الرمزية والواقعية في نصوص توفيق الحكيم

  • جداريات Ahmed
  • الجمعة 11 أكتوبر 2019, 11:42 مساءً
  • 4583
توفيق الحكيم

توفيق الحكيم

هو علامة من علامات الأدب المصري والعربي ، ويعد من أهم رواد المسرحية والرواية العربية في العصر الحديث حيث كتب عددًا كبيرًا من المسرحيات، رغم هذا العدد الكبير إلا أن قليل جدا من مسرحياته يمكن أن تتحول لعمل فني يجسد على خشبة المسرح فمسرحياته نستطيع أن نقول عنها إنها كُتبت لتُقرأ.

  وعرفت مسرحيات الأديب بأنها كانت مفعمة بالدلالات والرموز التي يمكن إسقاطها على الواقع العربي، ومن هنا تستطيع عزيزي القاري أن تعرف الرمزية ومزجها بالواقعية باحترافية كبيرة حيث استطاع الحكيم أن يمزج بين الرمزية والواقعية بشكل نوعي اتسم بالخيال والعمق دون تعقيد أو غموض، وعرفت نصوصه بالدقة والتكثيف الشديد وحشد المعاني والدلالات والقدرة الفائقة علي التصوير.

 ويرى النقاد أن الرمز في أدب الحكيم كانت يتمتع ويتميز بالوضوح وعدم المبالغة في الإغلاق أو الإغراق في الغموض؛ ففي أسطورة إيزيس التي استوحاها من كتاب الموتى فإن أشلاء أوزوريس الحية في الأسطورة هي مصر المتقطعة الأوصال التي تنتظر من يوحدها ويجمع أبناءها علي هدف واحد. و(عودة الروح) هي الشرارة التي أوقدتها الثورة المصرية، وهو في هذه القصة تعمد الحكيم أن يقوم بدمج تاريخ حياته في الطفولة والصبا بتاريخ مصر، فيجمع بين الواقعية والرمزية معا على نحو جديد، وتتجلي مقدرة الحكيم الفنية في قدرته الفائقة على الإبداع وابتكار الشخصيات وتوظيف الأسطورة والتاريخ على نحو يتميز بالبراعة والإتقان.

    بدأ الحكيم الذي ولد في الإسكندرية في التاسع من أكتوبر عام 1898الكتابة باسمٍ مستعار "حسين توفيق"، ليبعد العار عن عائلته التي كانت تعتبر مثل معظم العائلات في ذلك الوقت أنّ الكتابة مسعىً تافه لا يليق بالعائلات المميزة، وكانت معظم هذه المسرحيات للمسرح العام. لامست تلك المسرحيات الغنائية والكوميدية جوانب اجتماعية وسياسية، فتطرقت مسرحية "الضيف الثقيل" إلى الروح القومية متزايدة الحماس في تلك الفترة في مصر إبان ثورة 1919.

قضى الحكيم فترة ثلاث سنوات من حياته في باريس، حيث حصل على شهادة الحقوق في عام 1925، لكنّه لم يوفّق في الحصول على وظيفةٍ حكومية في ذلك الوقت. وشجّعه صديق والده السياسي الشهير أحمد لطفي السيّد على دراسة الحقوق في فرنسا والحصول على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون. لكنّه عمل في تلك الفترة على تحضير نفسه ليعمل في مجال المسرح، وبالرغم من عدم دراسته في كلية مسرحية رسمية، إلّا أنّه قضى الكثير من الوقت مستغرقًا بقراءة المسرحيات وحضور العروض المختلفة. ولكن الحكيم تعرض لصدمة كبيرة بعدما أجبره والده على العودة من باريس إلى مصر. ونجد ذلك جليًا في حنينه إلى السنوات الجميلة التي قضاها في باريس، ليعمل نائبًا للمدعي العام، وانتقل بين مختلف الأقاليم المصرية في الفترة الممتدة بين 1928 و1934، واستمد إلهامه لروايته الشهيرة "يوميات نائب في الأرياف" التي نُشرت في عام 1937 من هذه التجربة. أصبحت هذه الرواية من الروايات الخالدة في الأدب كونها الأولى من نوعها التي تستكشف الفروقات بين عقلية المصري الفلاح وبين الموظفين القانونيين العاملين في سلك القانون.

عمل بعدها في وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة التعليم بين عامي 1939 و1943، لكنّه ترك العمل الحكومي لاحقًا ليكرس نفسه للكتابة. لكنّ تم تعيينه في عام 1951 مديرًا للمكتبة، الوطنية وبقي في هذا المنصب المهم حتى عام 1956. أصبح بعدها عضوًا في المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية.

      وفي عام 1933 نشر الحكيم أول مسرحية فلسفية للحكيم بعنوان "أهل الكهف" وهي قصة مستوحاة من القرآن، وكانت هذه المسرحية البداية للعديد من المسرحيات التي أصبحت أساسًا كلاسيكيًا للأدب العربي الحديث، حيث استمرت مسرحياته الفلسفية من أمثال "شهرزاد والسلطان الحائر" بالنجاح حتى أنّها تعتبر من كلاسيكيات المسرح المصري، وكتب الحكيم أكثر من 50 مسرحية ليكون بذلك مؤسس الدراما العربية الحديثة.

سمي تياره المسرحي بالمسرح الذهني لصعوبة تجسيده في عمل مسرحي  وكان توفيق الحكيم يدرك ذلك جيداً حيث قال في إحدى اللقاءات الصحفية : "إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز، لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غير المطبعة. كان الحكيم أول مؤلف استلهم في أعماله المسرحية موضوعات مستمدة من التراث المصري وقد استلهم هذا التراث عبر عصوره المختلفة، سواء أكانت فرعونية أو رومانية أو قبطية أو إسلامية لكن بعض النقاد اتهموه بأن له ما وصفوه بميول فرعونية وخاصة بعد روايته عودة الروح.

 

كما ساهم الحكيم في الكتابة في عمود الآداب في صحيفة الأهرام، وكتب العديد من التحليلات السياسية والانتقادات اللاذعة التي انتشرت بشكلٍ واسع عبر العالم العربي.

حصل في عام 1958 على قلادة الجمهورية من الرئيس جمال عبد الناصر لمساهماته المختلفة وخاصةً عن عمله المميز "عودة الروح" الذي يعتقد أنّه ألهم عبد الناصر نفسه إضافةً إلى الجيل بأكمله، حيث كانت تحمل رموزًا مختلفة تعود إلى مصر القديمة وأمجادها الخالدة التي عمل عبد الناصر على إحيائها.

وحصل في عام 1962 على جائزة الدولة التقديرية لإخلاصه للفن وبشكلٍ خاص الدراما، بالإضافة إلى إشعاله الروح القومية من خلال كتاباته الدرامية، إخلاصه لحركة التطور الاجتماعي، واهتمامه العميق بإنهاء كافة مظاهر الظلم والفساد.

لكنّ أثار كل هذا التكريم الذي حصل عليه من الدولة جدلًا واسعًا عندما راجع مواقفه المتعلقة بفترة حكم جمال عبد الناصر، توفي الحكيم في يوم 26 يوليو عام 1987، في مدينة القاهرة المصرية.

  ومن أبرز أعماله محمد - صلّى الله عليه وسلّم - سيرة حواريّة 1936 عودة الرّوح رواية 1933 أهل الكهف مسرحيّة 1933 شهرزاد مسرحيّة 1934 يوميّات نائب في الأرياف رواية 1937 عصفور من الشّرق رواية 1938 تحت شمس الفكر مقالات 1938 أشعب رواية 1938 عهد الشّيطان قصص 1938 حماري ، براكسا أو مشكلة الحُكم مسرحيّة 1939 راقصة المَعبد روايات قصيرة 1939 نشيد الإنشاد دينيّ 1940 حمار الحكيم رواية 1940 سلطان الظّلام قصص 1941 من البُرج العاجيّ مقالات 1941 تحت المِصباح الأخضر مقالات 1942 بجماليون مسرحيّة 1943 سليمان الحكيم مسرحيّة 1943 زهرة العُمر سيرة ذاتيّة 1943 الرّباط المُقدس رواية 1944 شجرة الحُكم نصوص سياسيّة 1945 الملك أوديب مسرحيّة 1949 عودة الوعي رواية والسلطان الحائر ويا طالع الشجرة

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات