أفلا تبصرون.. مميزات السمع المذهلة عند طائر البوم
- الخميس 21 نوفمبر 2024
الكاتب أحمد شحاتة أحمد
بقلم أحمد شحاتة أحمد
كثير هي السنن الكونية التي سخرها الله تعالي لهذا الإنسان، سنن لتسخير رزقه وجلب مصالحه، وسنن لتعلمه وكسب معارفه، وسنن لحفظه من المخاطر والمكاره، إلى غير ذلك من السنن والقوانين، علم الإنسان منها ما علم وجهل منها ما جهل، وهذه السنن هي نعم لا تعد ولا تحصي.
ومن
هذه النعم على الإنسان نعمة القرار المكين، والذي في طياتها الكثير والكثير من
الآيات والنعم التي منَ بها على عباده. يقول الله تعالي: في محكم التنزيل: (أَلَمْ
نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21)
إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا
فَنِعْمَ الْقَادِرُون) ( المرسلات 20- 22) وقوله تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ
سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ)
" المؤمنون 12 -13 "
لقد
سمى الله سبحانه وتعالى الرحم (القرار المكين) الذي تنمو فيه النطفة الأمشاج حتى
تصير جنينا ثم تخرج طفلا كاملا سوى التكوين، لذلك لابد أن يكون الرحم محروسا ومهيأ
لأن يكون القرار المكين كما أنه الفراش الوثير لتلك النطفة فالعلقة فالمضغة.
ولم
يعرف الإنسان ما يحيط بالرحم إلا بعد تقدم العلم وتقدم علوم الأجنة وعلوم التشريح
مع تقدم التكنولوجيا التى مكنت العلماء من معرفة أدق التفاصيل.
فالرحم مكانه في الحوض الحقيقي للمرأة ومكانه
هذا يحميه من كل عدوان خارجي ثم نجد الأربطة المختلفة التى تمسك الرحم فيثبت فى
مكانه ومع ذلك تسمح له بالحركة والنمو حتى أن حجمه يتضاعف آلاف المرات فى نهاية
الحمل.
إذ أن
حجم رحم الأنثى البالغة لا يتسع فراغه لأكثر من ملليمترين ونصف بينما يتسع حجم
الرحم فى نهاية الحمل لسبعة آلاف ملليمتر.
ومع ذلك
يبقى الرحم فى مكانه والأربطة ممسكة به، ونلاحظ بأن عضلات الحوض والعجان تحفظ
الرحم فى مكانه كما تحفظ الأعضاء الأخرى المسام الموجودة فى الحوض كالمثانة.
ونرى أن النسيج الخلوي الضام الذي يحيط بعنق
الرحم وبالجزء العلوي من المهبل ويربط أجزاءه بالمثانة من الأمام وبالمستقيم من
الخلف يساند مساندة فعالة فى جعل الرحم فى قرار مكين لنمو النطفة الإنسانية فى
أدوراها المختلفة.
وكما نلاحظ توازن عجيب بين الضغط الموجود فى
تجويف البطن وتجويف الحوض بحيث يمسك بالأعضاء فى أماكنها، وأعضاء الحوض تساند
بعضها بعضا واتصال الرحم بالعنق واتصال عنق الرحم بالمهبل مما يساعد فى ثبات الرحم
فى مكانه.
كما أن الرحم يستقر كذلك فى مكانه نتيجة إفراز
هرمون الحمل (بروجستيرون) إذ أن هذا الهرمون يجعل انقباضات الرحم بطيئة عكس هرمون
الأنوثة (الأستروجين) الذي يجعل انقباضات الرحم قوية وسريعة ، هذا بجانب إلى أن تكوين
الحوض فى المرأة يمكنه من أن يحفظ الرحم بداخله بحيث لا يصله شيء من الكدمات
والهزات التي تتعرض لها المرأة بل لو أصيبت المرأة فى حادث أو سقطت من ارتفاع
وتكسرت عظامها فإننا نجد الرحم فى أغلب الأحوال سليما لم يمسسه سوء، فسحان من خلق
فأبدع، سبحان من خلق فسوي. يقول عز وجل:
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي
أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ
يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)(فصلت – 53 )