل والفداء هو العتق مقابل المال أو مقابل أسرى المسلمين، أو الرق، مع الفرق الكبير جدا في معاملة المسلمين للرقيق حيث كانوا يطعمونهم مما يطعمون ويلبسونهم مما يلبسون ولا يكفلوهم من الأعمال ما يغلبهم وإذا كلفوهم أعانوهم ( صحيح البخاري 6050)، وإذا ضرب مسلم فتاهُ ( أي عبده) فكفارة هذه الضربة أن يعتقه بعدها (صحيح مسلم 1657)، ولا يجوز أن يناديه بـ ( عبدي ) بل يقول فتاي، ولا يجوز أن يتم اتهامه كذبا وزورا، فقد شنع النبي صلى الله عليه وسلم من يفعل ذلك ( صحيح البخاري 6858).

وذكر الكاتب: إذا أراد الحرية فليكاتبه مقابل مبلغ من المال ويحصل على حريته وإذا لا يقدر على هذا المبلغ فليعينه على دفعه كما قال عز وجل (فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ..) (النور ٣٣) والأمر هنا للوجوب، فقد قال إمام المفسرين الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره: "وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب، قول من قال: واجب على سيد العبد أن يكاتبه إذا علم فيه خيرا، وسأله العب-د الكتابة، وذلك أن ظاهر قوله: (فَكَاتِبُوهُمْ) ظاهر أمر، وأمر الله فرض".

وأوضح أن المرأة الأمة لا يجوز لأحد أن يزني بها ، فإن فعل أحد ؛ أقيم عليه حد الزنا ( الجَلْد أو الرجم) فلا يدخل بها أحد غير زوجها بملك اليمين، وإذا أنجبت منه لا يجوز بيعها ، وإذا أنجبت ولداً تنال حريتها إذا مات زوجها بملك اليمين، وإذا تم أسرها مع زوجها ، فلا يجوز لأحد أن يتخذها ملك يمين، وإذا كانت كافرة من عبدة الأوثان فلا يجوز اتخاذها ملك يمين.

وشدد "عبد الله محمد" أنه لن تجد في أي حضارة على مر العصور عبيدا قد نالوا أعظم المكانات إلا في الإسلام فلا يغيب عنا بلال ابن رباح ولا زيد بن حارثة وقطز والحسن البصري وابن سيرين وغيرهم ممن نالوا أعلى المكانات في الأمة الإسلامية ممن كانوا عب-يدا من الحروب

وأشار إلى قول جوستاف لوبون في "حضارة العرب" (ص459-460): "الذي أراه صادقاً هو أن الر-ق عند المسلمين خير منه عند غيرهم، وأن حال الأر-قاء في الشرق أفضل من حال(( الخدم)) في أوروبا، وأن الأر-قاء في الشرق يكونون جزءاً من الأسرة.. وأن الموالي الذين يرغبون في التحرر ينالونه بإبداء رغبتهم.. ومع هذا لا يلجئون إلى استعمال هذا الحق".

كما تقول المستشرقة الألمانية أنا ماري شيمل (Annemarie Schimmel): "الإسلام يأمر بحسن معاملة العب-يد، فللعبيد مثلا الحق في الحصول على رواتبهم في حالات العجز والمرض. وعتق العبيد من الأمور التي يدعو إليها الإسلام، وللعب-د الحق في شراء المحل الذي يعمل فيه، وله الحق في الحصول على قدر من دخل العمل، وقد قضى الإسلام نهائيا على الرق، وتبوأ الع-يد أرفع المراكز، وهذا ما نلاحظه من قراءة التاريخ الإسلامي عامة." (الإسلام دين الإنسانية– ص 82)

واختتم: أما عن الرقيق في الغرب فيكفينا هذا الاقتباس لنعلم مدى وحشيته عندهم فقد كانوا يصطادون الر-قيق وكأنهم فئران !! ، تقول دائرة المعارف البريطانية (2/779) مادة Slavery: "إن اصطياد الرقيق من قراهم المحاطة بالأدغال كان يتم بإيقاد النار في الهشيم الذي صنعت منه الحظائر المحيطة بالقرية حتى إذا نفر أهل القرية إلى الخلاء تصيدهم الإنجليز بما أعدوا لهم من وسائل".

ويتغنى البعض بما فعلته الولايات المتحدة على يد رئيسها أبراهام لنكولن من تحرير العبيد، وكأنه عمل حضاري مقصود، بينما الحقيقة هي أن تحرير العبيد يهدف فقط إلى الحفاظ على وحدة الولايات المتحدة كما يقول لنكولن بنفسه: "إذا كان بإمكاني الحفاظ على الاتحاد بدون تحرير أي ع-بد سأفعل، وإذا كان بإمكاني الحفاظ عليه بتحرير كل العبيد فسأفعل، وإذا كان بإمكاني الحفاظ عليه بتحرير بعض العبيد والإبقاء على بعضهم فسأفعل أيضا."

تعليقات