مركز حصين: انْتِشَارَ تَبَرّجِ النِّسَاءِ فِي مُجْتَمَعٍ مَا نَذِيرُ بُؤْسٍ وَعَلَامَةُ شَرٍّ

  • جداريات Jedariiat
  • الإثنين 15 مايو 2023, 02:44 صباحا
  • 490

قال مركز حصين، المختص في مواجهة الإلحاد، إِنَّ الحِجَابَ فِي الإِسْلَامِ هُوَ سَتْرٌ لِمَحَاسِنِ المَرْأَةِ وَمَفَاتِنِهَا عَنِ الرِّجَالِ الأَجَانِبِ عَنْهَا، قَالَ تَعَالَى: ‌وَقُلْ ‌لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ.

وبين  أن الحِجَابُ لَيْسَ مُجَرَّدَ خِمَارٍ يُغَطّي الرَّأْسَ وَالشَّعرَ مَعَ ظُهُورِ المَفَاتِنِ الأُخْرَى، بِلِبَاسٍ ضَيّقٍ أَوْ قَصِيرٍ أَوْ شَفَّافٍ، بَلْ هُوَ غِطَاءٌ سَابِغٌ وَاسِعٌ فَضْفَاضٌ يَشْمَلُ البَدَنَ كُلَّهُ، وَمَا يَفْعَلُهُ كَثِيرٌ مِنَ النِّسْوَةِ اليَوْمَ مِن ارْتِدَاءِ مَا يُسَمّى بِالحِجَابِ العَصْرِيّ فَلَيْسَ حِجَابًا مَقْبُولًا، بَلْ هُوَ فِي الحَقِيقَةِ تَبَرُّجٌ، تَظُنّ بِهِ اللَّاتِي يَلْبَسْنَهُ أَنَّهُنَّ مَسْتُورَاتٌ كَاسِيَاتٌ، وَحَالُهُنَّ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

 وتابع: مَا أَكْثَرَ المُتَبَرّجَاتِ اليَوْمَ اللَّائِي يَحْسَبْنَ أَنَّهُنّ مُحَجّبَاتٌ! وَمَا أَكْثَرَ الكَاسِيَاتِ العَارِيَاتِ! اللَّاتِي جَهِلْنَ الكِتَابَ وَالسُّنَّةَ، وَاتّبَعْنَ الإِعْلَامَ الفَاسِدَ، فَصَارَ حَالُهُنّ إِلَى مَا نَرَى.

 وذكر أن المَرْأَةَ المُتَبَرّجَةَ فِي الحَقِيقَةِ لَمْ تَقْتَرِفْ مَعْصِيَةً وَاحِدَةً فَحَسْبُ، وَلَيْسَتْ فَاسِدَةً فِي نَفْسِهَا فَحَسْبُ، بَلْ هِيَ بِتَبَرُّجِهَا وَسُفُورِهَا قَدْ وَقَعَتْ فِي أَكْثَرَ مِنْ مَعْصِيَةٍ، صَارَتْ مَائِلَةً فِي مَسْلَكِهَا، مُمِيلَةً لِغَيْرِهَا لِأَنَّهَا -أَوَّلًا-: بِاسْتِمْرَارِهَا عَلَى التَّبَرّجِ مُصِرّةٌ عَلَى المَعْصِيَةِ، وَالإِصْرَارُ عَلَى المَعْصِيَةِ مَعْصِيَةٌ أُخْرَى، وَلِأَنَّهَا -ثَانِيًا-: تُجَاهِرً بِمَعْصِيَتِهَا، وَالمُجَاهَرَةُ بِالمَعْصِيَةِ مَعْصِيَةٌ زَائِدَةٌ أَيْضًا، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا المُجَاهِرِينَ)، فَإِنّ المُجَاهَرَةَ بِالمَعْصِيَةِ دَعْوَةٌ إِلَيْهَا، وَالمُتَبَرّجَةُ دَاعِيَةُ فَسَادٍ بِفِعْلِهَا وَحَالِهَا، تُجَرّئُ غَيْرَهَا عَلَى التَّبَرّجِ، فَتَبُوءُ بِإِثْمِ نَفْسِهَا وإثمِ اللّاتي تَبِعْنَها فِي مَعْصِيَتِهَا.

 وأردف: وَلِأَنَّهَا تَفْتِنُ الرّجَالَ بِهَا، وَتُطْمِعُ مَرْضَى القُلُوبِ بِالوُصُولِ إِلَيْهَا وَإِلَى مَثِيلَاتِهَا، مَعَ مَا فِي ذَلِكَ مِنْ إِفْسَادِ أُسَرِهِمْ وَتَزْهِيدِهِمْ فِي زَوْجَاتِهِمْ، فَكَمْ حَصَلَ بِالنَّظَرِ إِلَى الحَرَامِ مِنَ العُزُوفِ عَنِ الحَلَالِ؟ وَتَرَتّبَ عَلَى ذَلِكَ مِنْ تَفَرّقِ الزَّوْجَيْنِ أَوْ تَنَازُعِهِمَا مَا اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ، وَلِلْمَرْأَةِ المُتَبَرّجَةِ أَوْفَرُ النَّصِيبِ مِنْ ذَلِكَ الإِثْمِ.

وبين "حصين" (في موضوع خطبة الجمعة الذي ينشره أسبوعيا) أن َفَسَادُ الشَّخْصِ فِي نَفْسِهِ أَسْهَلُ مِنْ إِفْسَادِهِ لِغَيْرِهِ، فَإِنَّ المُفْسِدَ يَعْمَلُ عَمَلَ عَدُوّ اللَّهِ إِبْلِيسَ فِي إِغْوَاءِ بَنِي آدَمَ، ‌وَاللَّهُ ‌لَا ‌يُحِبُّ المُفْسِدِينَ، و لَا يُصْلِحُ ‌عَمَلَ ‌المُفْسِدِينَ.

 وشدد على أنَّ انْتِشَارَ تَبَرّجِ النِّسَاءِ فِي مُجْتَمَعٍ مَا نَذِيرُ بُؤْسٍ وَعَلَامَةُ شَرٍّ، فَهُوَ بَوَّابَةُ انْتِشَارِ الرَّذِيلَةِ، وَعُنْوَانُ ضَيَاعِ الفَضِيلَةِ، وَبِسَبَبِهِ تُنْتَهَكُ الأَعْرَاضُ، وَتَخْتَلِطُ الأَنْسَابُ، وَتَزُولُ الغَيْرَةُ، وَتَنْتَشِرُ الدِّيَاثَةُ، وَيَكْثُرُ اللُّقَطَاءُ، وَيَعْزِفُ الشَّبَابُ وَالنِّسَاءُ عَنِ الزَّوَاجِ، وَتَقِلُّ العِفّةُ، وَيَزُولُ الحَيَاءُ، وَيُعْتَدَى عَلَى النِّسَاءِ، وَيَكُونُ مِنْ جَرَّائِهِ القَتْلُ أَوِ الخَطْفُ أَوِ الِاغْتِصَابُ، وَعَاقِبَتُهُ عِقَابٌ أَلِيمٌ، وَعَذَابٌ عَظِيمٌ.


تعليقات