هيثم طلعت يكشف القصة الكاملة للملحد طالب العبدالمحسن.. ويؤكد: المد الإلحادي طوفان فاجر
- السبت 21 ديسمبر 2024
عُرِفَ عن الأمازيغ أنهم أهل عهد، وأمانة، وأنهم أهل الثقة، وبهم انتشر الإسلام، وفتح باب من المغرب باتجاه الأندلس.
ولا بد أن نستذكر أن عطاء الأندلس كان
للأمة الإسلامية دون سواها، فلا يغرنهم المغرضين الذين يحاولون أن يستسيغوا أن
الأمازيغ كانوا صاغرين للعرب، بل العكس فإن الله أعز العرب والأمازيغ بالإسلام،
وما أصاب الأمة الإسلامية بأمازيغها وعربها وتركها وفرسها وعجمها من وهن وضعف؛ إلا
لأنهم تركوا العزة بدينهم وآثروا التفرق والافتراق.
يحاول البعض
إثارة الفتن بتزييف الحقائق التاريخية وإظهار الأمازيغ على أنهم استعبدوا من قبل
العرب، وهذا مناف للتاريخ القويم، فلا توجد قوة على الأرض تستطيع استعباد رجال الأمازيغ
العظام، وإن ما حصل هو أن الأمازيغ اعتنقوا دين الإسلام، وترسخت معاني الإسلام
السامية في نفوسهم فزادتهم عزة وزادوها وقارًا.
فقد أعد
الأمازيغي طارق بن زياد جيشا مكونا من عشرين ألف أمازيغي، عبر بهم البحر لفتح
الأندلس، في موقف تقشعر له الأبدان، لقائد فذ محنك مع قبيلة قوية شديدة يفتحون
بلاد غريبة.
ولم يمض على
دخولهم الإسلام إلا سبعون عاما، واستمرت فتوحات الأمازيغ في بلاد الأندلس، حيث كان
لهم الفضل السابق بهذا الأمر.
كما أن للأمازيغ
الموقف المشرف بحماية الأندلس من السقوط بعد قرون من فتحها، فكلما تهاوت حصون المسلمين
في الأندلس كانت كتائب جيوش الأمازيغ تعبر البحر وترد الأعداء وتحمي الأندلس حتى
سقوط أخر مدينة بيد الصليبيين، فما عرف عن قبائل الأمازيغ أنهم قصروا في شيء في
متناولهم ولم يفدوا به الأمة.
وقد ولد من رحم
هذه القبائل الجبارة القائد يوسف بن تاشفين، ذلك القائد الصنديد، الذي لبى نداء
ملوك الطوائف وأدرك الأندلس من الضياع وأوقف التوغل الصليبي فيها.
ولم ينحصر عطاء
الأمازيغ للإسلام في زمان أو مكان، حيث كانت لهم اليد الطولى في تحرير مدينة القدس
من الصليبيين إبان حملة الناصر لدين الله صلاح الدين الأيوبي، حيث أسكن الأخير ثلة
من الأمازيغ عند الزاوية الجنوبية الغربية للحرم القدسي، وهناك أخذت الحارة
تسميتها؛ "حارة المغاربة".
وحينما سُئِل
صلاح الدين الأيوبي عن هذا الأمر قال: "أسكنت هناك من يثبتون في البر،
ويبطشون في البحر، من أستأمنهم على هذا المسجد العظيم، وهذه المدينة".
حيث بقي
الأمازيغ يرابطون في مدينة القدس حتى خُذِلت المدينة في حرب الأيام الستة، حينها
احتلت إسرائيل حارة المغاربة وهدمتها وطردت سكانها. من هنا تظهر للعيان مدى أمانة
هذا الشعب العظيم، حيث استمروا بالرباط لقرون عديدة.
كما أن للأمازيغ إسهاماتهم العلمية الجليّة، حيث خرج من رحم هذه القبائل العريقة العالم الأندلسي عباس بن فرناس، وأبن رشد، والشهير ابن بطوطة، والقائمة تطول بهذه الأسماء العريقة اللامعة.
المصدر: العلم يؤكد الدين